من رحم الانكسار غالبا ما يولد النصر، ومن قلب ظلام الإحباط واليأس يخرج الأمل والعزيمة، اللذان يقودان ويضعان أقدامنا على طريق النجاح بعد تخطى الهزيمة للعبور نحو النصر، لذلك يجب أن تبتعد عن السلبيين، لأنهم يستنفدون طاقتك سريعا، ويجردونك من أحلامك، ففى الوقت الذى نحتفل فيه بنصر أكتوبر الذى سيظل علامة فارقة فى التاريخ الحديث، فهناك من استلهم روح أكتوبر ليحقق نجاحات وبطولات من شأنها أيضا رفع اسم مصر عاليا، برغم ما يواجهونه من عوائق وعقبات وتحديات، لكن روح الإصرار والتحدى كانت كفيلة أن تجعل عزيمتهم أشبه بعزيمة حديدية صلبة، جعلتهم يتخطون الحواجز ويذللون الإعاقات، ليثبتوا للعالم أنه ليس هناك ما يسمى بالمستحيل وأن كل شيء ممكن مهما بلغت درجة الصعوبة ومهما تصدى لهم الإحباط واليأس ..فليس معنى أن تحكم السماء على إنسان بالإعاقة أنه محروم من التفوق، فهناك من يتعامل مع الواقع ويفرض واقعا آخر، وهذا ما حدث مع 5 بطلات مصريات فى البارالمبياد 2016 التى أقيمت بمدينة ريو دى جانيرو البرازيلية، حيث استعدن روح اكتوبر، برغم ما يعانينه من إعاقة جسدية وأخرى فى نقص الإمكانيات إلا أنهن قررن أن يدخلن التاريخ من أوسع أبوابه ويؤكدن أنهن لسن أقل من الأسوياء. إنهن البطلات المصريات راندا تاج الدين ورحاب أحمد وفاطمة عمر وأمل حنفى بطلات رفع الأثقال الحائزات على 5 ميداليات ما بين ذهبية وفضية وبرونزية فى ريو 2016. «الأهرام» التقت بهن فكان هذا التحقيق. صاحبة ذهبية ريو 2016 راندا تاج: رفع علم مصر أنسانى تعب السنين الإرادة وعدم الاستسلام للواقع المرير سبب النجاح سنوات كثيرة من العناء.. فكم من سنة مضت.. كم من شهر .. يوم.. ساعة.. منذ أن دخلت فى تحد مع نفسها .. فالميلاد لحظة والموت لحظة وبينهما لحظة، مسافات طويلة وتفاصيل أطول هى حكاية الرباعة راندا تاج الدين» 28 سنه» لاعبة منتخب مصر لرفع الأثقال والحاصلة على الميدالية الذهبية فى منافسات الألعاب البارلمبية ريو 2016، الحكاية فى السطور التالية. بداية تقول راندا : يعتقد البعض أن الرياضة وجدت لكى يمارسها من يحبها من الأشخاص الأسوياء وذوى الإعاقة الجسدية دون النظر الى مدى العزيمة والإصرار التى تكون موجودة فى نفوس أصحاب الإعاقة الذين يبذلون الغالى والنفيس من أجل التمتع بالشيء البسيط من حقوقهم، التى ربما لن يحصلوا عليها كلها، حيث إن هناك من يرى أنه ليس من حق المعاقين ممارسة الرياضة مثل الأسويا، لكننى قررت عدم الاستسلام لهذا الواقع المرير والمدمر، حيث بدأت رحلتى مع لعبة رفع الأثقال فى نادى العزيمة بالإسماعيلية على يد الكابتن أحمد على مدرب رفع الأثقال ، وبدأت أتدرب فى النادي، وشاركت فى البطولات المحلية حتى تم اختيارى ضمن منتخب مصر، وكانت بطولة طابا عام 2005 أول بطولة دولية أشارك فيها ، وبعدها شاركت فى اولمبياد بكين البارالمبية عام 2008، وحققت الميدالية الفضية فى وزن 75 ك، كما أننى شاركت فى