حكي الليث بن عمرو, في كتابه الأغر, الدنيا فانية.. ولله الأمر, أن المحتشد الجبار, بعد أن ضاع منه الكرسي وطار, ودارت الأرض حول الشمس كم دورة, بعد عام من الثورة, جمع الأنصار, من الشطار والعيار, وبقايا حزبه المنهار, وكان اجتماعا مشهودا, جاءته الفلول وفودا وفودا. ووقف فيهم المحتشد خطيبا, فأطلق صراخا رهيبا, ثم أرغي وأزبد, وهدد وتوعد, وهتف كما الأسد: هيا يا أحبابي, عمموا الفوضي, وانشروا الفساد, بين العباد, واقطعوا الطرقات, واخطفوا الأولاد قبل البنات وبالنسبة للإعلام, فرجالي اللئام, سيحتلونه بالتمام, ويغرقون الفضائيات, بالترهات, وسيملئون عقول الناس بالتفاهات, وسيشعلون النار, في كل دار, فيكره الشقيق شقيقه, وتتوه بينهم الحقيقة. وأكد اللئيم, أن إنجازه العظيم, تخريب التعليم, وأنه عندما يعود, وللبلاد يقود, سيحشو المناهج بالأضاليل, لإنتاج جيل من المهابيل, الحفظ غاية غاياتهم, وانعدام الفهم أكبر آفاتهم. واختتم أبو الرياء, خطبته العصماء, بأن نظر إلي الأسفل, مدعيا أنه يتأمل, ثم همس مغمغما, وقال مدمدما: إسمعوا يا ولاد.. إن هذه البلاد, سترجع غدا لنا, إن لم يكن هذا الشهر, ففي نهاية السنة. [email protected]