عندما استشهد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة يوم 9 مارس 1969 فى ذروة حرب الاستنزاف وهو على الخط الأمامى للجبهة على حافة قناة السويس عند موقع المعدية رقم 6 بمنطقة الإسماعيلية أدرك كثير من الخبراء العسكريين فى العالم أن تغييرا جذريا حدث فى مصر ولم يعد الجنود وصغار الضباط هم الذين يتقدمون الصفوف ويتعرضون للمخاطر وعندما استشهد اللواء أحمد حمدى نائب قائد سلاح المهندسين فى حرب أكتوبر وهو يشارك فى بناء جسور العبور التى ستحمل الدبابات المصرية إلى شرق القناة تأكد للعالم كله أن إرادة المصريين للقتال تتحدث عن نفسها على أرض الواقع. ولهذا كانت أهمية وقيمة وضرورة حرب الاستنزاف التى كانت جزءا أساسيا وأصيلا من مهمة الإعداد الحقيقى ليوم العبور العظيم. وسوف يذكر التاريخ قصة حرب الاستنزاف المجيدة التى بدأت اعتبارا من 8 مارس 1969 بمعركة المدافع الشهيرة وانتهت يوم 8 أغسطس 1970 بإنجاز تحريك حائط صواريخ الدفاع الجوى إلى حافة القناة. سوف يذكر التاريخ أنه تحت نيران حرب الاستنزاف تمت عدة عمليات للعبور إلى الشاطيء الشرقى لقناة السويس وإلى داخل عمق سيناء والحصول على أسرى. وسوف يذكر التاريخ أنه فى ظل حرب الاستنزاف استعادت القوات الجوية المصرية ثقتها بنفسها، وأثبتت كفاءتها وبطولتها فى سلسلة مواجهات دحضت بها أسطورة التفوق الجوىلإسرائيل. وسوف يذكر التاريخ أن حرب الاستنزاف شهدت البناء الحقيقى لمنظومة الدفاع الجوى المصرى واستكمالها والذى بلغ درجة الذروة فى أسبوع تساقط طائرات الفانتوم خلال يوليو 1970. وهكذا فإن حرب الاستنزاف وفرت عددا من الدروس الهامة التى كان لها أكبر الأثر فى رسم التصور الصحيح لعملية الهجوم الشاملة التى تحمل اسم «بدر» يوم السادس من أكتوبر. وغدا نطالع صفحات جديدة [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;