اولمبياد لندن البارالمبية عام 2012 وفزت فيها بالميدالية الفضية أيضا، ليتوج مجهودى بالميدالية الذهبية فى ريو 2016 ، رافعة ثقلا قدره 130 ك بفارق 10.5 كيلو جرام عن اللاعبة الاردنية الحاصلة على المركز الثاني. طريق لم يكن مفروشا بالورد وأضافت راندا: برغم النجاح الذى حققته حتى الآن، إلا ان ذلك لا يعنى أن الطريق كان مفروشا بالورد، حيث قابلتنى صعوبات كثيرة،أولاها كانت كيفية التوفيق بين الذهاب يوميا إلى المدرسة والتدريب فى النادي، وكل ذلك يحتاج إلى مصروفات لا تستطيع اسرتى تحملها ، وعندما بدأت ألعب فى نادى العزيمة كنت اتقاضى 15 جنيها شهريا، وكنت أتحمل باقى النفقات من ملابس وتغذية وغيرها، وعندما لعبت فى منتخب مصر تغير الوضع نسبيا، لكن قابلتنى مشكلة أخري، فمحل اقامتى فى محافظة الاسماعيلية، وكنت أسافر يوميا للتدريب فى المركز الاولميبى بالمعادى بالقاهرة، احمل حقيبتى على كتفى اتنقل بين القطار ومترو الانفاق حتى أصل إلى المعسكر بالقاهرة، لكن رغم كل هذه الصعوبات إلا أننى قررت أن أدخل فى تحد مع نفسى ومع المجتمع، وباستلهام روح التفوق والنصر حققت ما أريد، لذلك يجب على الدولة أن تهتم بالرياضيين المعاقين مثلما تهتم بالأسوياء، والغريب أننا عندما رجعنا من البرازيل لم نجد أى مسئول رسمى فى استقبالنا فى المطار حتى وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز. ثلاثية الفشل السلبية واللامباة وعدم الاهتمام ثلاثية دائما ما تساعد على فشل الرياضيين ذوى الاحتياجات الخاصة، لكن رغم هذه الأجواء التشاؤمية التى دائما ما تنتشر حول ذوى الاحتياجات الخاصة، إلا أن ذلك لم تنل من عزيمتى بل كانت سببا لنجاحى وتفوقي، ويكفى أننى بأقل الامكانيات حققت ميدالية ذهبية أدخلت الفرحة على قلوب المصريين، ولا يمكن أن أنسى دموعى فرحا بهذه الميدالية، خاصة عندما شاهدت رفع العلم المصرى فى مدينة ريو دى جانيرو البرازيلية. ووجهت راندا كلمة إلى كل البنات اللاتى يعانين من أى نوع من أنواع الإعاقة الجسمانية أن يمارسوا هوايتهم فى أى شيء يرون أنفسهم مبدعين فيه ولا يجلسون فى البيوت خجلا من الناس، كما يجب على الاسر أن تشجع بناتها من ذوى الاحتياجات الخاصة على اكتشاف المواهبه الموجودة بداخلهن وعدم الاستسلام للواقع المرير، وهو ما حدث معي، حيث شجعتنى أسرتى ووقفت بجانبى حتى وصلت إلى ما أنا فيه الأن. تحدت شلل الأطفال ووصلت إلى العالمية فاطمة عمر: رفضت عرضا مغريا بالتجنيس كتبت اسمها بأحرف من ذهب فى الموسوعة الرياضية بعدما حققت نجاحات منقطعة النظير حتى لقبوها أسطورة البارالمبياد .. إنها الرباعة المصرية الشهيرة، فاطمة عمر، التى كلما شاركت فى بطولة رفعت اسم مصر عاليا، والتى حصلت فى بارالمبياد ريو على الميدالية الفضية فى رفع الأثقال وزن 69 كجم، ورفعت 144 كجم، لتضيفها لسجلها البارالمبى المشرف. ولدت فاطمة عمر فى أعظم يوم فى تاريخ مصر، وهو يوم السادس من أكتوبر عام 