أطلق المشير عبد الفتاح السيسي مبادرة صندوق «تحيا مصر»، والتي تهدف الى تبرع كل من لديه المقدرة لهذا الصندوق من أجل دعم الاقتصاد المصري، واستغلال امواله في انشاء كيانات استثمارية تجعل الدولة تتجاوز المشاكل التي تتعرض لها، وكان من الطبيعي عقب أن تبرع الرجل بنصف ثروته، ونصف راتبه، وسار في نفس الطريق بعض الوزراء ورجال الأعمال، أن نرى الوسط الفني خاصة نجوم الغناء يتحركون في هذا الاتجاه، ولن نقول يتبرعون من رصيدهم في البنوك على اعتبار أنه وديعة، لكن هناك طرق للمشاركة أبرزها واسهلها هو اقامة سلسلة حفلات غنائية داخل وخارج مصر لهذا الغرض، لكن كل ما سمعناه من كبار المطربين وصغارهم مجرد غناء علينا، ليس إلا، لم نجد مطرباً من الكبار يستنهض ابداعه، ويجمع فرقته ويطالب الدولة بتوفير أحد مسارحها لهذا الغرض، ومصر تمتلك مسارح كثيرة وكبيرة تصلح لهذا الغرض ابرزها مسارح الاوبرا في القاهرة والاسكندرية ودمنهور، وبالتالي يستطيع أي مطرب أن يقوم بعمل جولة في هذه المدن ويكون عائدها لهذا الصندوق، وأتصور أن الأوبرا لا تملك الرفض، بل من الواجب عليها أن تقدم مسارحها لهذا الغرض النبيل لمن يريد، بشرط ألا يطلب المطربون مبالغ أو يقتطع من الايراد بحجة أن الفرقة تريد أجرها، فحفل من أجل مصر يجب أن يضحي الجميع من أجله وبعيداً عن مسارح الأوبرا هناك مسرح مارينا الذي تسكنه الأشباح منذ أن هجره الغناء بعد الغاء حفلات ليالي التليفزيون، والآن نصف سكان مصر من الطبقة الثرية موجودة في الساحل الشمالي، وبالتالي لو أن محمد منير تحرك ومعه على الحجار والحلو وايهاب توفيق وهشام عباس، وهناك مطربون عرب لن يرفضوا مثل حسين الجسمي وراغب علامة، ونانسي عجرم، وكذلك المطربة الكبيرة ماجدة الرومي التي أعلنتها صريحة بأن صوتها يغني في أي مكان وزمان لصالح مصر، كل هؤلاء لو تحركوا سوف نحصد ملايين، ولان هذه الحفلات قومية ولصالح البلد من الممكن أن تكون هناك تذاكر فئة الخمسة آلاف جنيه أو عشرة آلاف جنيه وتهبط بالسعر الى مائة جنيه، والمقصود بالفئة العالية في قيمة التذاكر هو التبرع وليس الحضور، وهناك رجال أعمال من الممكن أن يشتري كل منهم عدداً من المقاعد كنوع من المشاركة، وهذه الحفلات من الممكن أن نخرج بها الى أسوان، والأقصر والغردقة وشرم الشيخ في الشتاء. حالة السكون والاستسلام و«الطناش» وعمل «ودن من طين والأخرى من عجين» أمر لا يليق بهذه النجوم لأن أغلبهم غني ومازال يغني في الاحتفالات التي تقيمها الدولة في الكثير من المناسبات، ويحصل على أجر مقابل هذا الغناء، وهناك مطربون تخصصوا في هذا وآن الأوان لرد الجميل، اما كلمات مصر في دمنا، واحنا ولادك يا مصر ومثل هذه العبارات لا تصلح الآن، الغناء في حب مصر أصبح واجباً قومياً، مشاهد بعض المطربين والفنانين وهم يتحدثون عن أزمة مصر الاقتصادية في برامج «التوك شو» أصبحت بلا طعم وأقرب الى الاداء التمثيلي، البلد تريد أفعالاً لا أقوالاً، ثلاث سنوات عشناها في الظلام والظهور علي الشاشات الفضائية كل شخص قال ما لديه. كبار مطربينا في وضع محرج يدعو للخجل، أيضاً كبار الممثلين ليسوا في وضع افضل من المطربين، فهم أيضاً لديهم القدرة على التبرع على الأقل ب 10٪ من أجره عن مسلسل واحد فقط، وهذا ليس بالكثير على دولة بحجم مصر ساهمت في نجومية كل الأسماء الموجودة عندما كان التليفزيون المصري هو من ينتج كل المسلسلات الدرامية، وبالتالي كان قبله كل هؤلاء الفنانين، الآن هناك جهات عربية تنتج، والتليفزيون خرج من اللعبة، لكن في كل الاحوال مصر لم تخرج من اللعبة، ولن تخرج، وبالتالي كان من العيب أن يخرج أحد كبار فنانينا ويهاجم كل من تحدث عن خبر تبرعه لصالح مصر، وكأن من كتب الخبر أو قام باعلانه على الفضائيات قام بسبه لا سمح الله. الدولة أيضاً عليها دور ممثلة في كل قطاعات وزارة الثقافة مسرح وأوبرا وخلافه عليهم بتبني حفلات والاتصال بالنجوم ومن يرفض يوضع في قائمة سوداء ويمنع من الغناء أو التمثيل في أي كيان يتبع الدولة، وهذا ليس عقاباً بقدر ما هو تصحيح للأمور، الدولة أعطت الكثير وليس هناك مطرب أو فنان أكبر من أصغر كيان في الدولة لأن هناك مطربين يرون في أنفسهم انهم أهم من صروح فنية موجودة في وزارة الثقافة، ولا تعليق لدينا سوى أنه «جنون العظمة» وبداية النهاية، لذلك على أجهزة الدولة المعنية بالفنون وضع الفنانين أمام مسئوليتهم تجاه الوطن. أما عن عملية التأمين فأتصور أن هناك حفلات أقيمت لنجوم كبار مثل أنريكي اجلاسيس في الساحل الشمالي، والشاب خالد في العين السخنة والأمور خرجت بشكل جيد، نعم كان هناك بعض المشاكل لكن هذه المشاحنات تحدث في كل حفلات العالم. وأتصور أن حفل عمرو دياب القادم برأس سدر من الممكن أن يكون عائده هدية صغيرة منه للبلد التي ينتمي اليه، وأتصور أن مهندسي الصوت والاضاءة والعازفين لن يكونوا أقل وطنية من عمرو، وسوف يشاركون متبرعون ونفس الكلام من الممكن أن يفعله محمد منير، وكلاهما الأكثر رواجاً في سوق الحفلات لذلك عليهم بضربة البداية. وفي النهاية لا نريد أن نذكر كبار مطربينا بما كانت تفعله سيدة الغناء العربي أم كلثوم لصالح المجهود الحربي، لأن هذا الكلام تكرر كثيراً، وما فعلته أم كلثوم كل العرب يتحدثون عنه، فهذه السيدة قامت بجولات في دول كثيرة من أجل الجيش المصري، والآن نحن في حرب من نوع آخر تحتاج الى كل أبناء الوطن.