في يوم عيد ثورة 30يونيو العظمي كتبت هنا مذكرا من شاء أن يتذكر عن الأجواء التي سادت فيما قبلها وخلالها، وضمنها أذعت بعض الأسرار عن خطط الإخوان الإرهابيين إزاء الجيش والبوليس، وفيما يخص الشرطة ذكرت أشياء عن خلاف محمد مرسي (أول جاسوس مدني منتخب) وأحمد كمال من قادة الجماعة حول ضرورة فصل جهاز مباحث أمن الدولة عن وزارة الداخلية وضمه إلي رئاسة الجمهورية، وقد بدأ الجاسوس مرسي وجماعته تنفيذ المخطط بتحديد ثلاثمائة عنصر إخواني تم ابتعاثهم إلي تركيا في يناير 2013 لكي يتم تدريبهم في المخابرات التركية ويصبحوا نواة لأجهزة أمنية ومخابراتية إخوانية بديلة حين يعودوا إلي مصر.. ولكنهم لم يعودوا بالطبع بعد عزل مرسي وسقوط حكم الإخوان. وتذكرت القصة بتفاصيلها حين أمضيت ليلة طويلة أتابع مع مجموعة من الأصدقاء ضمنهم عسكريون وشرطيون سابقون وقائع انقلاب تركيا. ولفتني بقوة أن قوة إنفاذ القانون التي شكلها أردوغان في قلب جهاز شرطته، وقامت بقمع قادة الانقلاب وإذلال ضباط وجنود الجيش والشرطة والمخابرات والحرس الرئاسي والقضاة وبعض الأكاديميين والمدرسين، كانت ذات منظر يغاير سمت الأتراك، إذ كانت مكونة من الملتحين واللحية ممنوعة في الجيش والبوليس التركيين، ثم أنها حملت أسلحة آلية من نوع (الكلاشينكوف) بينما التسليح التركي للجيش والبوليس هو تسليح الناتو الذي يعتمد علي سلاح آلي مختلف تماما عن الكلاشينكوف. والسؤال الذي تبادر إلي ذهني: هل كانت الطليعة الإخوانية التي أرسلها محمد مرسي إلي تركيا هي النواة الأساسية لقوة إنفاذ القانون التي استخدمها أردوغان في قمع الانقلاب، واستعملت أساليب عنف وبلطجة شبيهة تماما بما عرفناه عن الإخوان تحت أسوار الاتحادية وأمام نادي الحرس الجمهوري. استخدام رئيس دولة الانكشارية من الأجانب في قمع جيش دولته يعطينا صورة قاتمة لرؤيته عن الوطن وهي بالضبط ما عرفناه عن الإخوان حين قال كبيرهم: (الوطن هو حفنة من تراب عفن). ثلاثمائة بهلول إخواني اجتاحوا إستامبول وسيأتي يوم تنكشف فيه حقيقتهم أمام الشعب التركي ليعرف نوع السلطة التي تحكمه. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع