تصدر أخيرا المشهد السياسى فى مصر وجل أقطار الإسلام طائفة خرجت على إجماع الأمة المسلمة وسلخت نفسها منها، فتسمت باسم لم ينزله الله فى كتابه العزيز، ولا جاء به رسوله الكريم، هو «الإسلاميون» أو «التيار الإسلامي». ولقد بحثت فى المصحف الشريف فلم أجد للفظ «إسلامي» هذا وجود؛ لا عند الإشارة إلى الدين الحنيف ولا عند الإشارة إلى أتباعه من الغر المحجلين. فالقرآن الكريم أشار إليهم بلفظ «المسلمين» كما سماهم إبراهيم عليه السلام «هو سماكم المسلمين من قبل» (الحج 78). ووصفهم الله تعالى فى كتابه بصفات كثيرة ليس منها «الإسلاميون» هى على سبيل المثال: «المؤمنون، القانتون، الصادقون، الصابرون، الخاشعون، المتصدقون، الصائمون، الحافظون فروجهم، الذاكرون الله كثيرا، التائبون، العابدون، الحامدون، السائحون، الراكعون، الساجدون، الآمرون بالمعروف، الناهون عن المنكر، الحافظون لحدود الله، المنفقون، المستغفرون بالأسحار» وغيرها، لكن لم يصفهم مرة واحدة بالإسلاميين!!. وقال سبحانه وتعالى أيضا «ولكن كونوا ربانيين» (آل عمران 79)، ولم يقل إسلاميين، كذلك قال تعالى فى سيدنا إبراهيم «كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين» (آل عمران 67)، ولم يقل كان حنيفا إسلاميا. حتى دين الإسلام نفسه؛ قال تعالى «ورضيت لكم الإسلام دينا» و «ومن يبتغ غير الإسلام دينا»، فلم يقل الدين الإسلامي، كما يقولون هم التيار الإسلامي، كذلك لم يصف الرسول الكريم المسلمين يوما بالإسلاميين أو فريقا منهم، ولا الخلفاء الراشدون المهديون من بعده، ولا عرفت الأمة هذا الاسم فى تاريخها الطويل، إلا فى هذه الأيام فالتسمية محدثة بدعة ضلالة ليست من الدين فى شيء، هى ومن أحدثها ضرارا وتفريقا لأمة محمد، وتمييزا لنفسه على الآخرين بغير الحق، وابتغاء العلو فى الأرض والسلطان، لفى النار كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. د. يحيى نور الدين طراف