رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك فى احتفال «أحد السعف» بأسيوط.. صور    وزير العمل يُحدد أيام إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    أبرز تصريحات الرئيس السيسي خلال افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية    «التموين» تعلن انتهاء أزمة السكر في الأسواق.. و«سوء التوزيع» سبب المشكلة    الدفع بأتوبيسات نقل جماعي للقضاء على التزاحم وقت الذروة في مواقف بني سويف    للمرة الثانية.. «السياحة» توفد لجان لمعاينة سكن الحجاج بالسعودية    ماكرون يعرب عن استعداده لمناقشة الدفاع النووي في أوروبا    روسيا تسقط 5 صواريخ أتاكمس و64 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة    زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو في حالة اضطراب كامل وليس لديها رؤية    اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل    رئيس مجلس الشوري البحريني يشيد بموقف القيادة السياسية المصرية في دعم غزة    البدري: أنا أفضل من فايلر وكولر.. وشيكابالا كان على أعتاب الأهلي    الشيبي يغادر مقر لجنة الانضباط بعد انتهاء التحقيق معه    شيرار: استبعاد صلاح من تشكيل ليفربول سر أزمته مع كلوب    «أزهرية الشرقية»: لا شكاوى من امتحانات صفوف النقل بالثانوية اليوم    تكثيف الحملات على محال بيع الأسماك المملحة خلال شم النسيم بالغربية    مدير تعليم الدقهلية يناقش استعدادات امتحانات الفصل الدراسي الثاني    تنويه خاص لفيلم «البحر الأحمر يبكي» بمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد    فيلم «أسود ملون» ل بيومي فؤاد يحقق المركز الرابع في شباك التذاكر    «الصحة» تكشف تفاصيل «معا لبر الأمان»: نخطط للوصول إلى 140 ألف مريض كبد    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية في قرية جبل الطير بسمالوط غدا    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم وحتى الجمعة 3 مايو 2024    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    احتفال الآلاف من الأقباط بأحد الشعانين بمطرانيتي طنطا والمحلة.. صور    أجمل دعاء للوالدين بطول العمر والصحة والعافية    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    محافظ بني سويف يُشيد بالطلاب ذوي الهمم بعد فوزهم في بطولة شمال الصعيد    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة ملاكي على الطريق الصحراوي بقنا    قبل تطبيق اللائحة التنفيذية.. تعرف على شروط التصالح في مخالفات البناء    الرئيس الفلسطيني: اجتياح الاحتلال لرفح سيؤدي لأكبر كارثة في تاريخ الفلسطينيين    سفير روسيا بالقاهرة: موسكو تقف بجوار الفلسطينيين على مدار التاريخ    المصري الديمقراطي الاجتماعي يشارك في منتدى العالم العربي بعمان    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    4 برامج ب«آداب القاهرة» تحصل على الاعتماد البرامجي من هيئة الجودة والاعتماد    طلاب حلوان يشاركون في ورشة عمل بأكاديمية الشرطة    البنية الأساسية والاهتمام بالتكنولوجيا.. أبرز رسائل الرئيس السيسي اليوم    "مع كل راجل ليلتين".. ميار الببلاوي ترد على اتهامات داعية شهير وتتعرض للإغماء على الهواء    أحمد مراد: الخيال يحتاج إلى إمكانيات جبارة لتحويله إلى عمل سينمائي    قصور الثقافة تختتم ملتقى "أهل مصر" للفتيات بعد فعاليات حافلة    أول تعليق من مها الصغير على أنباء طلاقها من أحمد السقا    أقباط دمياط يحتفلون بأحد الشعانين    تشكيل إنتر ميلان الرسمي ضد تورينو    إدارة الأهلي تتعجل الحصول على تكاليف إصابة محمد الشناوي وإمام عاشور من «فيفا»    "اتصال" و"رجال الأعمال المصريين" يطلقان شراكة جديدة مع مؤسسات هندية لتعزيز التعاون في تكنولوجيا المعلومات    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من مليون مواطن لمن تخطوا سن ال65 عاما    جامعة بني سويف: انطلاق فعاليات البرنامج التدريبي للتطعيمات والأمصال للقيادات التمريضية بمستشفيات المحافظة    المصري والداخلية.. مباراة القمة والقاع    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    ضبط 4.5 طن فسيخ وملوحة مجهولة المصدر بالقليوبية    بنك QNB الأهلي وصناع الخير يقدمان منح دراسية للمتفوقين بالجامعات التكنولوجية    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    شكوك حول مشاركة ثنائي بايرن أمام ريال مدريد    إعلان اسم الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية 2024 اليوم    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى ندوة الأهرام:العلاقات السياسية المصرية-الروسية فى أزهى عصورها..
والاقتصادية تتحرك ببطء

وصلت العلاقات «المصرية الروسية» على المستوى السياسى فى عهد الرئيسين «السيسى وبوتين» إلى قمة عهدها من الناحية السياسية والعسكرية، لكن يظل الجانب الاقتصادى كما هو لا يتحرك إلى الامام..الأهرام استضافت الخبراء من الجانبين المصرى والروسى لمناقشة تطور العلاقات..
الأهرام: كيف ترى شكل العلاقات المستقبلية بين مصر وروسيا فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية ؟
مجدى ضيف المستشار الاعلامى المصرى فى موسكو الأسبق فى بداية حديثى أحب أن أشكر الأهرام المؤسسة الأم فى صحافة الشرق الأوسط كلها على استضافة هذه الندوة، وأود أن أقول أننى شرفت بالعمل رئيسا للمكتب الإعلامى المصرى فى روسيا منذ عام 2000 إلى عام 2004، وأؤكد أنه كان هناك شراكة حقيقية واستراتيجية بين مصر وروسيا، وأن روسيا ليست الاتحاد السوفيتي، والتعامل بين الدولتين أمر مهم وأساسى وروسيا دولة عظمى وقوية، وتحترم مبدأ المعاملة بالمثل، مع جميع الدول.
ويقول السفير عزت سعد، سفير مصر السابق لدى روسيا: خلال السنوات الأربع الماضية شهدت العلاقات بين البلدين طفرة كبيرة بعيدًا عن لقاءات الرئيسين التى وصلت إلى 5 لقاءات منذ 2013، عندما كان الرئيس عبدالفتاح السيسى وزيرا للدفاع، مشيرًا إلى أن هناك تغيرات حدثت فى المنطقة أعطت زخما كبيرا فى العلاقات السياسية بين البلدين جوهرها فى واقع الأمر محاربة الإرهاب فى منطقة شرق الأوسط وهناك تعاون بين البلدين بين مصر وروسيا للقضاء على هذه الظاهرة. وأضاف أن القاعدة تقول مادام كان هناك نظام اقتصادى قوى بين البلدين زادت قوة العلاقة بينهما مؤكدًا أن هناك حراكا فى الملف الاقتصاديا الروسى داخل مصر سواء على صعيد الملف الاقتصادي، أو السياسي، كما أن هناك بعدا اقتصاديا للسياسة بين مصر وروسيا، فيما يخص التعاون الاقتصادى بين البلدين لم تصل بعد إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، فالاستثمارت الروسية فى مصر قليلة رغم الحراك الكبير فى هذا الملف، ولايزال الحديث قائما عن إنشاء منطقة صناعية روسية بقناة السويس، ولكن نستطيع أن نقول على صعيد الملف الاقتصادى لم يصل لنفس مستوى قوة الملف السياسي. وأوضح أن مصر تقدمت بالفعل لسكرتارية الاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى فى موسكو لكى تبدأ مفاوضات عقد اتفاقية صناعة حرة مع الاتحاد بمشاركة العديد من الدول منها روسيا وكازاخستان والتى عقدت قبل شهرين أو ثلاثة، وبالرغم من الاعتراف بوجود مشكلات اقتصادية بين البلدين، وكذلك سوء الوضع فى الأسواق المشتركة سواء من نقص فى أسعار البترول، فإن هذا يتمثل تحديا طويل المدى فى مصر. كما أن الملف السياحى يعد تحديا كبيرا خاصة بعد حادث تحطم الطائرة الروسية، وذلك لظروف انهاء هذا الملف من الناحية الأمنية، حيث كان توافد السياح الروس الى مصر قبل الحادث هو الذى يحقق التوازن فى الميزان التجارى لان الميزان السلعى فى صالح روسيا، حيث أن صادرات روسيا لمصر زادت بشكل كبير عن وارداتها، فالسياحة كانت تسهم فى تقليص عجز صادرات مصر، مؤكدا ان روسيا هى شريك استراتيجى مهم للغاية لمصر، ولذلك فإن الاساس الاقتصادى هو الذى يخلق قاعدة من المصالح المشتركة التى تحصن العلاقات السياسية من أى هزات. وقال منذ أن تولت مصر عضوية مجلس الامن غير الدائمة فقد شهدت العلاقات توثيقا كبيرا بين مصر وروسيا خاصة فى ظل الاوضاع السياسية التى تمر بها منطقه الشرق الاوسط.
الأهرام: وبالنسبة للجانب الروسي.. كيف تقيمون العلاقات بين مصر وروسيا فى ظل الظروف الراهنة؟
قال الكاتب الصحفى الروسى ديمترى فينتسكى إن الشعب الروسى يرحب بتنامى وتطوير العلاقات بين البلدين، كما أن هناك تعاونا و تطورا بين مصر وروسيا خاصة فى القطاع الاقتصادى خلال السنوات الأربع الماضية، وبشأن التبادل التجارى بين الدولتين فى العام الماضى فقد بلغ 3 مليارات و700 مليون دولار، منها صادرات مصرية لروسيا ب341 مليون دولار بينما بلغت الصادرات من روسيا لمصر 3 مليارات و370 مليون دولار وهذة الأرقام وفقًا لاحصائيات مصرية فى حين ان التعاون العسكرى خارج هذة الاحصائيات. وبالنسبة للعلاقات بين الدولتين تحتاج للتعاون بين المجالات السياسية والاقتصادية، ولو تحدثنا عن التعاون العسكرى كان هناك تعاون كبير على مدار السنوات الماضية ومازال مستمرا ويتطور اكثر واكثر والمباحثات الثنائية فى المجال العسكرى بين الدولتين تشهد تفاهمات وتعاونا مستمرا، وعلى المستوى الاقتصادى فان التبادل التجارى شهد زيادة هذا العام بلغت 13% ولاتزال العلاقات الاقتصادية بين البلدين تحتاج الى دفعة كبيرة وتعاون أكبر فى العديد من المجالات التى تحتاجها الدولتين فى مجالات الطاقة والسكك الحديديه وغيرها من المجالات.
الأهرام: وماذا عن القوى الناعمة.. «التعليم والجانب الثقافى بين مصر وروسيا»؟
قال الدكتور شريف حلمى رئيس الجامعة المصرية الروسية يعقد اليوم مؤتمر برعاية الجامعة الروسية وعلى مدى يومين يتحدث عن العلاقة التاريخية بين مصر وروسيا على مر العصور وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، كما ان الجامعة الروسية تتبنى تعليم الطلبة الروس للغة العربية وهذا البرنامج يتم تقديمه بشكل مجاني، كما نعمل على اطلاعهم وانفتاحهم على الثقافة والهوية المصرية، مشيرًا إلى أن مصر تهتم بالطلاب الروس وعمل برامج السياحة الخاصة لهم خاصة فى منطقة البحر الاحمر وهذا مهم لتوضيح صورة مصر أمام العالم. كذلك من الجانب المصرى نرسل أعدادا كبيرة من الطلاب المصريين لروسيا للتعليم فى الجامعات هناك، وعدد الطلاب الذين يتم ارسالهم لروسيا يفوق عدد الطلاب الروس فى القاهرة.
