سمير الشحات: حكي الليث بن عمرو, في كتابه الأغر, الدنيا فانية.. ولله الأمر إن المحتشد المقال, كتب مذكراته فقال: إعلم- أبعد الله عنك الحاشية الفاسدة, وحباك بالرؤية السديدة الرائدة- إن رعايا ملكي كانوا أربعة, أغلبهم الإمعة. وأما الفرق الثلاثة الأخري فريق, فهم حراس عرشي المتوحشون, ثم المتثاقفون, وثالثهم أدعياء الدين الكاذبون. فأما حراسي معدومي الذمم, فكانت قرة عيني, وجماع ثقتي لهم. ولم لا.. وهم مني وأنا منهم؟ أغرقتهم في الرشاوي والعمولات, وشيدت لهم القصور والشاليهات, غير أنهم بسبب الثراء الشديد, والإيغال في التهام الثريد, كبرت بطونهم, فتراخت عقولهم, وناموا عن حراسة العبيد, فخرجت عليهم العامة, وقامت علي وعليهم القيامة. وأما المتثاقفون, فقد نافقوني بجنون, وكان جل همهم بالليل والنهار, التسبيح بحمدي في انبهار, وتدبيج قصائد المدح اللوذعية, والأغاني الحماسية, وهؤلاء كانوا ألد أعدائي, ومبعث سخريتي دائما واستهزائي, ووجدت في تحقيرهم سلوتي وعزائي, إذ لم يكن عندهم إلا الكلام, ومسح جوخ الحكام, والأكل علي كل الترابيزات, والرقص باللسان والصاجات. فأما القسم الثالث الأشطر, فإنهم الأخطر والأمكر, تراهم معاك معاك.. عليك عليك ولأتفه الأسباب, يكفرون أهل معاليك, في رداء الدين هم مختبئون, ولأعذب الكلمات يرددون, يقولون ما لا يفعلون, وللبسطاء يستغفلون, وإن هم ركعوها فإنما, للسلطان وحده يركعون.وهؤلاء كانوا لملكي الأفيد, وبفضلهم دان لي الأقرب والأبعد. فإن أنت سألتني عن الأغلبية الإمعة, فلهؤلاء حديث آخر.. كله إيناس ومتعة.