يبدأ أحمد أبو الغيط مهام عمله رسميا كأمين عام جديد للجامعة العربية اليوم، بينما يبدأ فى ممارستها عمليا بعد غد -الأحد - وذلك خلفا للدكتور نبيل العربى الذى أنهى أمس فترة عمله أمينا عاما للجامعة لمدة 5 سنوات، وكانا قد التقيا أمس الأول فيما بدا أنه عملية تسليم وتسلم بينهما بمقر الأمانة العامة للجامعة. وتنتظر أبو الغيط العديد من الملفات فى مقدمتها - وفقا لتأكيده شخصيا - العمل على رفع شأن الجامعة العربية والدفاع عن مصالحها بحسبانها جامعة العرب كافة فى ظل وضع عربى صعب وغير موات، وبالتالى فإنه سيبذل - كما يؤكد - كل جهد ممكن وبكل الإخلاص خلال فترة توليه مسئولياته، من أجل النهوض بالأمانة العامة ودعم أدائها وكفاءتها وموظفيها المخلصين للعمل العربى المشترك، ومن أجل تقليص مساحات الخلاف وزيادة مساحات التوافق والعمل المشترك الفعال بين الدول الأعضاء حتى تتمكن الجامعة من مواجهة الظروف الخطيرة المحيطة بالأمة العربية. وستحظى القضية الفلسطينية باعتبارها القضية العربية المركزية بمساحة مهمة على رأس أولويات أبو الغيط، وقد صرح عقب لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد فوزه بمنصب الأمين العام بأنه يتطلع لمواصلة الجهود المبذولة لتحريك عملية السلام، والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا للثوابت العربية، وثمة معطيات جديدة ستساعده على هذا الصعيد، تأتى فى مقدمتها المبادرة التى أعلنها الرئيس السيسى بخصوص القضية الفلسطينية أخيرا والتى حظيت بتقدير إقليمى ودولى، وإن كانت لم تتبلور بعد فى خطوات محددة، ثم المبادرة الفرنسية المطروحة بقوة والتى حظيت بإسناد دولى لها عقب مؤتمر باريس بمشاركة أكثر من 26 دولة إلى جانب الجامعة العربية والذى عقد فى الثالث من يونيو الماضى، والذى تمهد نتائجه لعقد مؤتمر دولى للسلام نهاية العام الحالى، وذلك على الرغم من بعض التحفظات التى أبداها الدكتور نبيل العربى الأمين العام السابق على بيانه الختامى خاصة فيما يتعلق بافتقاره إلى تحديد للآلية التى يمكن من خلالها تنفيذه، فضلا على غياب سقف زمنى محدد لتطبيق أهم نتيجة أفضى إليها والمتمثلة فى ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وهو ما تم بحثه بالتفصيل خلال اللقاء الذى جمع بين العربى وبيار فيمون المبعوث الفرنسى الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط خلال زيارته الأخيرة للقاهرة. وستفرض الملفات المتصلة بالأزمات العربية الملتهبة فى كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق حضورها على حركة الأمين العام الجديد اليومية بحكم أنها باتت تؤرق العمل العربى المشترك، وتتطلب تحركا يقظا لمتابعتها لوقف أو بالأحرى التخفيف من تداعياتها السلبية على النظام الإقليمى العربى، وبالذات على صعيد المحافظة على وضعية الدولة الوطنية، فضلا عن الأمن القومى العربى وكلاهما تضرر منها خلال السنوات الخمس المنصرمة باعتبارها ولدت أشكالا من النزاعات لم تكن واضحة بالحدة التى ظهرت عليها عقب ثورات الربيع العربى والتى أخذت أشكالا طائفية ومذهبية وعرقية تهدد وحدة وسيادة تلك الدول، وبالتالى فإن أبو الغيط سيكون مطالبا بتقديم رؤى أكثر عملية وتتسم بالخيال الخلاق للتغلب على هذه النزاعات وهو ما سيعكف حتى يقدم رؤاه وأفكاره للقادة العرب فى قمتهم السابعة والعشرين والتى ستحتضنها موريتانيا يومى 25 و26 يوليو الحالى والتى ستكون أول قمة عربية يشارك أبو الغيط فى الإعداد لها وحضورها بعد توليه منصبه.