اختارت الدول العربية الأمين العام الثامن لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بعد جلسات عمل ومشاورات لوزراء الخارجية العرب وتفويض من زعماء ورؤساء وملوك وأمراء الدول العربية، كان من المفترض أن يستغرق الأمر مراسم سريعة لا تستغرق سوى ساعة من الزمن – لكن – التحفظ القطرى شغل كل أروقة الجامعة وهواتف وزراء الخارجية طيلة اليوم لأن الاختيار تحول إلى ثلاثة مواقف وهى إما التوصل إلى توافق أو تصويت أو تأجيل لمدة شهر – لكن الموقف المصرى أصر على أمرين: إما التوافق أو التصويت فى نفس اليوم وعليه وبعد مشاورات امتدت لساعات وافقت دولة قطر على التوافق العربى على المرشح المصرى والتحفظ على شخص أحمد أبو الغيط وقدمت خلال المشاورات ملفًا تحت مسمى خمس سنوات من الإهانة والشتائم وقد رصدت أكتوبر كواليس اختيار أبو الغيط من داخل أروقة جامعة الدول العربية. قال أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق، إنه يشعر بالامتنان العميق لكل التأييد الذى حصل عليه ليكون أمينا عاما لجامعة الدول العربية. وقال أبو الغيط إنه يتوجه بالشكر والتقدير لكافة القادة العرب الذين رحبوا وأيدوا توليه مسئولية الجامعة العربية فى هذا الظرف الدقيق من تاريخ الأمة العربية، مضيفا أن الشكر موصول لكل السادة وزراء الخارجية والمندوبين العرب فى هذا السياق. وذكر أبو الغيط أنه يستشعر القدر الأكبر من العرفان والتقدير للثقة التى أولتها له القيادة السياسية المصرية ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى لتولى هذه المسئولية الكبيرة وهذا الموقع المهم، وكذلك للجهد المتميز الذى بذله سامح شكرى، وزير الخارجية المصرية، وأعضاء وزارة الخارجية فى هذا الإطار. وأضاف أبو الغيط أنه يتواكب مع مشاعر التقدير والعرفان شعور آخر بثقل حجم المسئولية والتكليف الملقى على عاتقه من أجل العمل على رفع شأن الجامعة العربية والدفاع عن مصالحها – جامعة العرب كافة – فى ظل وضع عربى صعب وغير موات، مؤكدا أنه يتعهد ببذل كل جهد ممكن وبكل الإخلاص خلال فترة توليه مسئولياته، من أجل النهوض بالأمانة العامة ودعم أدائها وكفاءتها وموظفيها المخلصين للعمل العربى المشترك، ومن أجل تقليص مساحات الخلاف وزيادة مساحات التوافق والعمل المشترك الفعال بين الدول الأعضاء حتى تتمكن الجامعة من مواجهة الظروف الخطيرة المحيطة بالأمة العربية. وذكر أنه سيبدأ على الفور فى السعى من أجل متابعة تفاصيل كافة القضايا التى تستدعى مسئولياته الإلمام بها، وحتى يكون مستعدا بشكل كامل للقيام بهذه المهمة عقب انتهاء ولاية الدكتور نبيل العربى، الذى قاد عمل الجامعة العربية فى ظروف بالغة الدقة والصعوبة. جاء هذا التعهد الواضح للأمين العام الجديد بعد إعلان وزير الخارجية البحرينى موافقة الدول العربية على تعيين أحمد أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية وقال فى جلسة مفتوحة إن جلسات التشاور حول الأمين العام الجديد اتسمت بالأخوة والصراحة والحرص على التوافق وصدر القرار على هذا النحو التالى 1- الموافقة على تعيين أحمد أبو الغيط أمينا عاما لمدة خمس سنوات والطلب من الدكتور نبيل العربى مواصلة المهمة لحين تسليم الأمين العام الجديد منصبه فى نهاية شهر يوليو تموز 2- الشكر والتقدير للدكتور العربى على حسن الأداء والعطاء فى أصعب المراحل فى منظومة العمل العربى المشترك وتحديثه للآليات والدفاع عن القضايا العربية عربيا ودوليا وسئل وزير الخارجية البحرينى الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة فى القاعة لمن يوافق فقال مصر على الفور وقد صفق الجميع باستثناء قطر والتى طلبت الكلمة حيث قال وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى أنه يرحب بترشيح مصر وأنه كان بوده أن يحدث توافق كامل على شخص الأمين العام ولذلك كان هناك التحفظ القطرى وقد حرصنا على الموافقة على التوافق العربى ونتمنى أن يكون منصب الأمين العام وعمله الجديد أمينا للجميع حتى نزيل أسباب التحفظ وعقب إعلان تعيين أحمد أبو الغيط أمينا عاما للجامعة أعرب وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى عن ارتياحهم لما توصل إليه الاجتماع غير العادى لمجلس جامعة الدول العربية واختياره وزير الخارجية المصرى الأسبق أحمد أبو الغيط أميناً عاماً للجامعة العربية خلفاً للدكتور نبيل العربى. وأعرب الوزراء فى بيان لهم عقب اجتماع تشاورى عقد فى مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، على هامش الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية برئاسة مملكة البحرين عن تقديرهم لدولة قطر لحرصها على إنجاح العمل العربى المشترك، كما أعربوا عن تطلعهم لأن يقوم الأمين العام الجديد للجامعة العربية بإعلاء مصلحة كافة الدول العربية منفردة ومجتمعة وتعزيز المصلحة العربية العليا والأمن القومى. وأكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى على دعمهم لدولة قطر وأهمية الدور الذى قامت به للوصول إلى التوافق المطلوب ودعمها للجامعة العربية، مثمنين دورها وجهودها فى هذا الصدد. وكانت مشاورات مكثفة قد شهدتها أروقة الجامعة العربية لإقناع قطر بالعدول عن رفضها لمرشح مصر لأمانة الجامعة العربية أحمد أبو الغيط. وأوضحت المصادر أن وزراء مصر والسعودية والإمارات والبحرين وعمان سعوا لإقناع قطر بتأييد أبو الغيط لأمانة الجامعة العربية، قبل بدء الجلسة العلنية لتعيين أبو الغيط أميناً عاماً للجامعة. وكانت قطر قد طلبت خلال الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب - تأجيل التصويت لاختيار الأمين العام القادم لمدة شهر. وكما وقفت مصر بجوار الأمين الجديد قدمت كل الشكر والتقدير لما بذله الدكتور نبيل العربى من جهود كبيرة، وما قدمه من إسهامات لدعم وحدة الصف العربى، وحماية المصالح العربية، خلال توليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، فى ظل ظروف إقليمية ودولية دقيقة ووصفه وزير الخارجية سامح شكرى بأنه فخر لمصر وللعرب أجمعين». وأضاف أن إسهامات الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية الدبلوماسية الحافلة منذ بداية عمله بوزارة الخارجية المصرية، لا يمكن أن تتوقف عند هذه النقطة، لافتاً إلى أن «العربى» أصبح مرجعية شاملة للعديد من الشئون الدولية، المتعلقة بالأمن والسلم على الساحة الإقليمية والعالمية، على ضوء مسيرته المهنية التى توجت برئاسته لبعثات مصر الدبلوماسية فى العواصم والمنظمات الدولية الهامة، مثل مقر الأممالمتحدة فى نيويورك، وجينيف، بالإضافة إلى دوره الفاعل فى طريق التفاوض المصرى لاسترداد طابا، وتولى منصب وزير الخارجية عام 2011 فى ظروف دقيقة ومن ثم منصب الأمين العام. وأشار وزير الخارجية إلى دور الدكتور «نبيل العربى»، إزاء قضايا نزع السلاح، والإسهام فى حل النزاعات بين الدول من خلال توليه مسئولية التحكيم لما حظى به من ثقة من قبل المتنازعين ومصداقيته وحياديته. وأضاف شكرى أن مصر ممتنة لكل الدول العربية على الثقة التى وضعتها فيها وهذه الروح الطيبة التى تؤكد من جديد قيمة التضامن العربى وقال إن هذا سوف يسهم فى تعزيز المصالح المشتركة والأمن الجماعى العربى وأن تسود روح الإخاء والعمل العربى المشترك لأنه لا غنى عنه حاليا وفى المستقبل لمواجهة التحديات. ومن جانبه قال وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى إن العلاقة مع مصر طيبة ولا نكن لها شيئًا ونحن لم نعترض على المرشح المصرى وإنما على شخص المرشح وسبق وأن كانت له مواقف ضد قطر وكان من بينها محاولته لمنع انعقاد قمة فى الدوحة حول ما حدث اثناء اجتياح قطاع غزة، وأضاف نحن نرى أن يكون شخص الأمين العام توافقيا لأنه يخدم كل الدول العربية وفضلنا ألا يسجل على قطر بأنها جعلت منصب الأمين العام بالتصويت ولهذا قمنا بتسجيل التحفظ فقط دون تعطيل التوافق العربى ورحبنا على التوافق الذى تم وقال يجمعنا مع مصر علاقات أخوة وهى دولة شقيقة ولا يوجد شىء إلا كل خير. وفى تصريح خاص لوزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد قال نتطلع لأن يسهم الأمين العام الجديد فى تطوير العمل العربى المشترك الذى يسعى إليه الجميع وهو قادر على ذلك.