اتهمت لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب الليبى الموقف الأمريكى بشأن الضربات الجوية الأمريكية ضد تنظيم داعش الإرهابى فى مدينة سرت ب«الانحياز للمجلس الرئاسى على حساب البرلمان». وأكدت اللجنة -فى بيان لها أمس الأول - أن استهداف الطيران الأمريكى لتنظيم «داعش» بسرت «يمثل دعما للمجلس الرئاسى، الذى لم يتوافق عليه الليبيون ولا يزال غير دستورى وغير شرعى.وأشارت اللجنة إلى أن الموقف الأمريكى «فيه ازدواجية لمعايير محاربة الإرهاب، وتسييس للقضية»، ودللت على ما تدعيه بأن القوات الأمريكية لم تتدخل فى الحرب ضد الإرهاب فى بنغازى ودرنة، وطالب البيان السفير الأمريكى بالتوجه إلى مجلس النواب الليبى فى طبرق للاستيضاح حول ما وصفه ب»الخروقات الجوية دون إذن وتنسيق مسبق . وتسعى قوات حكومة الوفاق الوطنى فى ليبيا إلى تعزيز تقدمها فى مدينة سرت أمس فى مواجهة قناصة تنظيم «داعش» والألغام التى زرعها بعد الزخم الذى حصلت عليه جراء الضربات الامريكية المتواصلة، بحسب ما أفاد متحدث.وقال رضا عيسى العضو فى المركز الإعلامى للعملية العسكرية الهادفة إلى استعادة سرت من أيدى التنظيم الجهادى أن «قواتنا تواصل التقدم وهى تسعى اليوم الى تعزيز هذا التقدم فى ظل ضربات امريكية متواصلة اعطت زخما للعملية العسكرية».ومن جانبها رأت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن المعركة التى تخوضها الولاياتالمتحدة بالتعاون مع حكومة الوفاق الوطنى الليبية لاجتثاث جذور تنظيم «داعش» الإرهابى من ليبيا، وبالتحديد من معقلهم فى مدينة سرت، سوف تواجه فى طريقها صعوبات وتعقيدات عديدة قد تطيل من وقتها. وقالت الصحيفة فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى أمس «إن الولاياتالمتحدة بدأت هجماتها الجوية ضد «داعش» قبل يومين لدعم هجوم برى على الأرض لاستعادة مدينة سرت، والتى تحوى أهم ميناء استراتيجى فى ليبيا على البحر المتوسط، ورغم ذلك يظل تنظيم «داعش» محتفظا بوجوده فى أنحاء مختلفة من البلاد، بينها مناطق فى مدينة بنى غازى الشرقية ومدينة درنة بجانب مدينة صبراته بالقرب من الحدود التونسية». وأضافت «أن الميليشيات المتناحرة ومراكز القوي، التى أشعلت الحرب الأهلية فى ليبيا، عقدت مسار المعركة ضد تنظيم «داعش»، حيث استغل الفوضى المنتشرة فى البلاد لإيجاد ثغرة ساعدته على كسب أول موطئ قدم له خارج خلافته المزعومة فى سوريا والعراق». وأوضحت الصحيفة أن مسئولى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قاموا بوضع خطط لاجتثاث جذور تنظيم «داعش» من ليبيا فى غضون أشهر قليلة، لكنهم ينتظرون توحد صفوف الحكومة الليبية وإنشاء قوات محلية قادرة على استيعاب الدعم الأمريكى الجوى الذى تقدمه واشنطنلطرابلس.وفى غضون ذلك، استنفرت الجزائر قواتها على حدودها مع ليبيا بعد الضربات الجوية الأمريكية ضد مواقع لتنظيم داعش فى بمدينة سرت الليبية. وذكرت صحيفة «الخبر» فى موقعها الإلكترونى أمس الأول أن الحدود الشرقية الجنوبية للجزائر المتاخمة لليبيا تشهد انتشارا عسكريا كبيرا واستنفارا أمنيا مكثفا من قبل وحدات الجيش والدرك وحرس الحدود بالناحية العسكرية الرابعة، عقب الضربات الجوية الأمريكية.