منذ صدور قرار محكمة القضاء الإداري، الصادر يوم الثلاثاء الماضي، برئاسة المستشار يحيى دكروري، نائب رئيس مجلس الدولة، ببطلان توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية الخاصة بجزيرتي تيران وصنافير، واستمرار تبعية الجزيرتين للسيادة المصرية، ورفض دفع هيئة قضايا الدولة بعدم الاختصاص.. قامت الدنيا في الفيسبوك ولم تقعد! لا أعلم لماذا كل هذا التشكيك في قرارات الدولة والرئيس؟ هذا الفيسبوك هي الأداة التي أهداها لنا الغرب، لنقطّع في بعضنا تقطيعا ونشكك في أحوال الدولة بل وليؤجج البعض منا المشاعر- مشاعر الكراهية والضغينة ضد الدولة والرئيس. بداية، تعالوا نفنّد ما حدث ونتحدث حديث العقلاء، ولنفترض أن هذه الاتفاقية بنيت خطأ.. فلنسأل أنفسنا ما الذي حدث لنا لكل هذا؟ "الزيت لم يسكب على النار".. فهل فرّطّنا في أرضنا بالفعل.. لقد قمنا بإكرام دولة عربية شقيقة شفهيا وهي في عُقر دارنا حتى ثبتت الحقائق.. حدثت الاتفاقية وعدلنا عنها.. ما المشكلة؟ إذن، لم يحدث نزاع لكل هذه الحناجر الكارهة للخير لبلادنا. ثانيا، عن نفسي أثق تماما في عقلية الرئيس عبد الفتاح السيسي الراجحة، فلا يمكن أن يفرّط الرئيس في شبر من أرض مصر أو مقدرّات البلاد.. فكلنا فداء لهذا الوطن.. واللهُ يعلمُ ما في نفسه ولا نعلم ما في نفسه.. هذا الرجل يعرف تماما ما فيه الصالح.. وكفانا تشكيك من الآخرين! ثالثا: الإعلام مع الأسف، هو من يسمّم أفكار العامة وبالأخص الشباب، فلم نر يوما حديثا عن المشاريع التي تتم من أجل الوطن ليعرفوا ما يقوم به هذا الرجل، فهل حدثتنا أي قناة خاصة من خلال ريبورتاج من أرض الواقع للعاصمة الإدارية الجديدة.. فهل يعلم الجميع أن العمل بهذه العاصمة الإدارية الجديدة يجري على قدم وساق؟ هل يعلم الجميع أن العمل بها على مدار 24 ساعة في نظام ورديات لا تتوقف من خلالها "اللودرات" أو البناء؟ بالطبع الإجابة ستكون بالنفي: لا .. لماذا؟ لأن هؤلاء الإعلاميون مشغولون بتقديم كل ما يسمم الأجواء ويبعث في نفس الشباب والعامة المشاعر السلبية.. وكل ما تصدره معظم هذه القنوات موضوعات سلبية تجعل كل من يجلس ويشاهد يتمنى أن يهرب من نار هذا الوطن الذي لا مستقبل فيه أو معه!! أقول للإعلاميين: حرام عليكم اتقوا الله فيما تفعلون وراعوا الوطن الذي أنتم فيه جالسون.. فكفاكم خرابا!!! أما بالنسبة لمحبي إشاعة الفوضى على الفيسبوك أقول لهم: اتقوا الله واصبروا إن الله مع الصابرين.. وحذاري أن تمل من الصبر. وتحضرني مقولة للشيخ الشعراوي هنا إذ يقول: "ألا تعلم أن الله لو شاء لحقق لك مرادك في طرفة عين، هو لا تخفى عليه دموع رجاءك ولا زفرات دموعك، فهو لا يعجزه إصلاح حالك وذاتك لكنه يحب السائلين بإلحاح".. يقول الله سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: "إني جزيتهم اليوم بما صبروا" صدق الله العظيم.. فلم يقل بما صلّوا.. أو بما صاموا.. أو بما تصدّقوا.. بل قال بما صبروا.. لأن الصبر عبادة تؤديها وأنت تنزف وجعا! وأخيرا، وهو الأهم.. لننظر بعين العقل للدول الغربية وكيف تتسابق لإبرام الصفقات مع مصر.. فإذا كانت مصر ذاهبة للهلاك كما يصور الحاقدون.. لما جاءتنا الدول لعمل اتفاقيات.. فهؤلاء الدول لا تعبث بمقدراتها.. فإذا كانت تعرف أن مصر ليس بها خيرا لما جاءتنا.. فيا ريت نستفيق من كبوتنا أيها العقلاء! من قلبي: علينا جميعا احترام حكم محكمة القضاء الإداري، كما علينا ضرورة عدم تناول الموضوع على أنه انتصار لفريق على آخر، فلقد انقسم الشعب ما بين مؤيد ومعارض للاتفاقية بوطنية خالصة. فمن المهم التأني في ردود الأفعال تجاه حكم اليوم ببطلان اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية، لإتاحة الفرصة أمام القضاء والبرلمان ليقولوا كلمتهم الأخيرة بعد الإطلاع والاستماع لكافة الوثائق. من كل قلبي: يقطع الفيسبوك وسنينه الذي يسهم في تعكير صفو الشعب ويعمل على انقسامه... تحيا مصر حرة مستقلة نزيهة بشعبها وجيشها وقضاتها ورئيسها... #تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن