فال الله ولا فالك.. مع تحفظي المبدئي علي هذه المقولة, التي لا تتسق مع صحيح الدين, وبرغم ذلك أبدأ بها وقد وردت علي لسان أحد علماء مصر الأفذاذ وهي تخفي وراءها موقف النائمين في العسل. وأكرر في سياق هذه الكلمة عبارة أخري دالة علي البعض لمن لا ينظرون الا تحت أقدامهم, وقد تهكموا بها علي أحد كبار العلماء أيضا وهي عبارة عايزين خطة تسمع بكره مش بعد عشرين سنة ووراءها حكاية مثيرة أخري!.. المكان: مكتبة الإسكندرية الرائعة.. الزمان:3/31 4/1.. المناسبة إطلاق حوار الإسكندرية حول سلسلة تقارير التنمية الإنسانية العربية, برعاية برنامج الأممالمتحدة المكتب الاقليمي للدول العربية التي أثارت جدلا لا يكاد ينتهي بين كوكبة من العلماء المصريين والعرب والأجانب, بين مؤيد ومعارض ومتحفظ, في اطار زخم فكري مكثف, استغرق10 ساعات توزعت عبر7 جلسات متواصلة نهارا وليلا, وكان لي شرف حضورها.. وقد غطت مجالات بيئية وحيوية, مثل تغير المناخ, والطاقة, والموارد المائية العربية, والتصحر والأمن الغذائي والصحة والتغذية والزراعة.. أما عن المقولة الأولي, فقد جاءت علي لسان عالم الفضاء المصري الأمريكي الشاب34 سنة د. عصام حجي, أبرز علماء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا الذي ألقي محاضرتين مثيرتين عن التغير المناخي ترسمان صورة قاتمة لكوكب الأرض عامة وللوطن العربي ولمصر خاصة من خلال عرضه وتحليله العلمي لخفايا دلالات مئات الصور الفضائية التي التقطتها أقمار ناسا وكبدت وكالتها ثلاثة مليارات دولار.. حيث أكد د. حجي أن مصير كوكبنا يكاد ينزلق إلي مصير كوكب المريخ الذي كان مثل الأرض كوكبا ازرق ثم تحول إلي كوكب تنعدم فيه المياه ومن ثم الحياة بسبب تغيرات دراماتيكية في مناخه, وأضاف أن الخطر اللاحق الذي يواجه كوكبنا لا ينحصر فقط في الأنشطة الإنسانية الصناعية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري, بل سيكون بسبب تفجر البراكين كما حدث في المريخ وذلك بسبب ذوبان جليد قمم جبالها الذي يثقل عليها ويحبسها في قماقم جوف الأرض!! كما ترسم لقطات الفضاء صورة متشائمة وللأسف لمصرنا الغالية حيث تتربص بما لا يدع مجالا للشك قضية غرق ثلث أراضي الدلتا وأكثر, أما عن المفاجأة المدوية غير السارة فهي أن السفن الأوروبية والأمريكية بدأت تشق طريقها عبر المجاري المائية المستحدثة بجنوب القطب الشمالي في اتجاه شرق آسيا, ودون الالتفاف الطويل والولوج عبر قناة السويس؟! وفي مواجهة هذه الحقائق المؤلمة أمام بعض من نخبة مصر فوجئ بهم يشوحون له بأيديهم قائلين روح يا عم أنت.. فال الله ولا فالك!!. وعلي نفس المنوال يذكر عالم الصحة والتغذية المصري د. عثمان جلال أنه وضع خطة علمية شاملة وتغذية جيل من المصريين, يشبون أقوياء لبناء النهضة المرتقبة, كما فعلت اندونيسيا التي وصلت إلي مصاف النمور الآسيوية! فماذا قال له النائمون في العسل.. قالوا:عشرين سنة إيه ياعمنا, احنا عايزين في خطة تسمع بكره.. تسمع مع كسر التاء وتشديد الميم! وأخيرا من الحوار ما قتل!!. خميس البكري