كثرت خلال الفترة الحالية الحفلات الغنائية التى يعلن عن أنها حفلات خيرية من خلال تبرع المطرب أو المطربة لمصلحة هذه الجهة أو غيرها. بالطبع التبرع عادة ما يكون لمصلحة مستشفى والمرضى الذين يعالجون فيه أو لمصلحة العشوائيات.. أو غيرها وغيرها من الجهات التى تستحق التبرع. هنا على سبيل المثال يكون المتعهد الذى يقيم الحفل الفنى الخيرى قد رفع أسعار تذاكر الحفل معتمدا أو مستعينا بالجهة المستفيدة من إيراد الحفل الذى يقول إن الفنان أو الفنانة تبرعت بأجرها من أجل الخير. هل هذا يحدث بالفعل؟ نحن جميعا نعرف طوال الوقت أن الموسيقيين بالذات لا يمكن أن يصاحبوا حفلا لمطرب أو مطربة دون أن يحصلوا على أجرهم، وهذا الأجر نعرف أيضا أنهم يبالغون فيه باستمرار من حفل لآخر. حتى حفلات أم كلثوم التى كانت تقيمها لمصلحة المجهود الحربى فى أكثر من بلد عربى.. حتي هذه الحفلات كان العازفون يحصلون على أجرهم لأن الفنانة أى أم كلثوم هى وحدها التي لا تحصل على أجرها باعتبارها متبرعة، ولا أحد يقول مثلا إن العازفين متبرعون فلماذا لا يحصلون على أجرهم؟ هنا بالفعل هو حق لهم. أعود لمتعهدى حفلات المطربين والمطربات الخيرية، هذا المتعهد لابد أن يبرز أمام الجمهور.. أى أمامنا ما هو بالضبط إيراد الحفل، وما المبلغ الذى تم صرفه للعازفين وما هو المبلغ الذى تكلفه هو فى الدعاية وترتيب مكان الحفل. كل هذا حتى لا نجد أن المطرب أو المطربة التى تمت الدعاية لها على أنها متبرعة بأجرها لعمل الخير, لم تحصل بالفعل على أجرها. آخر هذه الحفلات هو حفل الفنانة الكبيرة ماجدة الرومى التى تم الإعلان عنه بأنها متبرعة من أجل مستشفى الحروق. وضع طبيعى أن يرفع المتعهد أسعار التذاكر اعتمادا على اسمها الكبير وأيضا على الجهة التي يتم التبرع لها وهو مستشفى الحروق. من حق كل من يحضر هذا الحفل أن يتأكد من خلال المنتج أن الفنانة بالفعل متبرعة ولم تحصل على أى أجر. هل هذا ممكن؟ هذا هو المطلوب فى كل دعاية لأى عمل أو حفل خيري لمصلحة فئة فى حاجة بالفعل إلى التبرع حتي يشعر الجمهور هنا أن ما دفعه مضاعفا لسعر التذكرة قد ذهب إلى الخير أو بعضه على الأقل ذهب للخير. وهذا ينطبق أيضا كل الحفلات خاصة وبعض هذه الجهات أيضا تعلن عن تبرعها لهذا المستشفى أو لهذا الجانب بينما تحصل على شهرة أضعاف أضعاف ما حصلت عليه الجهة المتبرع لها.