منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هؤلاءالمبدعون العظام وافلامهم المدهشة؟ «3» «العزيمة».. أعظم فيلم مصرى على الإطلاق!
نشر في الأهرام اليومي يوم 07 - 05 - 2016

لو اننا خرجنا من مغارة على بابا لأصول »الهشك بشك«.. والعرى بلا حدود.. والانحراف والرذيلة برضه بلا حدود.. »وابعد يابا.. وتعاليلى يا امه«.. والضحك على الدقون.. واللى ما يشترى يتفرج.. »وتعالوا شوفوا الواد ولعه لما خدها ونزل الترعة«.. فى أفلام الموجة الجديدة كما يطلقون عليها.. التى تدعو صراحة وعينى عينك كده للانحلال والفجور وعظائم الأمور.. بعد أن أفهمونا وغرسوا فى عقولنا وعقول ونفوس أبنائنا وبناتنا.. إن البطل الحقيقى هذه الأيام.. هو من يلعب »بالبيضة والحجر«.. يسرق ينصب يقتل إذا لزم الأمر.. وأن الفنانة الحقيقية لازم تعرى أكبر حتة من جسدها المثير على الشاشة الكبيرة وفى المسلسلات التى تدخل كل بيت والأفضل لو لبست «مايوه» من أول الفيلم لآخره.. ورقدت على ظهرها طول الفيلم برضه والذئاب الجائعة فى الفيلم وفى الصالة تنهش فى لحمها العريان.. يبقى أحسن.. وأحسن كما حدث فى فيلم أنتم عارفينه كويس لمخرج عبقري.. آخر احترام.. وآخر جوائز وآخر تكريم.. يضعون اسمه ويصنفونه بين أحسن عشرة مخرجين فى تاريخ السينما المصرية بحالها..
وأنا شخصيا من المعجبين به اخراجا وفنا وخلقا.. ويكفيه فيلمه الرائع: »شقة فى مصر الجديدة« الذى عاد بنا إلى أفلام الزمن الجميل..
ولكن »اللى حصل حصل.. واللى حصل وصل.. واللى اتكسر عمره يا سادة ما ينصلح«.. فنحن نعيش عصر الأجساد العارية والنفوس العارية برضه.. لا خلق نافع ولا دين شافع.. فى بلد ولد فيه الدين ونشأ الخلق وترعرعت الفضيلة وسطعت شمس المثل العليا..
فلا اسلام حقيقى إلا فى مصر..
ولا مسيحية حقة إلا فى مصر..
.. هكذا عشنا وهكذا تعلمنا من يوم أن خلق الله الدنيا وما عليها.. فأجدادنا العظام هم أول من عرفو،ا الله من بنى البشر.. وهم أول من سجدوا لله الواحد الأحد.. وبينهم أخناتون العظيم الذى بشر برسالة التوحيد فى صعيد مصر.. فى طيبة مهد الأديان والأخلاق والعبادات.. قبل نحو خمسة وثلاثين قرنا من الزمان..
ومن قرى المنيا رحلت فوق دابة السيدة هاجر لتكون زوجة لنبى الله إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام.. وأم ابنه إسماعيل عليه السلام..
ومن تراب مصر خرج سيدنا موسى عليه السلام.. وهو النبى الوحيد الذى تجلى له الله وكلمه من فوق جبل الطور فى سيناء.. على أرض مصر وتحت سماء مصر.. ليتلقى من سبحانه توراته.. كتاب الله.. ليظهر من بعده سيدنا يوسف عليه السلام الذى كاد له اخوته.. والذى راودته إمرأة العزيز الذى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت له: هيت لك.. ولكنه أبى واستعصم.. كما قالت هى فى التحقيق الذى جرى معها بعد ذلك!
وفى مغاراتها احتمت أطهر نساء الخلق العذراء مريم وابنها المسيح الوجيه فى الدنيا والآخرة..
أرض الأنبياء مهبط والرسالات العظيمة هذه.. حولناها فى آخر العمر إلى مولد للفسق وسيرك للفجور وعظائم الأمور.. ومن عنده كلام آخر.. فليتفضل!
......................
......................
والآن تعالوا نبحث وننقب فى كتاب السينما المصرية.. عن أعظم فيلم مصرى على الاطلاق؟
انه فيلم العزيمة..
ولكن لماذا اختاره النقاد أعظم فيلم فى تاريخ السينما المصرية كلها.. وقد تعدى عمرها المائة عام وزيادة؟
ولماذا أجمع كل النقاد وكل مؤرخى السينما على أن فيلم »العزيمة« هو الأعظم حتى الآن؟
سؤال لابد منه فى البداية لنبدأ بالمؤرخ السينمائى العالمى جورج سادول صاحب كتاب: تاريخ السينما فى العالم لنتركه يتكلم: هو يقول بالحرف الواحد:
لقد ظهر فى القاهرة عشية الحرب، سينمائى مصرى من مرتبة عالمية، اسمه كمال سليم فى رائعة أصبحت من المدرسيات العظمى الكلاسيك.. تلك هى »العزيمة« 1939
وكمال سليم الذى كتب الصيغة الأولى لنصه عام 1932، ظل طيلة ستة أعوام يبذل جهوده ليصبح النص فيلما، لكنه ما استطاع اقناع أحمد بدرخان بتحقيقه.
لقد بدأ هنا المحب المتحمس للسينما أول اخراج له فى فيلم لحساب الغير »وراء الستار« 1935، ثم أصبح قاريء نصوص فى مماثل مصر، وانتهى به الأمر إلى اقناع مديرى المماثل بانتاج »العزيمة« فى تزيين ضخم وجميل لموقع فى حى شعبى بالقاهرة حيث تدور أحداث الفيلم كلها تقريبا.
وقد شكل أصحاب الدكاكين فى الفيلم ما يشبه الجوقة كورس حول غراميات فتاة شابة فاطمة رشدي، وفتى حسين صدقى ابن حلاق متواضع، ولقد قضى على الفتى بالبطالة بسبب الضائقة المالية برغم شهاداته، لكن عزيمته ساعدته على تخطى عقبات مختلفة وعلى الفوز بحبيبة قلبه مرة أخرى واقامة عمل صغير بدعم من زميل دراسة غني.
كان كمال سليم معجبا بصورة خاصة بالواقعية الشاعرية الفرنسية، فعرف كيف يستخلص بعض تعاليم رينيه كلير وكارنيه أو جان رينوار، لكن أسلوبه هو كان أصيلا، أشبه بأسلوب الواقعية الجديدة للايطاليين الذين جاءوا بعد زمن قليل والذين كانوا هم أيضا متأثرين بالمدرسة الفرنسية.
لقد صور فيلم »العزيمة« حدثا خطيرا فى السينما المصرية التى كانت تهيمن عليها الأفلام الغنائية والمسليات السمجة والمغامرات الغريبة الوهمية والميلودرامات المبكية، لأنه أظهر الواقع اليومى والحياة الشعبية بصدق وشاعرية، وتذوق الجمهور هذا التجديد وقدره تقديرا كبيرا خلافا لكل ما كان متوقعا.
وبلغ نجاحه التجارى حدا هائلا حتى أن فيلم »العزيمة« ظل خمسة وعشرين عاما بعد عرضه يطوف أنحاء مصر كلها والعالم العربى أيضا.. ولايزال يعرض حتى الآن فى مهرجانات الأفلام السينمائية ومعاهد الفنون والتمثيل والاخراج السينمائى والمسرح.
ولكن القدر لم يمهل كمال سليم ليرحل عنا فى عام 1944 عن عمر لا يتجاوز الثلاثين عاما... تصوروا!
..............................
.......................
ولقد خرج الفيلم إلى النور فى ظل ظروف سياسية واقتصادية صعبة للغاية.. وكما يقول الناقد السينمائى سعد الدين توفيق فى كتابه الرائع »قصة السينما فى مصر«.. فقد بدأ العمل فيه فى سنة 1938 وعرض فى 1939 مع بداية الحرب العالمية الثانية ودخول مصر برغم أنفها تحت راية بريطانيا وحلفائها فى حربها ضد ألمانيا..