1973، وربما جاء مولدها فى يوم النصر ليبشرها بالنصر طيلة حياتها. وقد بدأت ممارسة الرياضة منذ نحو 22 عاما فى نادى معهد شلل الأطفال بإمبابة، وهو النادى الوحيد فى مصر المخصص لذوى الاحتياجات الخاصة، وعن اختيارها لسلك طريق النجاح من خلال الرياضة قالت فاطمة « أصبت بشلل الأطفال فى سن صغيرة، وهو ما تسبب لى فى إعاقة، كان من الممكن أن تكون عائقا فى حياتى تحول بينى وبين أى تقدم أو نجاح بل إننى اخترت النجاح من خلال ممارسة الرياضة كى أثبت لمن حولى أننى لست ضعيفة بل أننى قوية إلى حد يجعلنى أقوى من الأسوياء، فنظرات الناس لنا قاسية إلى أبعد حد، تلك النظرات التى قد تكون سلاح ذا حدين إما أن تجعلنا نختفى عن الأعين ونختار العيش فى الظلام وما بها من أوجاع والآلام ووحده أو تبث فينا روح القوة والتحدى وتملأ قلوبنا بالإصرار والعزيمة على النجاح .. وأنا اخترت الطريق الثانى دون تهاون». وقد وصلت فاطمة بالفعل لما كانت ترجو من خلال حصولها على بطولات دولية وبارالمبية عديدة حتى أنها حصلت على 4 ميداليات ذهبيات على التوالى فى بارالمبياد سيدنى 2000 وأثينا 2004 وبكين 2008 و لندن 2012، لتصبح بذلك أول لاعبة فى تاريخ الاوليمبياد والبارالمبياد تحصل على 4 ميداليات ذهبية على التوالي، كما حصلت فاطمة على لقب أفضل لاعبة بارالمبية دولية. وعن الدعم المادى والمعنوى من الدولة للاعبى البارالمبياد، قالت فاطمة «: نحن ننفق على أنفسنا بشكل كامل، فعلى سبيل المثال نحتاج لفيتامينات ضرورية نضطر أن نشتريها من نفقتنا الخاصة، وهى مكلفة جدا فاللاعب الواحد ينفق ما لا يقل عن 1500 جنيه لتوفير تلك الفيتامينات، ناهيك عن الملابس والتغذية وغيرها، أما عن معسكرات التدريب فأعلى شريحة للاعبين البارالمبيين يحصل الواحد فيهم على 40 جنيه فقط يوميا!!». التجنيس مرفوض و ترى فاطمة أننا فى مصر لا نهتم بالفرق الرياضية البارالمبية عكس الدول الأخرى فيتم توفير كل ما يحتاجونه بل ويعاملونهم معاملة الأسوياء.مشيرة إلى أنها تلقت عرضا للتجنيس من إحدى الدول واللعب باسمها، لكننى رفضت، وأضافت فاطمة»: بالرغم من العروض المغرية إلا أن الفكرة ليست مطروحة لدى من الأساس، فببساطة أننى لن أبذل مجهودا لرفع علم دولة أخرى لأن السعادة التى أشعر بها عندما أنجح فى رفع علم بلدى عاليا لا تضاهيها سعادة .. فقد أخذت عهدا على نفسى أن أجلب الميداليات الذهبية لبلادى دوما حتى أننى حينما حصلت على الميدالية الفضية الأخيرة بكيت ليس فرحا كما ظن البعض بل حزنا لعدم حصولى على الذهبية». أقل من الأسوياء ورغم النجاحات التى حققتها بعثة البارالمبياد، وحصولهم على جوائز عديدة، إلا أنهم حينما عادوا لأرض الوطن لم يجدوا أحد فى انتظارهم لاستقبالهم كأبطال رفعوا علم بلادهم، وحتى الآن لم يتم تكريمهم، وأضافت أن أكثر ما أثار استياء أعضاء البعثة هو عدم بث البارالمبياد على التليفزيون المصرى وهو ما ينم عن استهانة كبيرة بهم، كما أن المكافآت التى نحصل عليها أقل بكثير من الأسوياء رغم أن المنافسة واحدة والميدالية واحدة .. فعلى سبيل المثال فى أوليمبياد لندن، كان اللاعب الاوليمبى الفائز بذهبية يحصل على مليون جنيه وفى المقابل حصل اللاعب البارالمبى على 300 ألف فقط!، رغم أن اللاعب البارالمبى يبذل جهدا أكبر». وعن تعرضها لاتهامات تفيد بتعاطيها منشطات وإيقافها لمدة عامين، علقت فاطمة « الأمر كله كان مجرد سوء تفاهم .. فلدينا قائمة بالمنشطات والهرمونات الممنوعة، وقبل مشاركتى فى بطولة العالم 2014 كنت أتناول علاج الإنجاب، وحينما تقدمت بتحاليلى للجنة الطبية للاتحاد المصرى لم أجد أى اعتراض، ولكن بعدما لعبت بطولة العالم ظهر نوع العلاج فى التحليل وظنوا أننى أتعاطى منشطات وبناء عليه جاءت المشكلة، وهو ما جعلنى أرفع قضية وساندتنى الوزارة ووكلت لى محاميا تونسيا وظهرت براءتى وكسبت القضية، واستأنفت بطولاتي». وعن دور أسرتها تقول «لا شك أن جانبا كبيرا من الفضل يعود لأسرتى ووالدتى بشكل خاص التى كانت تساندنى بشكل كبير وتدعمنى وتقوى من عزيمتى .. كما أن لزوجى دورا كبيرا فى نجاحى فقد تحمل الكثير من أجلى وتركى له وذهابى للمعسكرات التدريبية لأسابيع، كما تحمل مسئولية ابنتى شهد وليلي». وعن سر حب اللاعبات فى البارالمبياد لها علقت ضاحكة «أننى أكبرهم سنا وأكثرهم خبرة وهذا يجعلنى أشعر كأننى أم روحية لهم وأنهم بمثابة أبنائى أحب أن أكون بجانبهم دائما وأساندهم». ابتعدوا عن السلبيين لأنهم يستنفدون طاقتنا رحاب أحمد: الإعاقة فى العقول.. والفضية خير دليل لاتجعل القيود تكبل روحك، حتى وإن كبلت يديك وقدميك، فدع عملك مسكونا بالطموح متبوعا بالأمل .. فالأمل هو الذى يقودنا ويضع أقدامنا على طريق النجاح، لذلك يجب أن نبتعد عن السلبيين، لأنهم يستنفدون طاقتنا بسرعة، ويجردوننا من احلامنا، هكذا بدأت الرباعة رحاب أحمد لاعبة منتخب مصر لرفع الأثقال والحاصلة على فضية ريو 2016 كلامها قائلة: إن بدايتى مع لعبة رفع الأثقال بدأت منذ حوالى 4 سنوات عندما شاهدنى الكابتن عبدالحكيم فارس مدرب نادى الشرقية لرفع الأثقال، وعرض على الإنضمام للنادى وتدريبى على رفع الاثقال، فقلت له إننى لا أعرف شيئا عن هذه اللعبة، فقال لى بالتدريب المستمر يمكن أن تكونى مشروعا لبطلة فى منتخب مصر لرفع اللاثقال ، فقلت لنفسى لن أخسر شيئا وبدأت التدريب على أصول اللعبة، وبعد فترة من المشاركة فى البطولات المحلية، انضممت إلى منتخب مصر ، وشاركت فى عام 2013 فى بطولة فزاع الدولية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وحصلت على الميدالية الذهبية فى هذه البطولة، وفى العام التالى حدث تغيير فى حياتى الاجتماعية حيث تقدم لى شاب ووافق أهلى على الزواج منه ، وهنا توقفت مسيرتى مؤقتا مع لعبة رفع الأثقال، خاصة بعد انجابى طفلتي، لكننى قررت أن أعود بسرعه خاصة مع تشجيع ودعم زوجى المستمر لي، وبالفعل رجعت مرة أخرى أتدرب فى نادى الشرقية، وبدأت استعيد لياقتى البدنية، حتى شاركت فى ريو 2016 والتى اقيمت بمدينة ريو دى جانيرو البرازيلية، والتى تعد المشاركة الأولى لى فى البارالمبياد، خاصة وأنها جاءت بعد سنوات من التعب والجهد الكبير فى التدريب، حتى تمكنت من الحصول على ميدالية فضة فى هذه البطولة..