«سيناء تحارب الإرهاب بالتنمية» هذا ما أكده اللواء السيد عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء الذي قال إنه يجري حالياً تنفيذ مئات المشروعات التنموية بسيناء تشرق ببارقة الأمل لهذه المنطقة الغالية من أرض الوطن التي تعاني ويلات الحرب ضد الارهاب. فالمشروعات التنموية علي أرض الفيروز متنوعة وتشمل العديد من المجالات الزراعية والصناعية والتعليمية وغيرها. المحافظ أوضح أنه مع افتتاح سحارة سرابيوم وضخ المياه أسفل قناة السويس الجديدة سيتم توفير مياه الري من ترعة سيناء وتأمين وصولها من أسفل القناة الجديدة لأهالينا المزارعين في منطقة شرق السويس والبحيرات والإسماعيلية الجديدة لري نحو 100 ألف فدان من أراضيهم الزراعية لافتا أن المشروع عبارة عن 4 بيارات كل بيارة قطر الواحدة 4 أمتار بطول 400 متر وعمق المياه بها يبلغ 60 مترا من سطح الأرض وأضاف أنه تم إنشاء هذه الييارات بنظام الحوائط اللوحية بعمق يصل إلي 120 مترا لأول مرة في العالم بالاضافة الي 4 مواسير جديد تقع اسفل قناة السويس بعمق يصل الي 60 مترا للاستفادة منها في توصيل المرافق من الغرب الي الشرق وخاصة مرافق الكهرباء والغاز أو المياه. واضاف انه تم الاتفاق مع وزارة الزراعة علي توفير نظام منتظم للري في زمام قرية الامل باجمالي مساحة 3 آلاف و 500 فدان بالاضافة الي توفير المياه اللازمة ل 518 صوبة زراعية بهدف زيادة معدلات التوطين في سيناء ضمن مشروع قومي تشارك فيه وزارات الري والزراعة والاسكان. وأشار حرحور الي ان وزارة الري سوف تستكمل أعمال البنية القومية اللازمة لتوفير مياه الري لمشروع ترعة السلام بشمال سيناء لمساحة 450 ألف فدان ضمن مخطط حكومي لزيادة معدلات التنمية في سيناء السنوات القادمة وان ما يجري حاليا من تنفيذ المشروع يؤكد أننا لا نهمل سيناء وهي في مقدمة اهتمامات الدولة وما يجري حاليا هو تأكيد لتوجه الدولة بأن لا تكون سيناء بعيدة عن الوطن الأم ولا يمكن لأحد أن يزايد علي ذلك . واضاف المحافظ ان هناك العديد من المشروعات يجري إقامتها بوسط سيناء وهناك المزيد الذي سيتم تنفيذه مع امداد منطقة الوسط بمزيد من الدعم المادي بعد اعتماد 10 مليارات لتنمية سيناء سيكون لمنطقة الوسط النصيب الاكبر منها، وأكد حرحور أن التنمية بوسط سيناء موجودة ولكننا نأمل في ان نصل الي الافضل، فوسط سيناء غنية بالخامات الصناعية فهناك خام الرخام وهو من اجود انواع الرخام في العالم وهناك طفلة الاسمنت والتي يقام عليها مصنعان ونحتاج الي المزيد بالاضافة الي الرمال والتي تصل درجة النقاء فيها الي اكثر من 99.9% وهي للاسف تصدر بصورتها الخام لنعاود ونستوردها مرة اخري مصنعة. فيما يقول الدكتور حسام رفاعي عضو مجلس الشعب بشمال سيناء ان إقامة مصانع علي الخامات الطبيعية واستثمارها ووضع كتلة سكانية وبشرية بهذه المنطقة يخدم الامن القومي المصري. واضاف ان منطقة وسط سيناء غنية بثرواتنا التي وهبها الله لسيناء من كنوز فوق الارض وتحت الارض وبدلا من استغلالها الاستغلال الامثل جعلناها تصدر كمادة خام ثم نعود ونستوردها في صورتها المصنعة مطالباً بانشاء مصانع لتصنيع المادة الخام. فيما يقول الخبير الاقتصادي بسيناء الدكتور نسيم البلك: في الوقت الذي نشكو فيه الازمات الاقتصادية المتتالية فإن سيناء تفتح لنا ذراعيها لاستثمار كنوزها مطالباً بتذليل المشكلات والمعوقات التي تحول دون الاستغلال الأمثل لتلك الكنوز التي يمكن ان تدفع بنا الي مقدمة الدول المنتجة لخامات البناء والتشييد الراقية وبصفة خاصة الرخام الذي يماثل افضل الانواع العالمية، لافتاً إلي أن الابحاث الجيولوجية تشير إلي ان محافظة شمال سيناء تملك مقومات وثروات طبيعية ومتنوعة خاصة وسط سيناء التي تتركز بها الثروات الطبيعية والخامات التعدينية لو تم استغلالها بالشكل الأمثل ستسهم في زيادة الدخل القومي لمصر والترويج لاسمها محليا وعالميا حيث ينتشر الرخام بأنواعه المتميزة (فلتو الحسة التريستا سينا روز أبيض سينا البوتشينو البريشيا الامبرادور جولدن المغارة سربجندا) والتي تماثل أجود أنواع الرخام الإيطالية والعالمية ويقدر الاحتياطي من تلك الخامات لمناطق شملتها دراسة متخصصة بنحو 9.5 مليون م3 وتوجد بمنطقة »جبل يلق والمغارة« بوسط سيناء ويتم تصدير الرخام حاليا الي العديد من دول العالم مثل الصين وإيطاليا. ويوضح لنا محمد حسن مهندس ومستثمر للرخام بسيناء انه يوجد بها 13 نوعا من افضل انواع الرخام وذلك في ثلاث مناطق بسيناء أولها جبل يلق بالحسنة وسط سيناء بكميات كبيرة وبها اربعون محجرا وثانيها منطقة المغارة وبها رخام الجولدن والبريشيا وبها 25 محجرا ثم منطقة الجفافة، ويتم استخراج رخام الدمية منها ويتوفر بها نحو 60 محجرا من أفضل أنواع الرخام، ولكن نسبة الاستغلال للرخام لا تتعدي 5% من الكميات الموجودة بجبال وسط سيناء، فلابد من الاتجاه نحو توفير المقومات التي تساعد علي الاستغلال الأمثل للمادة الخام (الرخام ) ومن هذه المقومات، توفير البنية الاساسية المتمثلة في الطرق المؤدية لهذه المحاجر، وأشار حسن إلي أهمية إجراء الابحاث والدراسات لجذب المستثمر للتعرف علي الانواع الموجودة للمادة الخام للرخام ومن الضروري دراسة امكانية إعادة تشغيل مصنع الرخام بمشروع المحاجر بدلا من الايجار وذلك بتحديث المعدات والالات اللازمة لعملية التشغيل من آلات قطع ونشر وتلميع الرخام بهدف استغلال أنواع الخامات المختلفة والمتنوعة من الرخام الموجودة بمنطقة الحسنة والمغارة والخاتمية مع تأهيل العمالة المدربة المطلوبة للعمل فيما يقول الدكتور وهبي ايوب رئيس جهاز التنيمة والاستثمار الاسبق بسيناء والخبير في قضايا الاستثمار بسيناء حاليا انه من أهم مقومات الاستثمار إعداد كوادر بشرية قادرة علي استخراج الرخام بجميع أنواعه.وطالب بضرورة إنشاء منطقة صناعية خاصة للإنتاج وتصنيع وتصدير الرخام بمنطقة الحسنة بوسط سيناء بما يفتح المجال للاستثمار الجيد للرخام وبما يسهم في زيادة الدخل القومي لسيناء ولمصر.