إن مصر إسلامية الهوية. و سنية المنهج. وعربية المذاق. بشر النبي.صلي الله عليه وسلم. الصحابة. رضي الله عنهم أجمعين. بفتح مصر وأوصي بأهلها خيرا كما فرح أقباط مصر فرحا شديدا بالمسلمين الفاتحين عندما دخلها الإسلام بفتح عمرو بن العاص. و أقباط مصر منذ الفتح الإسلامي من أربعة عشر قرنا عاشوا أكثر عصور الأمان. ولعلي أستشهد هنا بقول أحد المؤرخين الغربيين عندما قال: ¢ما أخرج الروم من مصر علي أيدي الفاتحين المسلمين إلا اضطهاد الروم لأقباط مصر وإذلالهم¢. إن مصر منذ أن عرفت الإسلام من أربعة عشر قرنا وهي مسلمة. وإنها علي مدار التاريخ كانت قلعة حصينة لأهل السنة الجماعة ومعقلا للتوحيد والسنة. ولن يستطيع أحد أن يغير عقيدتها. أو أن يمسخ هويتها أو يُزلزل مذهبها الذي تشرُف بالانتماء له وهو مذهب أهل السنة والجماعة. لمصر أن تجري علاقات سياسية واقتصادية مع الدول الأخري. كما تشاء ولكن لا يكون ذلك علي حساب العقيدة أو علي حساب منهج أهل السنة والجماعة مذهبها الراسخ الذي لن يمس. ولذا فأنا أوجه رسالة إلي مؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة رسالة بأن مصر لا يقرر دينها حزب ولا جماعة ولا مؤسسة الرئاسة. بل سيقرر مصيرها شعبها المسلم الذي يشرف بإعلاء كلمة التوحيد وانتسابه إلي رسول الله ومنهج أهل السنة. إن مصر لن تفرط في عقيدتها أو مذهبها وهو مذهب أهل السنة والجماعة. ولن تسمح لأي حزب أو جماعة في أن تمسخ هويتها السُّنية تحت أي دعاوي سواء كانت اقتصادية أو سياحية أو ثقافية أو غير ذلك. مؤكدا أنه لن تستطيع قوة أو حزب أو حكومة أو تتمكن جماعة في أن تمنع حب أهل مصر لمذهب أهل السنة والجماعة. وأنا هنا أود أن أسجل شكري واعتزازي للأزهر الشريف شيخا وجامعا وجامعة. وتحية للشيخ علي موقفه الرائد وعلي كلماته الحاسمة وهو يخاطب الرئيس الإيراني في مكتبه. محذرا إياه من المد الشيعي في مصر أو في بلاد أهل السنة والجماعة. معلنا رفضه لتدخل إيران في شئون الدول العربية الداخلية وزعزعة الأمن والاستقرار بها مثل دولة البحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية. كما أحيي موقف شيخ الأزهر عندما تحدث عن ضرورة وقف إهدار الدماء علي الأراضي السورية بمساعدة وتسليح إيراني. و بالفعل أقولها لله هكذا ينبغي أن يكون الأزهر دون أي تأثر من أي حكومة أو أي سلطة من السلطات. لأن الأزهر هو قلعة الإسلام الوسطي. إن مصر بكل ما فيها ومن فيها ليؤمنون إيمانا لا يتزعزع. وبيقين لا هوادة فيه بالرفض الكامل للفتنة المذهبية بما فيها ومن فيها بعيدا عن أي مصالح سياسية أو غير سياسية. ولا يمكن ونحن نقيم مجتمعها مسلما تقوم عليه أغلبية اسلامية أن نقدم علي سياسات تمثل تهديدا لسنية مصر. وان كانت الوحدة الاسلامية ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها فاننا يجب أن نضع لها الضوابط التي تحفظ علينا هويتنا ولا تهدد استقرار امتنا. وإذا كنت هنا أتحدث عن سنية مصر المنهج والفكر والهوي فإنني لا يمكن أن أنسي الي جانب هذا البعد الاسلامي العقدي أن أشير الي حاجة وطننا القوية نعم الي التصالح لإنقاذ مصر من عثرتها لكن ذلك يحتاج من أصحاب النفوس الطاهرة ليس هدفها المكاسب الانتخابية والمادية لأنه بدون المصالحة فستغرق مصر كلها. ولا يعتقد فصيل أنه سينجو بمفرده فجميعنا في مركب واحدة. ومصر ليست ملكا للإخوان أو السلفيين أو للأقباط أو الليبراليين. فمصر ملك للجميع. فنحن في سفينة واحدة يركبها هؤلاء وهؤلاء. وليس من حق أي فصيل أن يتوهم أنه وحده صار قادرا علي حمل مصر القامة والقيمة ولذا فأنا احذركم من التخريب. وأي شاب يقتل فهو ولدنا. سواء كان من المؤيدين أو المعارضين. فاحذروا الدماء. ولا ينبغي أن يرقص الساسة علي دماء أولادنا. فكل الدماء دماء الوطن. وأخاطبكم بنبض قلبي. وأقول لكم ¢احذروا الدماء لأنها أخطر كبيرة بعد الشرك بالله هو سفك الدماء¢. وأناشد العقلاء والوطنيين والشباب التقي أن يسعي للإصلاح ولصوت العقل والحكمة. وأن يعلم كل مصري أنه إن صوب سهما الآن في أي ميدان فسيرتد إلي صدره وقلبه. ثم دعوني أتساءل لماذا يقتل أبناء مصر من رجال الأمن أو القوات المسلحة أو الشباب في التحرير أو استاد بورسعيد أو الاتحادية أو أي مكان علي أرض مصر؟ لماذا يتلاعب بمشاعر أبنائنا وشبابنا حتي يقع الصدام وتسفك الدماء؟ لماذا لا يعقل الساسة؟ ولماذا لا يتقي الله كل مسئول سواء كان في الحكم أو المعارضة؟ ولماذا لا يتق الله كل شاب ويحافظ علي ممتلكات بلده وعلي مؤسساته؟ وأن هدم جدار بمصر وإن كنت صادقا فستشعر أنه هدم في بيتك. فحبنا لبلدنا من حبنا لإسلامنا. ولا تدمروا مصر ولا تحرقوا مصر. وحافظوا علي ذرات رمالها وحبات ترابها. فلقد آن الأوان أن نفيق وعلي الساسة أن يعرفوا أن حرمة الدماء والتخريب هو رقم واحد. وعليكم تصحيح النيا. وأن تكون لله وللوطن. وأرجو من كل شخص أن يقدم مصلحه البلد علي مصالح حزبه وشخصياتهم فإن احترقت البلد فجميعنا سنحترق. حمي الله مصر من الفتن ووقانا جميعا شر ما يحاك لأمتنا ولوطننا الحبيب مصر.