لا تتصوروا أن الجريمة الإرهابية التى تعرضت لها المدينةالمنورة بالقرب من الحرم النبوى الشريف سوف تفت فى عضد المسلمين أو تضعفهم، فالمؤكد أن تربص قوى الشر بهم تزيدهم صلابة وقوة، وتدفعهم إلى الترابط والتلاحم، فى مواجهة الإرهاب الذى سننتصر عليه جميعا بقوة إرادتنا ووحدتنا. ولقد كان الرئيس عبد الفتاح السيسى واضحا حينما حذر العالم كله من خطر الإرهاب، مؤكدا أن مصر ستواجه الجماعات الإرهابية بكل قوة وإصرار على تخليص البلاد من شرورها وآثامها، وأنها ستظل دائما واحة الأمن والأمان، وها هى الأيام تثبت سلامة رؤيته وبعد نظره، فلقد التف الشعب حول قائده، وراح يتطلع إلى الفجر الجديد الذى تلوح فى الأفق دلائله وعلاماته، بتطهير البلاد من الإرهابيين والخونة وأعداء الوطن. إن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وفى كل مكان وزمان هناك الطامعون، وأصحاب المصالح الخاصة، والمأجورون، وهم دائما إلى زوال، ويبقى المحبون للسلام، والحريصون على استقرار أوطانهم، ولعل العرب يجتمعون على قلب رجل واحد، ويسرعون بتشكيل القوة العربية المشتركة لدحر الإرهاب، واجتثاثه من جذوره، ونحن فى مصر عانينا الكثير منه منذ مجىء جماعة الإخوان الإرهابية إلى السلطة، ولولا قواتنا المسلحة، لاكتوينا اليوم بنيران الفرقة والتشرذم، ولصارت بلادنا مرتع الإرهاب. أما الأراضى المقدسة فى مكةوالمدينة، فلن ينال منها أحد، ويقتضى الأمر برمته وقفة حاسمة ضد القوى التى تدعم الإرهاب، وأحسب أنها لا تخفى علينا، ولعل الملاحظة التى تلفت الانتباه هى أن الدولتين الوحيدتين اللتين لم تمتد إليهما يد الإرهاب هما، إيران وإسرائيل، فثمة علاقة تربطهما معا من حيث أهدافهما الخبيثة، فلنأخذ حذرنا، ولنتكاتف دفاعا عن الوطن، واستشرافا لمستقبل أفضل، وتحيا مصر. لمزيد من مقالات أحمد البرى