كان حكماء الإخوان المسلمين علي حق عندما أصروا علي تعفف الجماعة عن ترشيح أي عضو من أعضائها لمنصب الرئيس حتي لا تسيطر علي كل مراكز السلطة وتجد في يدها البرلمان والحكومة ثم الرئيس. كانت رؤية هؤلاء الحكماء الذين عارضوا حتي اضطروا للخروج من الجماعة بعد أن فشلوا في تغيير رأي الطامعين, أن الإخوان قادمون من غربة عن السلطة في وطنهم سنوات كثيرة وأن الأمر يقتضي التدرج في الإمساك بمفاتيح العمل التنفيذي حتي تتمكن الجماعة من تفهم شئون الدولة بالممارسة علي مراحل, وإلا فإن الجماعة ستفتح أمامها جبهات شديدة المعارضة والحساسية لإحساس غالبية المصريين بأن مصر علي وشك السقوط في كمين الدولة الدينية! تحقق ما حذر منه حكماء الإخوان, وبدلا من أن تكون نتائج معركة انتخابات الرئيس باب الأمل في المستقبل فإن ملايين المصريين أصبحوا يشعرون بأن النتيجة جاءت صدمة اليأس من المستقبل بسبب انحسارها بين مرشح رغم أي إيجابيات يمكن ان تقال عنه إلا أنه واجهة نظام ديني, ومرشح آخر رغم كل أعمال ناجحة نسبت له إلا أنه قادم من نظام قامت الثورة لتغييره. والفريق شفيق لكي نكون واقعيين لم يقحم نفسه في معركة الإعادة, فقد حملته إليها أصوات أكثر من خمسة ملايين مواطن تطلعوا إليه باعتباره اليد القوية التي تقضي علي الفوضي التي سادت وأصبحت تهدد الوطن في موارده والناس في أرزاقهم, ولكن المعضلة أن الذين لم يختاروا مرسي أو شفيق أصبحوا في الإعادة بين خيارين أحلاهما مر, والسبب في هذه المعضلة هم الإخوان بالترشح للرئاسة, ولهذا كان من بين الاقتراحات أن يتنازل الدكتور مرسي علي أساس أن يصعد حمدين صباحي لمعركة الإعادة, وهو اقتراح بالغ الخطورة قانونيا ولكنه يتفق مع العادة التي أصبحت تقليدا أن نستدعي العفريت ثم لا نعرف كيف نصرفه! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر