ليس في الشريعة الإسلامية التي هي المصدر الرئيسي للتشريع, ولا في أي من مبادئها التي تشمل أدلتها الكلية, وقواعدها الأصولية والفقهية, ومصادرها المعتبرة, في مذاهب أهل السنة والجماعة كما نصت عليها المادة219 من الدستور المعطل وهي المادة التي جادت بها قرائح الإخوان والسلفيين وأشياعهم وخطوها بأيمانهم في جمعية الغرياني أقول ليس فيها ما يفيد أن هناك مسلما إسلاميا أو ذا مرجعية إسلامية, ومسلما آخر هو أدني منه منزلة ليس إسلاميا أو مرجعيته ليست إسلامية, لذا تعجبت لهؤلاء الذين يزعمون أنهم يطلبون تطبيق شرع الله, كيف أنهم حين سموا أنفسهم الإسلاميين كانوا أول من خالفه, وخالفوا ما كتبوه بأنفسهم في دستورهم. فقد بحثت في المصحف الشريف, فلم أجد للفظ إسلامي هذا وجودا, لا عند الإشارة إلي الدين الحنيف, ولا عند الإشارة إلي الأمة المسلمة, ولا عند الإشارة إلي أتباعه من الغر المحجلين, فالقرآن الكريم أشار إليهم بلفظ المسلمين كما سماهم إبراهيم عليه السلام هو سماكم المسلمين من قبل( الحج78) ولم يقل الإسلاميين, كذلك قوله تعالي علي لسان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك( البقرة128), فلم يقل واجعلنا إسلاميين أو ومن ذريتنا أمة إسلامية. ووصف الله تعالي المسلمين في كتابه بصفات كثيرة ليس منها الإسلاميون هي علي سبيل المثال: المؤمنون, القانتون, الصادقون, الصابرون, الخاشعون, المتصدقون, الصائمون, الحافظون فروجهم, الذاكرون الله كثيرا, التائبون, العابدون, الحامدون, السائحون, الراكعون, الساجدون, الآمرون بالمعروف, الناهون عن المنكر, الحافظون لحدود الله, المنفقون, المستغفرون بالأسحار, وغيرها, لكن لم يصفهم مرة واحدة بالإسلاميين!!. وقال سبحانه وتعالي أيضا ولكن كونوا ربانيين( آل عمران79) ولم يقل إسلاميين كذلك قال تعالي في سيدنا إبراهيم عليه السلام كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين( آل عمران67) ولم يقل كان حنيفا إسلاميا. حتي دين الإسلام نفسه, قال تعالي ورضيت لكم الإسلام دينا ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلم يقل الدين الإسلامي, كما يقولون هم التيار الإسلامي أو الجماعة الإسلامية, كذلك لم يصف الرسول الكريم المسلمين يوما بالإسلاميين أو فريقا منهم, ولا الخلفاء الراشدون المهديون من بعده, ولا عرفت الأمة هذا الاسم في تاريخها الطويل, إلا في تلك الأيام النحسات فتلك التسمية محدثة وبدعة وضلالة ليست من الدين في شيء, هي ومن أحدثها ضرارا, وتفريقا لأمة محمد, وتمييزا لنفسه علي الآخرين بغير الحق, وابتغاء العلو في الأرض والسلطان, لفي النار, كما أخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم. لذا يجب أن ينص صراحة في الدستور الجديد, إعمالا لمبادئ الشريعة الإسلامية كما نصت عليها المادة219 من الدستور المعطل التي كتبوها بأنفسهم: أن المسلمين جميعا مسلمون سواء, وأحزابهم وجماعاتهم جميعا سواء, ليس من بينهم, ولا بينها من هو إسلامي أو ذو مرجعية إسلامية, ومن هو غير إسلامي أو ذو مرجعية غير إسلامية ويجب تجريم استعمال هذا اللفظ المخالف في المقام الأول للشريعة سياسيا ومعاقبة من يأتيه. د. يحيي نور الدين طراف