وأوضح، أننا عقدنا ندوات عن الطاقة النووية والفضاء فى الجامعة، من خلال كبار الخبراء فى هذا المجال من الجانب الروسى والمصرى داخل الجامعة الروسية لتوضيح وتثقيف الطلاب بالمعلومات التى تعمل على توثيق العلاقات الثقافية والعلمية مع الروسية. وأكد أن الجامعة الروسية فى مصر لها دور كبير فى تنشيط وتدعيم العلاقات العلمية والثقافية بين البلدين
الأهرام: الشراكة والتحالف بين مصر وروسيا هل سيكون بديلا عن تحالفات أخرى كانت تنتهجها مصر فى الآونة الأخيرة مع دول أخري؟
أوضح الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن العلاقات الروسية المصرية مرت بمنعطفات مهمة جدًا فى المراحل الماضية، ولا أريد أن أتوقف عند الماضى الا اذا كان هناك رغبة فى الاستفادة من الدروس، فقد لعبت العلاقات المصرية الروسية، فى تشكيل دور المنطقة فى فترة الخمسينات والستينات، فقد كان هناك حرص من جانب مصر على أن يكون هناك توازن دائم مع العلاقات بين الدول، واستطاعت مصر أن تكسر احتكار الغرب للسياسة، وان تقيم علاقة متميزة مع الاتحاد السوفيتى سابقا وروسيا الآن ليس هى الاتحاد السوفيتي، مشيرا الى أنه لم يكن هناك مبرر لتدهور العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتى فى عهد السادات. فالمنطقة تدخل مرحلة مختلفة جذريًا فالاتحاد السوفيتى سقط وانهار، وهناك روسيا جديدة تصعد بقوة، وأرى والجميع معى ان صعود العلاقات بين البلدين فى جميع المستويات وفى تقديرى ان يتم دفع هذه العلاقات لتدعيم وتوثيق العلاقات بين مصر وروسيا، ولا أحد ينكر ان روسيا تتمتع بقوة عسكرية ونووية كبيرة خصوصا ان هناك انواعا من الاسلحة داخل الترسانة الروسية لم تطرح بعد فى الاسواق مؤكدا اهمية تطوير العلاقات بين البلدين حتى يمكن الاستفادة من تلك التطورات. وأضاف، النظام الدولى انتقل من نظام ثنائى القطبية لمحاولة الهيمنة الامريكية على النظام الدولي، وهذا لفترة قصيرة لأنه النظام العالمى فى حالة تشكيل من جديد بعد انتهاء فترة الهيمنة الأمريكية ومصر فى حاجه الى ان يصبح النظام الدولى متعدد القطبية وروسيا تخرج من دولة محاصرة الآن إلى دولة فعالة لها دور قوى فى السياسة الخارجية وبين الدول. وأكد أنه من مصلحة مصر أن يطور الاتحاد السوفيتى امكانياته، يحتفل العالم ب«سايكس بيكو» وهو ليس احتفالًا لأنه من نظرنا هى محاولة للهيمنة الغربية على الشرق الأوسط، لكن هناك اعادة رسم صورة الشرق الاوسط واعادة تشكيل الخريطة الدولية من جديد، وكذلك عودة العلاقات بين البلدين هو ليس عائدا على مصر فقط بالقوة بل هو عائد ايضا على روسيا. فالتعاون بين البلدين لم يصل حتى الآن إلى المطلوب خاصة فى ظل انتشار الإرهاب فى الشرق الأوسط لا اتحدث على تحالف استراتيجى أو حجب العلاقة عن أمريكا، الجميع يبحث عن مصالح مشتركة، أى دولة تريد تطوير علاقتها الخارجية لاتستطيع الا عندما تكون واقفة على ارض صلبة فى الداخل وهذا ما يواجهه النظام فى مصر فى ظل وجود استقطاب سياسي، تصحيح الوضع الداخلى وفرض السيطرة الامنية والاستقرار من العوامل التى ستساعد على تدعيم العلاقات بين البلدين، كذلك العمل على تنمية الصادرات المصرية إلى الخارج من أوائل الخطوات التى ستساعد على دعم وتوثيق العلاقات بين البلدين.
وقال، «ما يشغلنى بسبب المشكلات الداخلية التى تواجهها مصر لاتزال القدرة على تطوير العلاقات تحتاج الكثير لعودتها بقوة».
الأهرام: هل روسيا اليوم بقيادة الرئيس بوتين تمثل دورًا كبيرة فى إعادة تشكيل منطقة الشرق الاوسط؟
الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الرئيس بوتين أحدث طفرة كبيرة فى روسيا جعلت روسيا فى مكانة دولية كبيرة فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية، وكذلك أحدث نقلة نوعية فى عودة القوة المؤثرة لروسيا رغم تراكم العديد من المشكلات فى فترة توليه رئاسة روسيا.
الفترة الاخيرة التى مرت بها روسيا هى فترة انطلاق روسى خاصة فى تدخلها العسكرى لحل النزاع الروسي، بالتأكيد روسيا عادت كفاعل رئيسى دولي، الولايات المتحدة رغم حجمها الكبير فى كافة العلاقات الا انها تعانى من مشكلات عديدة، لكن روسيا من اكبر القوى استقرارًا من الناحية الاقتصادية والسياسية، حيث تواجه أمريكا ازمة اقتصادية كبرى لا أحد يعلق عليها وهذا السبب فى غياب هذة المعلومة لدى الكثير. وبالتالى علينا أن نتفهم حجم المشكلة والترتيبات العالمية والإقليمية بين مصر وروسيا، 30 يونيو وفرت فرصة عظيمة لتدعيم العلاقات بين البلدين خاصة بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى لرئاسة مصر فعلى الطرف المصرى ان يقدم استراتيجية واضحة فى التعامل مع روسيا، وهناك تفاهم كبير بين القيادة الروسية والمصرية وروسيا قدمت الكثير من الخطوات الايجابية. ففى زيارة بوتين لمصر فى المرحلة الاولى من توليه لمنصب رئيس روسيا فى ظل عدم اكتمال المؤسسات داخل روسيا يعد جانبًا مهما يوضح أن روسيا حريصة لعودة قويه للعلاقات مع مصر. كذلك التعامل الإعلامى مع حادث الطائرة الروسية هو للأسف يعد سقطة إعلامية لمصر، لابد وأن نضع فى الحسبان سؤالا هاما جدًا وهو ماذا تقدم مصر لروسيا حتى تتوافر البيئة المناسبة لتطوير ودعم العلاقات بين البلدين، علينا أيضأ فى مصر ان نكون بنفس الانفتاح الذى نحتاجه من روسيا فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية، كذلك بريطانيا والسياسة البريطانية وماشهدته من تخبطات لم يركز عليها الإعلام المصرى وهذا يجعلنا نتساءل هل هناك قوة تحاول زعزعة العلاقات بين روسيا ومصر. وبالنسبة للقطاع السياحى فى مصر نحتاج نحن كمصريين خلق رأى عام داخل المجتمع الروسى بتوضيح الصورة الحقيقية لمصر، كالاستقرار الأمنى فى المناطق السياحية كشرم الشيخ وكذلك النظافة والانضباط فى الشارع وتوضيح أن العمليات الإرهابية التى تشهدها المناطق هى بمنأى بعيد عن المناطق الآثرية والسياحية فى مصر وذلك لأن روسيا نفسها تعانى من إرهاب فى الطرف الجنوبى منها وبالتحديد فى منطقة «الشيشان». كذلك من الخلل الذى نعانى منه فى مصر هو عدم توافر العملة الروسية فى مصر «الروبل» فى البنوك، ولم يتخذ البنك المركزى المصرى قرارًا واضحًا لتوفير هذة العملة، وعدم الاقتصار فقط على التعامل بالدولار، وقد تم طرح هذا الامر من الجانب الروسى للتعامل مع عملتها لكن البنك المركزى المصرى لم يتخذ قرارًا بشأن ذلك. كذلك غياب التنسيق الإعلامى وتوصيل الرسالة للجانب الروسى قد يتسبب فى سوء العلاقات بين البلدين، وعلى الجانب المصرى أن يعى خطورة هذا الأمر لأن هناك العديد من الدول تتعامل بترويج مقوماتها الآثرية والسياحية من أكثر من ناحية سواء عن طريق بث الرسالة الداخلية للمجمتع الخارجى عن طريق وسائلها الإعلامية أو عن طريق التنسيق مع القنوات الخارجية نفسها لتوضيح الصورة .
الأهرام: ماذا تمثل السياحة الروسية فى مصر؟.. وما هى تداعيات ماحدث بعد حادث الطائرة وغيرها؟
أوضح إلهامى الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية، أن مصر كانت تصدر منتجات كثيرة إلى الاتحاد السوفيتى من قبل، وعندما أصبحت روسيا الاتحادية قوة منفردة أصبحت السياحة الروسية فى مصر على مدار العام بدلًا من الموسمية فى فصل الشتاء، وقدرت نسبة السائحين الزائرين لمصر إلى 30% من أعداد السائحين. وقد أدت زيادة عدد الغرف السياحية فى مصر إلى حدوث حالة ركود فى هذا القطاع، وبعدها جاء حادث الطائرة الروسية وبطء الإجراءات الأمنية فى كشف ملابسات الواقعة فحدث تدهور كبير فى القطاع بالرغم من أن نسبة السياح الروس فى الغردقة 50% وشرم الشيخ 30% من السائحين الروس بالإضافة إلى نسب ليست كبيرة فى الأقصر وأسوان. وأضاف، على مصر أيضًا أن تتعامل مع روسيا بنظرية التبادل التجارى والمصالح الاقتصادية بين البلدين أى يتم توريد الحاصلات الزراعية لروسيا فى مقابل فتح الباب أمام السياح من الجانب الروسي، كذلك على الجانب المصرى أن يوثق العملة الروسية فى بلادها خاصة بعدما تم عمل ذلك فى الصين والهند وهذا قرار وجب إتخاذه من البنك المركزى. وأكد أن مصر تبذل مجهودا كبيرا فى الشركة القابضة للمطارات وهناك شركة تحت التأسيس مستقلة لتنظيم وتامين المطارات وهذه المنظومة ستوفر جهدًا وأفرادًا من رجال الشرطة والاستفادة بهم فى اماكن أخرى بحيث يكون العاملون فى هذه الشركة مدربين للتعامل مع السائحين وستتم الاستعانة بأفراد اجانب لاستكمال هذه المنظومة، مصر أيضا وفرت أجهزة حديثة يمكنها تحقيق أعلى درجات التأمين داخل المطارات.
الأهرام: هل ترى أن الإعلام الروسى والمصرى يتعاملان بموضوعية مع الأزمات؟
قال الكاتب الصحفى الروسى نديم الزواوي، إن الإعلام بشكل عام يهتم بشكل أكبر بالحوادث الكبرى التى تحدث بالدولة، وهناك مبالغة فى التركيز على السلبيات أكثر من الايجابيات، وأنا شخصيا لا أرى شخصيًا أن هناك عداء فى التعامل الإعلامى الروس مع الأزمات فى مصر. فالجانب المصرى حاول أن يعمل بعض الاجتماعات واللقاءات بين الوفود الروسية ونحن ننتظر قرارًا من القيادة بشأن استئناف عودة الرحلات الجوية بقوة الى مصر، وتصريحات الرئيس الروسى بالقرارات الخاصة بالشرق الأوسط يتم تناولها باهتمام، كذلك هناك غياب تام من جانب وسائل الإعلام المصرية من صحافة وتليفزيون من مراسلين بروسيا وهذا أدى إلى وجود ضبابية فى نقل الصورة الواضحة للرأى العام الروسى تجاه مصر خاصة فى ظل الأزمات الأخيرة. ويلجأ الإعلام داخل مصر إلى تناول معلوماته واخباره من وكالات الانباء.
الأهرام: هناك البعض متربص لتشويه العلاقات بين مصر وروسيا.. هل ترى أن الإعلام له دور فى توثيق العلاقات أم ترى أن الأحداث الجارية هى التى ستفرض ذلك؟
نديم الزواوي: الإعلام بالطبع له دور كبير فى توطيد العلاقات بين مصر وروسيا ولكن لم يعمل حتى الآن بالدور المطلوب الذى نحتاجه جميعا فى البلدين، ونحن كصحفيين روس فى مصر ننقل أخبارنا بدقة إلى بلادنا سواء بآخر الأوضاع داخل المطارات المصرية أو الاستقرار الأمنى فى المناطق الآثرية والسياحية، ففى واقعة اختطاف الطائرة المصرية الأخيرة تعاملنا مع الحادث بشكل ايجابى لانه كذلك، حيث ان الأمن داخل المطار فى هذه الواقعة قام بتفتيش الراكب بشكل دقيق.
الأهرام: بالنسبة للميزان التجارى بين البلدين فى حجم الواردات والصادرات.. كيف تضبط مصر هذه العملية؟
قال الدكتور حمدى عبد الحافظ، خبير فى الشئون الروسية، إن حجم الصادرات بين مصر وروسيا يعد بنسبة 1 إلى 10 حيث نستورد نصف القمح الروسى فى مصر، ونحن أيضًا نصدر من 600 ألف طن من البطاطس لروسيا ونستورد منهم 200 ألف طن والبرتقال 350 ألف طن، ورغم ذلك ليس هناك تنسيق فى هذه العملية او العمل على تنمية القطاع من قبل الدولة فى ظل إغلاق بعض الأسواق العالمية بين مصر وروسيا نظرًا لظروف دولية وسياسية، حتى القرارات السياسية التى تتخذها روسيا لا نتعامل معها بحس اقتصادي. وأضاف، التبادل التجارى مرتبط ارتباطا وثيقا بالجانب السياسى بين البلدين فمطلوب تحسين العلاقات بين مصر وروسيا فى كل الجوانب حتى يتم تدعيم وتنمية المجال الإقتصادي.. المحافظة على العلاقات الروسية المصرية مطلوبة بتوجيه معين يتضمن دراسة أحوال الأسواق الروسية وتلبية احتياجاته وتوفيرها من قبل الجانب المصري، وللأسف الصادرات المصرية منذ فترة وهى مجمدة على انواع بعينها دون أن يكون فيها تطوير أو زيادة تلبى احتياجات السوق الروسي.
قال الدكتور ضياء حلمي، عضو مجلس الأعمال المصرى الروسي، إن الارجنتين تمكنت من تنمية صادراتها لروسيا وأصبحت علاقتها مع روسيا علاقة قوية، وبصراحة روسيا صديق شريف لاصدقائها وعلينا ان نعى ذلك جيدًا، وزراء مصر فى بعض الاحيان يعملون فى جزر منعزلة وعليهم وبالتحديد وزراء الاستثمار والسياحة والصناعة والتعاون الدولى والخارجية ان يقوموا بدور أفضل و حتمية العمل الجماعى فى تطوير العلاقة بين البلدين ونحن كجمعية للصداقة الروسية نعلم تمامًا أن مصر تحتاج لروسيا فى هذة الفترة أكثر من غيرها كما أن تسليط الضوء على العلاقات بشكل أكبر من ذلك.
الجميع يدرك أن هناك تهما تلقى علينا سواء فى حوادث أو سقوط طائرات التى تكررت فى بلدان ودول كثيرة دون ان تحدث كل هذه الضجة فعلينا نعلم أن امامنا تحديات علينا ان نتعاون جميعا بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمواجهتهما.
الأهرام: هل ترى أن هناك اهتماما واستجابة بجمعيات الصداقة مع روسيا من الجانبين أم هناك تجاهل؟
الدكتور ضياء حلمي: لاشك أن هناك تقصيرا من الجانب المصرى فى الاهتمام بجمعيات الصداقة والأعمال، حيث أن هذه الجمعيات هى جمعيات وطنية تضم أعدادًا كبيرة من رجال الأعمال لديهم حرص كبير فى تنمية الصادرات من مصر لروسيا وكذلك القدرة على عقد دورات تدريبية تسهل التعامل مع الجانب الروسى فى كل المجالات ولكن بشرط أن ترعى الدولة هذه الجمعيات وتحيطها بالاهتمام المطلوب، حينما فقدت روسيا السوق الأوروبى اختارت المغرب ومصر للاعتماد عليهما فى الصادرات وبالفعل لبت المغرب النداء وكثفت صادراتها فى حين ان مصر لم تهتم. عندما حضر نائب الرئيس الصينى لم يسلط الاعلام عليه اى اهتمام وغاب عمل الوزراء الفاعلين عن المشهد وتوجه نائب الرئيس الصينى إلى اسرائيل وقام بتوقيع عدد من الاتفاقيات التى بلغت 600 مليار دولار، ذلك للتعامل الفعلى مع الزيارة وتفعيل دور الوزراء هناك مع تلك الزيارات ومن وجهة نظرى الشخصية أن التغييرات الوزارية المتكررة هى التى أدت إلى هذا التباطؤ وخلفت مشهدا ضبابيًا حجب العمل على استغلال هذه الزيارات، وذلك لأن الوزير الجديد الذى يأتى لمنصبه يقوم بتغيير شامل للخطط وللادارات التابعة للوزارة حتى مدير مكتبه يقوم بتغييره ويبدأ من الصفر. حتى السفير الصينى فى مصر قال لى انتم تجيدون الفرص الضائعة، وروسيا ليست اقتصادا فقط وانما هى جانب عسكرى وثقافي.
الأهرام: نحن نحتاج لزخم فى كل المجالات.. كيف يتحقق هذا؟
السفير عزت سعد: علينا ان نعترف بأن العلاقة بين الرئيسين السيسى وبوتين هى القوة الدافعة بين العلاقات بين مصر وروسيا فلا تحدثينى عن وزراء ولا لجان ولا جمعيات العلاقة تستمد قوتها من قبل علاقة السيسى وبوتن وجميعا متفقون كلما كانت قاعدة المصالح متسعة فى كل المجالات يكون هناك حصانة فى التعامل مع باقى الدول، كالصين مثلًا هم حزب واحد ولا يوجد بها لاحقوق انسان ولا غيره والعديد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. حتى هذه اللحظة لدينا خطة لإرسال الباحثين للجهات المطلوبة.. علاقاتنا مع هذه الدولة الكبرى المهمة للغاية لابد وأن تكون أكثر وعلينا ان نعترف بأن هناك اختلافا فى الاولويات ولدينا مشكلات معقدة للغاية بخلاف الجانب الروسى الأقل تعقيدًا ولا شك أن شعبية الرئيس الروسى خاصة أن دخل المواطن الروسى زاد 10 أضعاف ما كان عليه وهو يتمتع بحب كبير من مواطنيه.
الطرف المصرى مستفيد بشكل كبير فى قطاعات الطاقة والعسكرى والبترول ويستفيد منها 90 مليون مواطن وعلى الصعيد الاستراتيجى ان الهاجس الاساسى لروسيا فى العالم العربى هو «الإرهاب» الذى ينتشر فى الشرق الأوسط، كذلك روسيا كانت لديها مصالح كبيرة مع ايران وبعدما هاجم الغرب ايران انضم الدب الروسى الى قائمة المقاطعة الغربية لايران وقام بالتوقيع على بنود مجلس الامن التى تطالب بفرض عقوبات على إيران.
أيضا الإعلام الروسى لا يسلط الضوء على المشكلات التى تواجهها مصر وهذا بالطبع سببه عدم التنسيق الاعلامى من الجانب المصري.
موضوع «الروبل» أنا مثلا أستورد قمحا بكميات كبيرة من روسيا وأصبح النشاط الاقتصادى فى روسيا فى يد القطاع الخاص وهذا أدى إلى غيابه داخل البنوك المصرية وعدم اتخاذ البنك المركزى قرارا بتوفيره.
لا أتوقع حتى بعد استئناف حركة الطائرات الروسية فى مصر ستعود الأعداد التى كانت عليه من قبل وذلك ببساطة لأن هناك أوضاعا اقتصادية داخل روسيا صعبة كما أن هناك توجيها من الحكومة الروسية لتشجيع السياحة الداخلية فى روسيا.
شارك فى الندوة:
السفير عزت سعد سفير مصر السابق لدى روسيا المستشار مجدى ضيف، المستشار الإعلامى الأسبق بموسكو الكاتب الصحفى الروسى ديمترى فينتسكى الدكتور شريف حلمى، رئيس الجامعة المصرية الروسية الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلهامى الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية الكاتب الصحفى الروسى نديم الزواوى، مدير المكتب الإقليمى لوكالة الأنباء الدولية «روسيا سيغوردنيا» أنطوان شاربا، المستشار الإعلامى للسفارة الروسية بمصر الدكتور حمدى عبد الحافظ، نائب رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى الدكتور ضياء حلمى، عضو مجلس الأعمال المصرى الروسى عمرو عمران، صحفى ومن الأهرام: جميلة عبدالستار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.