وأكد ان نوعيات الرخام المستخرج من جبال سيناء خاصة »الفتلو« الذي يماثل رخام »الفتلو الايطالي« ويسمي »فتلو الحسنة« لوجوده بمنطقة الحسنة اما المشروع والذي بدأ بالفعل هو انشاء جامعه العريش والتي تعتبر نواة مهمة للجذب السكاني بسيناء. وقد أكد الدكتور حبشي النادي رئيس جامعة العريش ان قرار انشاء جامعه العريش سيحقق اهم هدف من اهدافه وهو المحافظة علي الامن القومي المصري بزيادة الكثافة السكانية واضاف ان الجامعة والتي ستستقبل العديد من الطلاب من مختلف المحافظات وبالتالي ستؤدي بطريقة حتمية الي زيادة أعداد سكان المحافظة بما يمثل حائطا بشريا ضد كل من تسول له نفسه بالعبث والطمع في ارض مصر واضاف ان هناك عدة كليات تعمل بالجامعة بالفعل وهي كلية الزراعة والتربية والعلوم والاداب والتربية الرياضية وان هذه الكليات تمثل نواة حقيقية لاستكمال باقي كليات الجامعة ومنها كلية الطب التي اصبحت مطلبا جماهيريا مشيراً إلي ان مبني كلية الطب غير مجهز حاليا من انشاءات وكوادر الاساتذة ولكننا سنقوم باعتماد الكلية هذا العام ونوجه الدعوة للطلاب بالفرقتين السادسة والسابعة بكليات الطب المختلفة من ابناء سيناء حيث ستكون السنوات النهائية لهم تدريبات بالمستشفيات وسنخصص لهم مستشفي العريش العام لنكون بذلك وضعنا اول خطوة علي الطريق في هذه الكلية بالاضافة الي انشاء كلية الطب البيطري لخدمة البيئة المحلية خاصة في بادية سيناء. واشار ايضا إلي موافقة المجلس الأعلي للجامعات علي إنشاء كليتين جديدتين غير نمطيتين ليس لهما مثيل في مصر والشرق الأوسط والمنطقة العربية، وهما كلية الثروة الطبيعية والتقنية الحيوية التي ستعمل بنظام البرامج والساعات المعتمدة، وتضم عدة برامج متخصصة في الطاقة الجديدة والمتجددة والتكنولوجيا والبيوتكنولوجي والبيوجاز والديزل والغاز والبترول وباقي الثروات المعدنية، وتعتبر عدة كليات متداخلة مع بعضها في كلية واحدة لخدمة الثروات المعدنية والطبيعية الموجودة في سيناء من هندسة وصيدلة وعلوم وزراعة بهدف تحقيق ثورة انتاجية وتنمية حقيقية في سيناء ولمواكبة المرحلة المقبلة لتحقيق التنمية المتكاملة، وكذلك كلية الاستزراع البحري والمصايد السمكية، وهي كلية غير نمطية بهدف الاستزراع والمصايد، ومن برامجها الاستزراع وصيد الأسماك وتصنيعها وتصديرها، وتخريج قبطان بحري وهي كلية لا نظير لها سوي في المغرب، ولها بروتوكولات تعاون مع فرنسا وحول دور الجامعة في خدمة المجتمع المحلي قال رئيس الجامعه ان كلية العلوم الزراعية تقوم حاليا بمد السوق المحلية بكافة منتجات الالبان وتصنيعها ويباع بنصف ثمنه بالاسواق بالاضافة الي الدواجن والتي ستباع ايضا بنصف سعرها بالاسواق لتلبي كل احتياجات المواطنين واضاف ان هذا الهدف اجتماعي بحيث يسير بجانب الهدف التعليمي بالجامعة واشار الي ان كلية الزراعة تمتلك مقومات ضخمة من معاصر لزيت الزيتون واشجار. وفي النهاية فإن الواقع يكشف عن أن الاستثمارات والتنمية قادمة بصورة غير مسبوقة في سيناء لتشارك بشكل رئيسي في القضاء علي الارهاب بأرض الفيروز.