لا ينبغى أن تأخذنا احتفالات الفرح بذكرى 30 يونيو، عن أن نستخلص العبر ونطرح الأسئلة المهمة، مثل: أين اختفى الآلاف ممن كانوا آنذاك معتصمين فى رابعة والنهضة، من غير القياديين البارزين المعروفين بالاسم؟ وكانوا يهتفون صارخين ليلاً، وبالنهار يستعرضون تدريباتهم على مواجهة الكفار أمام كاميرات قناة الجزيرة، وكانوا يقومون ببروفات فبركة أنهم موتى فى الأكفان، أو جرحى من عدوان الشرطة، وكانوا يُهدِّدون فى كل الأوقات بأن مَن يرشّ مرسى بالمياه سيرشونه بالدم أو بالنار، ومن كانوا يتوعدون بأنهم «ها يولعوا» مصر، وسينشرون العربات المفخخة..إلخ أين ذهب مؤيدو جريمة كرداسة، وكانوا فى المشهد الدامى المعروض على التليفزيون يشجعون القَتَلَة المتوجهين إلى قسم كرداسة لاقتراف واحدة من أكبر العمليات شراسة ضد قسم شرطة فى تاريخ مصر، وربما فى تاريخ العالم! أين ذهب جمهور المتفرجين المبارِكين لعمليات اقتحام وحرق الكنائس وسرقة محتوياتها فى اليوم التالى للإطاحة بحكم الإخوان؟ أين ذهب مئات من طلاب جامعة الأزهر الذين عطلوا الدراسة عاما كاملا واعتدوا على زملائهم وعلى الأساتذه؟ وأين زميلاتهم الحرائر اللائى كنّ يمنعن بالقوة الطالبات من الحضور واللائى أيدن جريمة تعرية أستاذة وتصويرها بالموبايل لابتزازها؟ هل يجوز أن نتوهم أن هؤلاء، وأمثالهم كثيرون، صاروا فجأة مواطنين صالحين وأنهم يجتهدون الآن فى خدمة الوطن، أو أنهم فى الحد الأدنى كَفُّوا عن الإيذاء؟ المؤكد أن كلاً من هؤلاء يُخرِّب الآن فى مكان ما! وكانوا بدأوا بتدمير أبراج الكهرباء والتليفونات والغاز، ووضعوا المتفجرات فى الطرق العامة، وعطلوا المرور عمداً..إلخ، ولما نجحت أجهزة الدولة فى التصدى لهم، كمنوا لفترة، ثم ظهرت مؤشرات أخرى لجرائم مستجدة، مثل هوجة رفع الدولار بمعدلات ليس لها تفسير علمي، وظاهرة الغش الواسعة الانتشار فى الامتحانات، والحملات المنظمة على الإنترنت تشكك فى كل شئ، وتسعى لتزوير التاريخ والتطاول على الحقيقة باختلاق إنجازات وهمية لحكم الإخوان وبخلط الكذب بالاستظراف بأن مرسى كان يحظى بتقدير واحترام عبر العالم! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب