أبدت الصحافة العالمية اهتماما كبيرا بنتائج الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة التي أسفرت عن تقدم د.محمد مرسي, مرشح جماعة الإخوان المسلمين, والفريق أحمد شفيق علي جميع المرشحين, وخوضهما جولة إعادة حاسمة في16 و17 يونيو المقبل. وأجمعت الصحف الأمريكية والبريطانية علي أن معركة الإعادة ستكون في غاية الشراسة مشيدة بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي يحكم البلاد منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في11 فبراير2011. ووصفت صحيفة واشنطن تايمز علي موقعها الالكتروني أمس النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية بأنها تؤهل إلي جولة إعادة بين اثنين من المرشحين الأكثر إثارة للجدل, والأكثر عداء لبعضهما البعض. مشيرة إلي أن سباق الإعادة سيكون ساخنا للغاية بين د.محمد مرسي, والفريق أحمد شفيق. وذكرت الصحيفة في تغطية اخبارية للصحيفة ماجي ميشيل إلي أن جانب وكالة الاسوشيتدبرس أن مرسي الإخوان والذين يهيمنون علي البرلمان بالفعل وعد بتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر, وسط قلق المسلمين المعتدلين والعلمانيين والمسيحيين من فرض قيود علي العديد من الحقوق برغم أن مرسي حصل علي نصف الاصوات التي حصلت عليها الجماعة خلال الانتخابات البرلمانية أواخر العام الماضي في علامة علي الرفض الشعبي. وأوضحت أن أداء شفيق القوي في الانتخابات كان لا يمكن تصوره قبل عام وسط الحماس المضاد للرئيس السابق حسني مبارك, وفسرت الصحيفة تصويت المصريين له بأنه جاء خوفا من الفوضي وانهيار الخدمات العامة وارتفاع نسبة الجريمة وغرق الاقتصاد واستمرار الاحتجاجات التي تحولت إلي أعمال شغب دامية. وفسرت الصحيفة الصعود المفاجئ لحمدين صباحي في الأيام التي سبقت بدء التصويت بأن المصريي كانوا يبحثون عن بديل للإخوان والفلول. وابرزت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور علي موقعها الالكتروني أمس تقدم الإخوان واحتل الموضوع الترتيب الخامس بين العشرة موضوعات الأعلي قراءة, مشيرة إلي تحول الانتخابات الرئاسية إلي مواجهة بين الإسلاميين والفلول علي حد قول الصحيفة. واعتبرت صحيفة لوس انجلوس تايمز خروج عمرو موسي من السباق الرئاسي بعد أن تصدر استطلاعات الرأي مفاجأة كبري للجولة الأولي, كما اعتبرت أن بروز حمدين صباحي المرشح الاشتراكي الثوري يرجع إلي أنه جاء كبديل للإسلاميين ورموز النظام السابق. وقال الصحيفة إن بروز مرسي في الأيام الأخيرة للحملات الانتخابية يرجع لتعامله مع الإخوان والحديث عنهم ولهم كمؤسسة باعتبارها آلة منظمة تستطيع التغلب علي جميع المخاوف بشأن هيمنة الإسلاميين علي السلطة والبرلمان, وأنه سوف يحكم عبر تطبيق الشريعة وبرغم تراجع نفوذ الإخوان في الشارع وفقدهم مراكز شعبيتهم في مناطق عديدة مثل الإسكندرية والدقهلية وبورسعيد إلا أن الإخوان كان لديهم ثقة كبيرة في حشد انصارهم حول محمد مرسي. وبرغم التوقعات من أن فوز شفيق سيعيد الاحتجاجات المليونية إلي ميدان التحرير إلا أنه خاطب ملايين المصريين الذين تطلعوا إلي الأمن والاستقرار الاقتصادي بعد18 شهرا من الانفلات الأمني وتراجع الإنتاج وتزايد معدلات الجريمة. وأشارت الصحيفة إلي أن معدلات التصويت وصلت إلي50% من اجمالي الناخبين البالغ عددهم50 مليون ناخب. من جانبها, قالت صحيفة سان فرانسيسكو جيت الأمريكية إن الانتخابات المصرية الرئاسية تعتبر الأكثر نزاهة وحرية وأوضحت وكالة الاسوشيتدبرس أن الانتخابات كانت اختبارا كبيرا للإخوان لتمهيد الطريق لتحويل مصر إلي دولة إسلامية. وقالت مجلة فورين بوليسي إن ما قاله شفيق يكون تحديا للشركاء والحلفاء الدوليين مثل: الولاياتالمتحدة وأوروبا, مشيرة إلي ما قاله شفيق خلال الحملات الانتخابية من أن أمريكا ستكون أول زيارة له في حالة فوزه واعتبرت فوز مرسي أو صباحي كارثيا لأمريكا أو إسرائيل خاصة مرسي الذي سيكون فوزه تحديا لإسرائيل خاصة انه يعتبر الإسرائيليين قتلة ومصاصي دماء العرب والفلسطينيين.