وشرفت بلدى فى محفل دولى كبير، وكنت سببا فى رفع علم مصر، وهذا لا يقدر بثمن و أضافت رحاب: ليس معنى أن تحكم السماء على إنسان بالاعاقة أنه محروم من الاستمتاع بحياته، فرغم أننى واجهتنى مشاكل كثيرة قبل بطولة ريو 2016 ، خاصة مشاكل الولادة، مما تسبب فى عدم مشاركتى فى إحدى البطولات الدولية والتى كان من الممكن استبعادى من ريو 2016 بسببها، ولكن اللجنة اللجنة البارالمبية وقفت بجوارى حتى تمكنت من المشاركة فى دورة الألعاب البارالمبية الأخيرة، والحمد لله تغلبت على كل الصعوبات التى قابلتني، لاننى لو كنت قد استسلمت للواقع لكنت محلك سر، ولم أحقق اى نجاح، لكن بالعزيمة والاصرار حققت ما كنت اتمناه، فالاعاقة غالبا ما تكون فى العقول وليس فى الجسم كما يعتقد البعض، فالصعوبات يمكن التغلب عليها إذا امتلك الانسان الإرادة لذلك، فانا مثلا كانت أهم الصعوبات التى واجهتنى هى كيفية التوفيق بين دراستى فى كلية الآداب وبين التدريب فى النادي، وبالتحدى وبتنظيم وقتى حصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى حصولى على الميدالية الفضية فى ريو 2016، والتى لم تكن الميدالية الاولى فى مشوارى الدولي، فقد سبق وأن حصلت على برونزية بطولة أوروبا عام 2015، وكذلك ذهبية بطولة فزاع الدولية عامى 2015 و2016 والتى أقيمت بدولة الإمارات العربية المتحدة، فكل ما تحقق كان بسبب استدعاء روح التفوق لدى وبدعم أسرتى غير المحدود، فى ظل نقص الامكانيات المادية التى توفرها لنا الدولة، والتى كنت أتحمل جزءا كبيرا منها لمواصلة المشوار. لذلك يجب على الدولة أن تولى اهتمام أكبر بالمعاقين رياضيا، بحيث يعاملون مثل أقرانهم الأسوياء، فمثلا عندما عدنا من البرازيل لم نجد أى مسئول فى اتنظارنا فى المطار، وهو ما جعلنا نشعر بالاحباط، لكن فرحتنا كانت كبيرة عندما نزلنا من الطائرة ووجدنا السعادة والفرحة على وجوه الموجودين فى المطار فرحا بما حققناه. أمانى إبراهيم: روح والدى سر انتصاري بوجه متجهم وملامح شاحبة تنم عن حزن عميق تقدمت على كرسيها المتحرك ليتم تكريمها وتحصل على الميدالية البرونزية التى فازت بها، وما إن حصلت عليها حتى انهمرت فى البكاءالشديد، جعلت كل من شاهدها يستعجب ما سر هذا الحزن رغم أنها فائزة .. إنها الرباعة أمانى إبراهيم 40 عاما، والتى من سوء حظها توفى والدها قبل يومين فقط من سفرها إلى ريودى جانيرو، مما جعلها تشعر أن فقدانها أعز من لديها أصابها بحزن أضعفها ونال من قوتها فأحست أن مجهودها سيذهب هباء، ولن تحقق أى فوز يذكر، ولكنها تذكرت الهدف الأول الذى كان يعيش والدها من أجله، وهو أن يراها مثل