كما كانت مصر فى الوقت نفسه ترزخ تحت الملكية والاقطاع والاحتلال الانجليزى وصراع الأحزاب على السلطة؟
لكن ماذا يقول لنا فيلم العزيمة؟
الجواب: كل أحداث القصة تدور فى حارة بحى شعبى فى القاهرة، وبطل القصة محمد أفندى (حسين صدقي) هو الشاب المتعلم الوحيد فى هذه الحارة، فقد كانت أمنية أبيه الأسطى حنفى (عمر وصفي) وهو حلاق فى الحارة أن يعلم ابنه إلى أن يتم تعليمه الجامعى ويصبح موظفا حكوميا، بل أول موظف فى الحارة كلها، وكانت الوظيفة الحكومية هى أكبر أمل يتطلع إليه الشاب المصرى لأنها تضمن له دخلا شهريا طيبا طوال حياته، ولكن ايراد دكان الحلاقة لا يمكن الأب من الانفاق على تعليم ابنه فى الجامعة فيقترض على أمل أن ابنه بعد أن يتخرج سيتمكن من تسديد الدين، ولكن محمد كان يفكر فى شيء آخر، فهو لا يريد أن يصبح موظفا حكوميا كان أمله فى أن يمارس العمل الحر.
...................
.......................
وكان محمد يحب جارته فاطمة (فاطمة رشدي) ابنة المعلم عاشور (حسن كامل) صاحب الفرن، وكانت فاطمة تبادله حبا بحب، وتنتظر اليوم الذى سيتخرج فيه محمد لكى ينال وظيفة ثم يطلب يدها. ونجح محمد فى الامتحان، وراح يستعد لتحقيق أمله، وهو انشاء مكتب للاستيراد والتصدير، وظل عدة أسابيع يعمل بنشاط ويتصل بالشركات والمصانع والمتاجر، وكان قد اتفق مع زميله فى الكلية عدلى نزيه (أنور وجدي) الذى لم يتم دراسته على أن يشتركا معا فى انشاء المكتب وادارته معا، وقد سر نزيه باشا (زكى رستم) لأن ابنه الهلاس اللعبى سيتحول إلى إنسان جاد، فبارك الفكرة وشجع محمد حنفى على العمل، وترك مبلغا من المال مع ابنه عدلى لتغطية نفقات المشروع، ثم سافر إلى الخارج لعدة أشهر.
وعندما أتم محمد إعداد المشروع اتصل بزميله عدلى الذى لم يكن جادا فى هذا الأمر، وأخذ عدلى يراوغ ثم اعترف لمحمد بأنه بدد النقود التى تركها أبوه قبل سفره لتنفيذ المشروع، وكانت هذه صدمة شديدة لمحمد لأن والده عجز عن تسديد القروض التى كان قد أخذها لكى يتم تعليم ابنه، وكان الدائنون قد وقعوا حجزا على دكان الأسطى حنفي،
إلا أن المعلم العتر الجزار (عبد العزيز خليل) كان سعيدا للغاية بافلاس جاره.. لأن محمد كان ينافسه فى حب فاطمة. وكان المعلم يطمع فى زواج فاطمة، إلا أن فاطمة كانت تكرهه وتفضل عليه الشاب المتعلم الوسيم محمد، وفى الوقت المحدد للبيع بالمزاد العلني. بادر الحاج روحى الحانوتى (مختار عثمان) صديق الأسطى حنفى وجاره إلى تسديد الدين المطلوب من مبلغ حصل عليه من تشييع جثمان أحد الأثرياء، وتوقف البيع بالمزاد.
وعاد نزيه باشا من رحلته، فاتصل بمحمد ليعرف ماذا تم فى مشروعه؟
فذهب محمد إليه وأطلعه على المشروع الذى لم ينفذ بسبب عدم جدية ابنه عدلي، فثار الباشا على ابنه المدلل وطرده من بيته، وفى الوقت نفسه أوصى صديقا له بالحاق محمد بوظيفة فى شركة للمقاولات.
وعندما تسلم محمد وظيفته تزوج فاطمة، ولكن حدث أن ضاع ملف مهم كان فى عهدة محمد، وتسبب ضياع الملف فى خسارة للشركة، فأصدر مدير الشركة قراره بفصل محمد من وظيفته، ولكن محمد أفندى أخفى على زوجته هذا الموضوع، والتحق بالعمل فى متجر كعامل يلف البضاعة.
واكتشف غريمه المعلم العتر أن محمدا ليس موظفا، فسعى لدى فتيات الحارة لكى يبلغن فاطمة، وعندما اكتشفت فاطمة هذا الأمر غضبت لأن محمد خدعها وطالبته تحت الحاح والدتها بالطلاق، ولم يجد بدا من تنفيذ رغبتها وطلقها.
.....................
.........................
وهنا وقع المحظور عندما ذهب المعلم العتر وخطب فاطمة على أن يتزوجها عندما تنتهى العدة، واكتشفت الشركة أن الملف المفقود كان قد أرسل خطأ إلى الأرشيف، فقرر المدير اعادته إلى وظيفته، وفى الشركة التقى محمد بزميله القديم عدلى الذى تحول إلى شخص آخر وأصبح موظفا نشيطا جادا، فاتفق مع محمد على أن يحققا مشروعهما. وافتتحا معا مكتبا للاستيراد والتصدير، ونجحا فى عملهما.
وذهبت فاطمة إلى المكتب لتعتذر لمطلقها وترجوه أن يصفح عنها، ولكنه قابلها مقابلة جافة، وتألم عدلى و،عاتب صديقه محمد على تصرفه القاسى خصوصا أن محمد كان لايزال يحب فاطمة، فعدل محمد عن رأيه وقرر أن يعيد فاطمة إليه، ولكنه عندما ذهب الى بيتها اكتشف ان المعلم العتر كان قد أحضر المأذون ليعقد قرانه على فاطمة، وكان هذا الاجراء باطلا لأن موعد العدة لم ينته بعد!
ودارت معركة بين محمد وأنصاره من أهل الحار، والمعلم العتر وأصدقائه، وانتهت المعركة بانتصار محمد وعودة فاطمة اليه.
00000000
00000000
ولكن لماذا أصبح فيلم »العزيمة« أعظم الأفلام المصرية على الأطلاق؟
لنترك الجواب للناقد السينمائى سعد الدين توفيق:
1 أبرز ما فى فيلم »العزيمة« هو الجو المحلى الذى ظهر بصورة واقعية لافتة للنظر، فأنت تعيش مع هذا الفيلم فى حارة حقيقية .. حارة تجدها فى أى حى شعبى فى بلادنا، واهتم كمال سليم بخلفية الصورة اهتماما كبيرا، ومن هنا جاءت مشاهد الحارة نابضة بالحياة، فعندما يسير الأسطى حنفى مثلا من بيته الى دكان الحلاقة الذى يملكه تلمح طوال الوقت ان الحركة فى الحارة نشيطة، فهناك مثلا بائع الفول يقف بعربته وحوله زبائن يحملون سلاطين، وترى الجزار يقطع اللحم لزبائنه ويناقشهم فى طلباتهم.
ونلاحظ ان الأطفال يلعبون فى جماعات، وتجد الأم التى تطل من نافذة بيتها لتنادى الباعة أو تدعو أطفالها للذهاب الى البيت، وتجد صبى الفران يحمل على رأسه ألواح الخبز، وبائع اللبن والزبادى ينتقل من بيت الى بيت، والحنطور يتهادى فى الحارة، كل هذا يجرى فى خلفية الصورة بينما يستمر الأسطى حنفى فى طريقة الى دكانه.
فالحارة عند كمال سليم ليست مجرد ديكور، إنما هو يملأ خلفية الصورة ليقدم لك روح الحارة وجوها والشخصيات التى تعيش فيها.
2 الى جانب هذا التصوير الدقيق للحياة فى الحى الشعبي، فقد تضمن فيلم »العزيمة« نقدا لبعض عيوب مجتمعنا. فمثلا انتهز فرصة المشاهد التى تجرى فى مكاتب شركة المقاولات التى عين فيها محمد حنفى موظفا ورسم لوحات نقدية بديعة للموظفين، فنحن نرى فى غرفة واحدة كبيرة مجموعة من الموظفين الذين يضيعون وقتهم بلا عمل ويعطلون مصالح الناس، وبينما يجلس محمد الى مكتبه يعمل بجد يرى ان كل من حوله من الموظفين ينصرفون عن العمل الى الدردشة وقراءة الصحف!
3 نلاحظ أيضا فى مشهد »المولد« فى الحارة أن كمال سليم نقل الى الشاشة لوحة فنية بديعة عن الحياة فى الاحتفال بالمولد فى بلادنا.. الزينة .. باعة الحلوى .. الزحام .. الألعاب التى تقام فى ساحة المولد مثل لعبة الكبسولة وفيها يدفع اللاعب قطعا من الحديد على قضيب الحديد بقوة شديدة، ولاعبو السيرك الذين يستعرضون عضلاتهم، وجوه المرح والبهجة الذى يسود الاحتفال كله!