كما تعهد صباحي بتعديل معاهدة كامب ديفيد كما ايد هجمات القاعدة علي الجنود الأمريكيين في العراق. بينما أكدت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن خروج موسي مفاجأة كبري مشيرة إلي أن صباحي قدم البديل في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة ديلي تليجراف البريطانية أن نصر الإخوان مفاجئ.. والعبرة بمشكلات ما بعد الفوز إعادة شرسة وقالت صحيفة يوأس ايه توري الأمريكية ان الإعادة بين د.محمد مرسي والفريق شفيق ستكون في غاية الشراسة والسخونة. وقالت إن مرسي في المقدمة بنسبة24.9% طبقا للمؤشرات شبه النهائية المعلنة في غالبية المحافظات, بما وضعه في المركز الأول لجولة الإعادة, بينما المركز الثاني لأحمد شفيق الذي حصل علي24.5% وقد صرحت جماعة الأخوان المسلمين أن الإعادة ستكون بين مرسي وشفيق. وأضافت إن جماعة الأخوان التي عانت علي مدي عقود في ظل نظام الرئيس مبارك من القمع السياسي والسجن يسعون للفوز بالانتخابات الرئاسية لتتويج سيطرتهم السياسية علي مصر من خلال كرسي الرئاسة, بعدما حصدوا غالبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي تمت في نهاية العام السابق. وتناولت تصريحات كلا المرشحين في حالة فوز الآخر من المخاطر التي ستلقي علي كاهل المصريين, وتأثيرها من الهاب المشاعر, وركزت علي تصريح د.مرسي من خروج مظاهرات مليونيه في حالة فوز مرشح ينتمي للنظام السابق الفلول, ونقلت عن شفيق قوله أن فوز الإسلاميين غير مقبول. كما تناولت آراء مجموعة من المصريين عن د.محمد مرسي مرشح التيار الإسلامي وأحمد شفيق مرشح النظام السابق, حيث قال رزق محمد نحن نريد رئيسا ينهي حالة الفساد الذي استشري, ويعود بمصر إلي مكانتها التي تستحقها, وقالت سهير عبدالمنعم من الزاوية الحمراء أنا أحب شخصية شفيق لما لديه من خبرات تستطيع النهوض بمصر, من جانبها ذكرت صحيفة الإندبندنت أن العسكري يستحق الإشادة.. و أن الانقسام سيد الموقف مرشح بالمصادفة وكانت قد رجحت صحيفة واشنطن بوست أن يبلي مرشح جماعة الإخوان محمد مرسي, بلاء حسنا وقويا في الانتخابات, وقالت الصحيفة في تقرير لها عنه إن مرسي, الإسلامي المحافظ, أصبح مرشحا بالمصادفة في السباق لكي يصبح رئيسا مصر القادم. فرغم ما يقال عنه من أنه المرشح الاستبن أو البديل لخيرت الشاطر, وعن افتقاده للكاريزما, إلا أنه من إنتاج جماعة الإخوان المسلمين وصعد بين صفوفها علي مدار العقدين الماضيين.. ورغم ما وجه إلي الجماعة من انتقادات لتراجعها عن وعودها السابقة بعدم طرح مرشح للرئاسة, إلا أنه بحلول مساء أمس الخميس بدأ أن تجاه مرسي نحو الإعادة يؤكد كفاءة الإخوان وقدرتها علي الوصول التي لا يوجد لها مثيل حتي في عهد مبارك عندما كانت الجماعة محظورة رسميا. ونقلت الصحيفة عن خليل العناني, الخبير في شئون الحركات الإسلامية المصرية بجامعة دورهام البريطانية, قوله إن آلة الإخوان المسلمين هي التي دفعت بمرسي إلي هذه النقطة, فمرسي لديه مهارات سياسية متواضعة مع التزام قوي بإيديولوجية الإخوان المسلمين وقيادتها, وهو قذيفة للإخوان وسيضحي بنفسه لصالح بقاء الجماعة. ويقول المحللون المصريون, إنه تم اختيار مرسي لولائه للجناح المحافظ في الجماعة, وخلال حملته صور مرسي نفسه علي أنه مرشح الله, ووعد بأن القرآن سيكون أساس الدستور المستقبلي وتعهد بتنفيذ تفسير محافظ للشريعة الإسلامية. وفي الأسابيع الأخيرة بدا أن رجال الدين المحافظين يميلون للإخوان, وطلبوا من أتباعهم التصويت لهم. وعن مرسي, يقول جوشوا ستاكر, أستاذ مساعد لدراسات الشرق الأوسط في جامعة كنت الأمريكية إنه لن يخون التفسير الأكثر محافظة للإخوان المسلمين الذين يسيطرون الآن. من ناحية أخري, علقت الصحيفة علي ما أعلنه حزب الحرية والعدالة, الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين, عن تصدر مرسي للنتائج حتي الآن, واعتبرت ذلك دليلا قويا علي قوة الآلة السياسية للجماعة, وتوقعت الصحيفة أن يؤدي فوز مرسي في الجولة الأولي إلي حالة من الاستقطاب في جولة الإعادة المقرر الشهر المقبل, وتوقعت الصحيفة, برغم الإشارة إلي استمرار عملية الفرز, أن يواجه مرسي د.