الأسوياء، بل وأفضل منهم وأن تحقق النجاحات والبطولات فاستعادت قوتها لتحصد البرونزية فى رفع الأثقال، وتهديها لروح والدها أمام العالم. وقد شاركت أمانى فى بطولات دولية وعربية وأفريقية، وحصلت فيها على جوائز وميداليات كثيرة، وذلك منذ أن بدأت ممارسة الرياضة منذ 20 عاما فى نادى أتحاد الشرطة قبل أن تصبح أحد أفراد المنتخب فى عام 2000. وقد شاركت فى 3 بارالمبياد، أثنيا 2004 وحصلت على فضية، ولندن 2012 وحصلت على المركز الرابع، وبرونزية ريودوى جانيرو 2016، و3 بطولات عالمية، حصلت فيها على ميداليتين فضيتين وواحدة ذهبية، كما شاركت فى بطولة ماليزيا وفازت بالذهبية، وفيبطولة كوريا فازت بالفضية، كما فازت بفضيتين وذهبيتين فى 4 بطولات أفريقية. ومن هنا تقول أماني: لم يكن فى بالى ممارسة أى رياضة، ولكن والدى كان يرى فى البداية أن الرياضة هى من ستنقذنى من عزلتى والإستسلام للإعاقة وستمنحنى فرصة للتواصل مع الأخرين، وقد وافقته فى بداية لإرضائه دون أن أتوقعأن أكون بطلة بارالمبية، وتدريجيا وبدعم وتشجيع والدى بدأت فى سلك طريق البطولات وحصد الميداليات، خاصة وأن أول مدرب لها أكد لها أنها إذا التزمت ستحقق الكثير من الميداليات فى الأثقال لأن جسدها مؤهل لذلك، وكانت أول بطولة دولية لها أفريقية فى أبوجا 2002 وحققت قضية. وبنبرة حزن، قالت أماني: بعدما تخلصنا من أوجاعنا وجروحنا من نظرات الناس المليئة بالشفقة، والتى تحولت لنظرات كلها أحترام وتقدير.. ورغم النجاح الذى تحقق إلا أنه لا تزال أمامنا معركة أخري، حتى الأن لم نستطع الانتصار فيها، وهى تغيير النظرة الحكومية والمجتمعية عن المعاقيين، فالدعم المادى المقدم لنا «ملاليم»، رغم أن نفقاتنا كبيرة، خاصة عندما نقارن بين منتخبنا وبين منتخبات ذوى الأحتياجات الخاصة فى الدول الأخرى نشعر وكأننا بالفعل شيء مهمش. ومع ذلك نحن لا نطلب أكثر من أن يتم مساواتنا بالرياضيين الأسوياء فى المكافأة المالية. مشيرة إلى أن زوجها ساعدها كثيرا وشجعها من أجل الوصول الى العالمية.
أمل حنفي.. بطلة بارالمبية برونزية أمل محمود حنفى لم تختلف عن زميلاتها فى استعادتها روح الاصرار والعزيمة فى الصعود إلى منصة التتويج الدولى متحدية اعاقتها والظروف الصعبة التى يمر بها المعاقون، فقد حصلت على الميدالية البرونزية فى وزن 67 برافع ثقل قدره 108ك فى ريو2016، وأمل هى لاعبة منتخب مصر لرفع الاثقال ولاعبة بارالمبية المصرية منذ عام 2004 ، ولعبت لنادى ياسمينا بامبابة، بالاضافة إلى نادى اتحاد الشرطة. وقد حصلت على العديد من الميداليات اهمها: الميدالية الذهبية بالبطولة الافرو اسيوية بطابا عام 2005 الميدالية الفضية ببطولة العالم كوريا عام 2006 الميدالية الفضية بدورة بكين عام 2008 الميدالية الذهبية ببطولة افريقيا بمصر عام 2010 الميدالية الذهبية ببطولة فزاع عام 2011 الميدالية البرونزية بلندن عام 2012 الميدالية الفضية ببطولة افريقيا عام 2015