4 يصور الفيلم أيضاً أزمة المتعطلين، ألوف من الشباب المتعلمين يبحثون عن عمل ولكنهم لايجدون وظائف، وفى لقطات متتابعة يقدم كمال سليم قصاصات من الصحف توضح هذه الأزمة، ومنها خبر رئيسى فى احدى الصحف جاء فيه «600» جامعى يتقدمون لوظيفة فراش!«
5 يلقى الفيلم أيضا الضوء على عيب من عيوب مجتمعنا وقتذاك، وهو ان العائلات لاتزوج بناتا إلا لموظفين. فالموظف مضمون لأن له مرتبا ثابتا يتقاضاه فى أول كل شهر. أما العمل الحر فليس مضمونا، وكانت هذه هى نظرة المجتمع فى الثلاثينيات الى »الوظيفة«.
00000000
00000000
ونلاحظ هنا أن فاطمة كانت تحب محمد وتتمنى أن تتزوجه لأنه أفندى وموظف، فلما فصل عن عمله واضطر الى أن يعمل فى متجر يلف فيه سلع الزبائن، واكتشفت فاطمة هذه الحقيقة صعقت لأنه ليس موظفا، فتنكرت له ورفضت أن تظل زوجة له!
6 وضع كمال سليم أصبعه على عيب آخر من عيوب مجتمعنا، وهو أن البنت المصرية لا تختار شريك حياتها، بل أكثر من هذا انه ليست لها كلمة فى هذا الأمر لأن أسرتها هى التى تختار لها العريس وليس للبنت إلا أن توافق مرغمة.
7 صور فيلم »العزيمة« أيضا حياة الشبان الأثرياء العاطلين بالوراثة الذين يعتبرون العمل عيبا، فنحن نرى أن عدلى ابن نزيه باشا يقضى أيامه، بعد أن فشل فى دراسته فى صحبة مجموعة من العاطلين يسهرون ويسخرون من أمثال محمد حنفى الذى يعمل لأنه فقير.
8 قدم لنا فيلم »العزيمة« أيضا عيبا آخر من عيوب مجتمعنا وهو »الواسطة« فالشاب لايستطيع أن يحصل على وظيفة إلا اذا كان يحمل بطاقة توصية من أحد الوزراء أو الموظفين الكبار أو الأغنياء .. ففى لقطة نرى محمد يتقدم من مكتب سكرتير المدير (أحمد شكري) ليقدم طلبا لوظيفة فى الشركة، ويلطعه السكرتير أمامه ويستمر فى دردشة مع صديق له، فلما يكرر محمد سؤاله عن وظيفة خالية يرفع السكرتير رأسه إليه فى ضيق وتبرم شديدين ويبلغه فى لهجة قاسية أنه لاتوجد وظائف خالية ويؤنبه على تعطيله عن عمله!
وفى لقطة تاليه نرى محمد وقد ذهب الى السكرتير نفسه، ويطلب منه فى أدب جم أن يقابل المدير، ولكن السكرتير يخاطبه مرة ثانية فى لهجة قاسية »قلنا مافيش وظائف خالية عندنا انتم ايه؟ مابتفهموش عربي؟ ياناس ارحمونا بأه!«..
وعندئذ يقدم اليه محمد بطاقة تحمل اسم نزيه باشا يوصى فيه صديقه المدير بإلحاق محمد بوظيفه فى الشركة، وهنا يتغير سلوك السكرتير تماما، فنراه يضع طربوشه على رأسه، ويتحدث الى محمد بطريقة لطيفة معاتبا اياه قائلا: مش كنت تقول كده من الأول؟
ويدخل الى مكتب المدير ويتم تعيين محمد لأن عنده »واسطة«!
ملحوظة من عندي: حتى الواسطة كانت تعيش فى الفكر الوظيفى المصرى البيروقراطى قبل أكثر من نصف قرن.
كما أن أبناء البطة السوداء كانوا منذ القدم ومازالوا لا على البال ولا على الخاطر عندما تقدم فى عام 1938 قبل نحو 78 عاما نحو 600 جامعى لوظيفة فراش تصوروا!
التاريخ ايها السادة يكرر نفسه واللا ايه؟!
000000000
000000000
ولكن أنتم تسألون: لماذا هو الأول على الإطلاق؟
عندما جاء الناقد والمؤرخ الفرنسى جورج سادول الى القاهرة فى سنة 1965 طلب مشاهدة بعض الأفلام المصرية القديمة ومنها فيلم »العزيمة« وأبدى دهشته الشديدة عندما وجد ان مستواه الفنى كان أرفع بكثير مما يتصور، ولذلك اختاره فى كتابه »قاموس الأفلام«. الذى صدر فى تلك السنة كواحد من أحسن الأفلام العالمية وكتب عنه: يقول:
انه أحسن فيلم مصرى ظهر فى الفترة الواقعة بين 1930 1945، وهو واحد من أعظم مائة فيلم فى القرن العشرين .. لأنه يرسم بفن أكيد الحياة فى الأحياء الشعبية فى مدينة القاهرة، ويستحق هذا الفيلم أن يقارن بأنجح الأفلام الفرنسية الكبيرة التى ظهرت قبل الحرب العالمية الأخيرة، ومما لاشك فيه أن مخرجه كان متأثرا بالواقعية الشعرية، حيث أن كمال سليم كان يعرف أفلام رينيه كلير ومارسيل كارنيه وجان رينوار وجوليان دى فيفييه ويعجب بها.
وفى كتابه »قاموس السينمائيين« الذى ظهر فى السنة نفسها اختار جورج سادول هذا المخرج ضمن أحسن مخرجى السينما فى العالم، وكتب عنه فى صفحة 202 مايلي:
كمال سليم مخرج مصرى ولد فى سنة 1913 ومات سنة 1945 .. هو أحسن سينمائى مصرى ظهر فى الفترة الواقعة بين سنة 1930 وسنة 1945، فهو الوحيد الذى استطاع أن يصور الواقع الاجتماعى لبلده فى فيلم »العزيمة«، وهو أحسن أفلامه.
كما كتبت مجلة روزاليوسف فى 13 نوفمبر 1938 تقول:
لقد كانت الخطة أساسا أن يحمل الفيلم اسم »فى الحارة« ولكن تم التراجع عن هذه التسمية، لأن المخرج رأى ان هذا الاسم ليس فيه شيء من الانسجام، قدمت له تشكيلة أسماء منها »الموظف« و »اليقظة« و »الانقلاب« حتى استقروا على اسم »العزيمة«
فاطمة رشدى ب 160 جنيها والسيد بدير بجنيه واحد!
ولكن ياترى انتم تتساءلون والفنانون ينالون مئات الألوف فى الفيلم الواحد.. بل ان النجوم والنجمات الكبار يتقاضين الملايين فى كل فيلم .. كم كانت يا ترى أجور من قدموا لنا احسن فيلم مصرى على الإطلاق؟
يقول لنا الكاتب الصحفى والناقد محمد السيد شوشة فى كتابه »فيلم العزيمة« ان تكاليف انتاج هذا الفيلم بلغت تسعة آلاف جنيه فقط.
كما أن أجور الفنانين عن هذا الفيلم بأسعار نجوم هذا الزمن الجميل كانت كالآتي:
تقاضت فاطمة رشدى أكبر أجر دفع الى ممثلة أولى فى ذلك الوقت وهو 160 جنيها.
وتقاضى حسين صدقى 80 جنيها يعنى نصف اجر فاطمة رشدي!
وزكى رستم 50 جنيها.، تصوروا زكى رستم بجلالة قدره 50 جنيها فقط!
وعبدالعزيز خليل 45 جنيها.
ومارى منيب 35 جنيها.
وكل من أنور وجدى وعباس فارس وحكمت فهمى 20 جنيها.
وعبدالسلام النابلسى 5 جنيهات.. اكرر 5 جنيهات فقط لا غير!.
ومحمد الكحلاوى 2،5 جنيه.
وكل من مختار عثمان وأحمد شكرى جنيهين.
وكل من السيد بدير وعزت الجاهلى الموسيقى وللممثلات ايضا جنيها واحدا.
ونحن فى زمن الملايين للممثل الواحد.. وملايين مثلها تدفع لفنانات السينما وعواجيزها فى المسلسلات التليفزيونية .. تصوروا الفرق واللى اختشوا ماتوا!
00000
00000
يا عالم يعنى قبل 71 عاما قدموا لنا بهذه الجنيهات القليلة ايام اى كان الجنيه المصرى فى السماء السابعه فنا عظيما .. ونحن فى زمن الاجور بالملايين التى لاتعد ولاتحصى .. هذا فنان كبير ياخذ 40 مليون عن الفيلم او المسلسل .. تلك فنانة تلهف 25 مليونا وزعلانة ياسنة سوخه ياولاد.
ومازلنا مع هؤلاء المبدعين العظام وافلامهم المدهشة
Email:[email protected]
لمزيد من مقالات عزت السعدنى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.