عبد المنعم أبو الفتوح أو أيا من عمرو موسي أو أحمد شفيق, الذين عملا مع النظام السابق. استقرار قصير المدي ومضت الصحيفة في القول أنه لو أصبح مرسي رئيسا, فإن جماعة الإخوان التي ظلت محظورة لفترة طويلة ستكون شبه محتكرة للسلطة السياسية في البلاد, بما يجعلها الفائز الهارب في الثورة الشعبية التي كانت مترددة في تأييدها في البداية. وبرغم ذلك, رأت واشنطن بوست أن فوز مرسي في جولة الإعادة سيكون صعبا, حسبما يقول المحللون لأن منافسيه المحتملين سيعملون علي استمالة الناخبين الذين لايريدون للجماعة الإسلامية ان تحكم مصر. ورصدت الصحيفة تأثير ما يحدث في انتقال مصر نحو الديمقراطية علي المصالح الأمريكية في المنطقة, خاصة معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل والاستقرار الإقليمي الذي تمثله. وتقول ميشيل دون الخبيرة بشئون الشرق الأوسط في المجلس الأطلنطي أنه بفضل تنظيم الإخوان, أصبح فوز مرسي نتيجة لن تؤدي علي الأرجح إلي إثارة الشكوك حول شرعية الانتخابات. من ناحية أخري فإن وجود رئيس إسلامي سيعني تبنيه رؤية مختلفة تماما للشئون العالمية, ولا احد يعرف كيف يتعامل الإخوان مع ازمات ستحدث حتما سواء كانت في إسرائيل أو الضفة الغربية أو غزة أو لبنان. واعتبرت الصحيفة ان الدعم القوي للإخوان في يومي الاقتراع, رغم كون مرسي شخصية لاتتمتع بالكاريزما ولم يكن معروفا لكثير من المصريين حتي وقت سابق هو الدليل الاحدث علي أن الأحزاب الإسلامية المحافظة تجني أكثر الفوائد من الثورات الإقليمية التي اطاحت بأربعة رؤساء علي مدار الأشهر الماضية. ويقول شادي حميد الخبير بشئون مصر بمعهد بروكنجر إن الإخوان لا يزال لديهم آلة انتخابية لايضاهيها شيء, واعرب عن اعجابه بمدي السرعة التي استطاع بها الإخوان ان يحققوا شعبية لمرسي. إسرائيل تراجع خياراتها علي صعيد متصل, ذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أنه مع انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر فإن صناع القرار الاسرائيليين يستعدون للخيارات السيئة وأنه بالرغم من كل أخطاء الرئيس المصري السابق حسني مبارك إلا أنه كان حليفا يعتمد عليه لإسرائيل لمدة ثلاثة عقود وذلك حتي تنحيته بعد ثورة25 يناير2011 التي أسفرت عن سيطرة الاخوان المسلمين والاسلاميين عموما علي الانتخابات البرلمانية المصرية. وقالت المجلة- في نسختها الالكترونية أمس إن التغيرات في العلاقات المصرية الاسرائيلية ستكون عميقة وكبيرة وستراجع مصر العديد من سياستها الأمنية والخارجية خصوصا مع إسرائيل مما يثير ذعر الساسة الإسرائيليين حسب قول رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة بن جوريون يورام ميتال. وأشار ميتال إلي أن هذه المراجعات ستتضمن معاهدة السلام التي أبرمها الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام1978 والتي لا تلقي شعبية بالمرة لدي الشعب المصري, والتي أعرب أيضا كل المرشحين الرئاسيين في الانتخابات المصرية سواء كانوا إسلاميين أو من تيارات أخري عن رغبتهم في مراجعة أو إبطال هذه المعاهدة. الشيعة العرب خائفون من ناحية أخري, ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الشيعة في العالم العربي يشعرون بقلق شديد من فوز أي مشرح إسلامي برئاسة مصر, خشية من نشوب توترات طائفية في المنطقة.