عامان في عمر الشعوب لا تساوي شيئا.. لكنها بالنسبة للمصريين تعني الكثير في عهد الرئيس السيسي.. هل تتذكرون الأيام حالكة السواد التي عاشها المصريون بعد ثورة يناير, والفترة التي أعقبت حكم الرئيس المعزول محمد مرسي, كانت طوابير البنزين أمام محطات الوقود تغلق الشوارع وتعيق حركة المرور.. زحام ومشاجرات أمام مستودعات البوتاجاز.. انقطاع الكهرباء في العديد من المحافظات.. طوابير أمام المخابز.. نقص شديد وارتباك في منظومة صرف السلع التموينية.. أزمات طاحنة في مياه الشرب.. عجز شديد في مشروعات الإسكان الاجتماعي.. انفلات أمني وانتشار أعمال البلطجة في مختلف الشوارع والأحياء.. الإرهاب والقتل لم يستثن احدا من ضباط وافراد الجيش والشرطة والأبرياء من أبناء الشعب.. حوادث سرقة بالإكراه علي الطرق السريعة.. اعتداءات صارخة علي المستشفيات من جانب أهالي المرضي.. انتشار عمليات تهريب السلاح والمخدرات وانتعاش تجارة الممنوعات.. طرق متهالكة.. قطارات عفا عليها الزمن.. مزلقانات يدوية تسيل عليها الدماء كل يوم من كثرة الحوادث.. خدمات حكومية يسودها الروتين والتعقيدات الإدارية.. فساد يضرب مختلف دواوين الحكومة.. ومسئولون لا يعرفون قيمة الوقت, ويفضلون الجلوس داخل المكاتب المكيفة.. كانت الأزمات لا تنتهي.. وكاد الشعب يفقد الأمل في حياة أفضل. والآن: تغيرت الصورة تماما بمجيء الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي سدة الحكم بعد ثورة شعبية عارمة قام بها الشعب في30 يونيو..2013 اختفت طوابير البنزين, والبوتاجاز, عاد الأمن بقوة.. انحسرت عمليات الإرهاب والبلطجة.. تحسنت مياه الشرب.. انتعشت مشروعات الإسكان الاجتماعي لمصلحة محدودي الدخل, تطورت منظومة الطرق والنقل.. انتهت معاناة المواطنين المستفيدين من الدعم بعد إدخال منظومة الكروت الذكية لصرف السلع التموينية والخبز.. حرب علي الفساد وصلت حتي رئاسة الجمهورية.. انتظام الكهرباء.. تحسنت القطارات.. وتم تيسير الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين.. وهكذا تبدل حال المواطن المصري خلال عامين.. صحيح أن هناك تحديات تسعي الدولة لمواجهتها والتغلب عليها, لكننا بلا شك نسير نحو غد أفضل بكل المقاييس. اختفاء طوابير البنزين في موقف الصعيد بالمنيب, التقينا محمد عبد العزيز سائق ميكروباص تحدث معنا عن معاناته من أجل الحصول علي الوقود, والوقوف في الطوابير أمام محطات البنزين لساعات طويلة, بينما كانت المشاجرات وأعمال البلطجة وتهريب المواد البترولية سواء خارج مصر أو بفعل سماسرة الأزمات في السوق السوداء هي سيدة المشهد.. باختصار كانت طوابير العذاب أمام المحطات تغلق الشوارع الرئيسية والفرعية.. وكادت حركة الحياة تتوقف في المحافظات بسبب نقص السولار, الذي تعتمد عليه أفران الخبز, وسيارات النقل, والماكينات الزراعية, الأمر الذي كان يهددها جميعا بالشلل التام.. والآن تغيرت الصورة بشكل تام, فالحصول علي الوقود لم يعد مشكلة.. وانتهت معاناة السائقين. انفراج أزمة الأنابيب ولأن الشيء بالشيء يذكر.. كانت معظم البيوت المصرية تعاني أزمة طاحنة في أنابيب البوتاجاز, واشتعلت نيران الغضب بين المواطنين, وانتعشت تجارة الأنابيب في السوق السوداء, وظهر الباعة السريحة, في مختلف مناطق الأزمات, وحول المستودعات,ماشكل عبئا إضافيا عليهم.. كان محمود عبد الخالق( موظف من حلوان) يعاني شهريا من أجل الحصول علي الأنبوبة, وإذا عثر عليها, فكان ثمنها لا يقل عن50 جنيها,, في ظل العجز الواضح في كميات الأنابيب التي كانت تصل لمستودعات البوتاجاز, الأمر الذي كان دائما ما يغري السماسرة بتخزين الأسطوانات, واستغلال الأزمة, بينما حدثت انفراجة كبيرة في عهد الرئيس السيسي.. فلم تعد هناك طوابير أمام المستودعات.. وصار الحصول علي أنبوبة البوتاجاز أمرا يسيرا.. عودة الأمن والاستقرار وقبل ثورة الشعب في30 يونيو.. كان الشارع المصري كما يقول محمد عبد الظاهر من سكان منطقة المطرية- مسرحا للجريمة والقتل وعمليات الإرهاب المنظم التي اجتاحت مختلف الميادين