فى الحارة الشعبية يتجاور كل من المعلم العتر الجزار، والأسطى حنفى الحلاق، يمتلئ قلب «العتر» بالغيرة من «محمد» ابن الأسطى حنفى، الذى ينافسه على قلب «فاطمة» ابنة المعلم «عاشور»، وتتضاعف الغيرة بعد أن ينجح «محمد» فى الحصول على الدبلوم العالى من كلية التجارة، يفشل «محمد» فى العثور على وظيفة فى الوقت الذى يتم فيه الحجز على محل والده الحلاق، ورغم أن نزيه باشا، والد صديقه «عدلى»، يوافق على تمويل مشروع يتشارك فيه هو وزميله، فإن استهتار «عدلى» يدفعه إلى إنفاق رأسمال المشروع على اللهو الفارغ، ويعود والد «عدلى» من أوروبا ويعلم بما جرى، فيساعد «محمد» فى الحصول على وظيفة محترمة، يتزوج «محمد» فاطمة، لكنه يطرد من وظيفته بسبب موقف يغلب عليه سوء التفاهم، يجد نفسه فى الشارع فيضطر لقبول وظيفة مستخدم صغير فى أحد محلات بيع القماش، تعرف «فاطمة» فتغضب وتطلب منه الطلاق، يطلقها بالفعل، فيتقدم المعلم العتر ليحل محله فى قلب «فاطمة»، وفى نفس الوقت يستعيد «محمد» مشروعه مع «عدلى» ويحقق النجاح، تشعر «فاطمة» بالندم وتحاول العودة إليه، وبعد أخذ ورد يقرر «محمد» أن يردها إلى عصمته، فيفاجأ بأن «العتر» سيتزوجها قبل انتهاء العدة، يتوجه «محمد» للحارة مع «عدلى» وهناك تدور معركة بينه وبين «العتر» تنتهى بعودة «محمد» إلى «فاطمة» وإلقاء القبض على «العتر». فى قائمة أفضل مائة فيلم مصرى يحتل «العزيمة» المرتبة الأولى بلا منازع، أخرجه كمال سليم فى عام 1939 عن قصة من تأليفه، وضع لها السيناريو والحوار بديع خيرى، منحها فى البداية اسم «فى الحارة»، ثم عدله قبل التصوير ليصبح «العزيمة»، فى إشارة إلى عزيمة البطل وإرادته الصلبة التى قادته لطريق النجاح. يقول النقاد إن «سليم» نجح فى أن ينقل جو الحارة الشعبية الحقيقى إلى شاشة السينما دون تجاوز أو تفريط، كما نجح فى تصوير الكثير من المشاهد الرائعة كالجو الرمضانى، والموالد، وخناقات المقهى، والجنازة، والعلاقات الاجتماعية بين أهالى الحارة، ورسم الشخصيات بما يحقق لها المصداقية، كما وضع أولى لبنات المذهب الواقعى فى السينما، ذلك المذهب الذى طوره من بعده المخرج الراحل صلاح أبوسيف وبرع فيه، خاصة أن «أبوسيف» عمل مساعد مخرج لكمال سليم فى فيلم «العزيمة»، بما يعنى أنه تشرب الاتجاه جيداً، قبل أن يمارسه بنفسه. فى «العزيمة» ينقل كمال سليم صورة لمصر فى أوائل الحرب العالمية الثانية، مجتمع الباشوات والبهوات، والموظفين والطلبة والحارة الشعبية، يلقى الضوء على مشكلة البطالة التى كانت سائدة فى ذلك الوقت، ويدعمها بمانشيتات الصحف السيارة وقتها، من نوعية «500 من حملة الشهادات العليا يتقدمون لوظيفة محصل بأربعة جنيهات»، و«يطلق الرصاص على زوجته وولده ثم ينتحر يأساً من إيجاد عمل»، وهى مانشيتات ليست بعيدة تماماً عما يجرى فى مصر بعد أكثر من سبعين عاماً، بما يعنى أن الأوضاع لم تتغير، وإن كانت قد ساءت عن ذى قبل. على أن النقاد يأخذون على الممثلين المشاركين فى الفيلم أداءهم المسرحى الزاعق الذى لا يتناسب مع جو السينما، وهو انتقاد مقبول إلى حد كبير، خاصة عندما نعلم أن جميع من شاركوا فى الفيلم كانوا نجوماً للمسرح وقتها، كالفنانة فاطمة رشدى وحسين صدقى وأنور وجدى ومارى منيب، وزكى رستم وعبدالعزيز خليل والراقصة حكمت فهمى، التى اشتهرت فيما بعد بدورها فى قضية الجاسوسية المعروفة باسم قضية «إبلر وساندى» نسبة إلى الجاسوسين الألمانيين اللذين عملا فى مصر، وهى القضية التى تورط فيها الرئيس الراحل أنور السادات فى فترة الأربعينات، وكتب عنها فى مذكراته التى حملت عنوان «البحث عن الذات»، هذا قبل أن تتناولها الفنانة نادية الجندى فى واحد من أفلامها منحته اسم «حكمت فهمى».