والأحياء والشوارع الرئيسية, وضاع الأمان.. وصار العنف لغة الحياة اليومية.. كما كانت البلطجة أمرا عاديا.. وكان القتل يتم لأتفه الأسباب في ظل غياب الشرطة, وفقدان هيبة الدولة.. وتراجع القانون.. وكانت الصواعق الكهربائية تباع علي الأرصفة.. وكانت تجارة الأسلحة النارية رائجة.. وكان الانفلات الأمني هو عنوان تلك المرحلة العصيبة, وكانت المحاكم وأقسام الشرطة والمستشفيات مهددة بفعل البلطجية.. وكان أعضاء وأنصار أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية, يخرجون في مسيرات عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع, شعارها الإرهاب, والعنف, والتخريب, وإطلاق الرصاص الحي أو الخرطوش, والاشتباك مع الشرطة.. وهنا يتذكر محمود الحسيني من سكان منطقة فيصل, كيف كان حال الشارع المصري أيام ثورة يناير, حيث انتشرت عمليات السرقة والقتل والنهب والاعتداء علي اقسام الشرطة, والمستشفيات, ومشاهد الدم والتخريب والدمار التي كانت تسود الشوارع بعد عزل محمد مرسي, والاشتباكات التي كانت تتكرر إسبوعيا, واستفزاز رجال الشرطة, ناهيك عن طلقات الخرطوش, والرصاص الحي التي كان شباب الجماعة الإرهابية يطلقونها علي رجال الشرطة والمواطنين في محاولة منهم لزعزعة استقرار البلاد ونشر الفوضي, وإشعال الحرائق, والاعتداء علي المنشآت العامة والممتلكات الخاصة للمواطنين.. لكن سرعان ما فرضت الدولة هيبتها, وعادت أجهزة الشرطة بكل قوة, تضرب بيد من حديد علي كل من يتجاوز القانون.. فحدث تراجع كبير في أعمال العنف والبلطجة, وساد القانون, وبدأ المواطن يشعر بأنه يقيم في دولة يسودها القانون.. وعم الأمن والأمان في ربوع مصر, بعد أن كان المواطنون يشعرون بالخوف أثناء سيرهم بالشوارع, بسبب انتشار أعمال البلطجة والعنف. القيادات الشابة دعونا نعود إلي الوراء قليلا, حينما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي, البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة, بهدف تخريج قيادات شابة قادرة علي الإدارة وتولي المسئولية والمناصب القيادية, وفقا لأساليب الإدارة الحديثة, وإنشاء قاعدة قوية وشاملة من الكفاءات الشبابية, لتكون مؤهلة للعمل السياسي والإداري والمجتمعي في شتي المجالات, ذلك البرنامج- كما يقول اللواء فؤاد فيود رئيس مجلس علماء مصر- يفتح أبواب الأمل والتفاؤل أمام الشباب المصري المتحمس لخدمة وطنه, إيمانا من الرئيس بقدرة الشباب علي صناعة المستقبل, من خلال استثمار قدراتهم الإبداعية, وطاقاتهم الخلاقة, في بناء الوطن, كما أن إطلاق موقع ابنك المعرفةب يفيد الشباب, ويوفر أمامهم منافذ جديدة للمعرفة, ويفتح أمامهم نافذة جديدة للإبداع والبحث العلمي, ومن ثم فإن توجهات الدولة تعكس رؤية متكاملة للنهوض بالشباب علي كافة المستويات, اجتماعيا, واقتصاديا, وعلميا, وثقافيا ورياضيا وتربويا, من خلال حزمة من القرارات والتوجيهات لتفعيل دور الشباب في منظومة العمل الوطني, بالإضافة إلي توجيهات الرئيس للبنك المركزي بإتاحة القروض للمشروعات الصغيرة للشباب. التنمية في مواجهة الإرهاب وها هو قطار التنمية ينطلق بأقصي سرعة كما يقول الدكتور عبد النبي عبد المطلب الخبير الاقتصادي- لتعويض ما فاتنا في عصور سابقة, ارتفعت فيها معدلات البطالة, وتعثرت خلالها عجلة الإنتاج, وارتفعت فيها معدلات الفقر, وانتشر الجهل والمرض.. وتمضي مصر الجديدة, بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو التنمية, والاستقرار, ومحاربة الإرهاب, وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة ومتكاملة, وجاذبة للسكان, عبر مشروعات عملاقة تهدف إلي إعادة توزيع السكان, والخروج بهم من الوادي الضيق, والاستفادة من صحراء مصر الشاسعة,, مشيرا إلي أن الإرادة السياسية قوية, وعازمة علي تحقيق التنمية, وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين, واجتثاث الإرهاب من جذوره, وتعميق مشاعر الانتماء لدي سكان المناطق الحدودية, وتأمين حدود مصر ضد أي اعتداء, وصناعة مستقبل أفضل لهذا الوطن وأبنائه.