عشرة أيام من الرعب عاشها رجل الأعمال السعودي حسن علي السند داخل حجرة خشبية بمنطقة عميقة في وسط الجبل، بعد قيام مجموعة من اللصوص الأشرار باختطافه وسائقه الخاص لطلب فدية ، وسرد رجل الأعمال تفاصيل رحلة محفوفة بالخوف، ولم يكن له سبيل سوي التضرع إلي الله بالدعاء لفك أسره وأن يخرج إلي النور ويترك تلك الحفرة المظلمة التي ذاق فيها التعب والهوان. وروي رجل الأعمال أنه يمتلك مصنعا للعصائر، ومزارع للفاكهة بالكيلو 76 بطريق القاهرة - الإسماعيلة الصحراوي، وكان يتوجه للمصنع بشكل يومي لمباشرة أعماله إلا أنه يوم 26 ابريل الماضي وأثناء خروجه من مصنعه بمنطقة وادي الملاك بمركز التل الكبير فوجئ بمجموعة مسلحين قاموا باختطافه تحت تهديد الأسلحة النارية أعلي كوبري يصل إلي مدينة العاشر من رمضان واتجهوا به وهو مستقل سيارته ومعه سائقه الخاص إلي منطقة جبلية، بعد أن قاموا بتعصيب عينيه حتي لايري الطريق، ثم ساروا به لمسافات طويلة داخل طرق وعرة بالجبال، وكانوا يتحدثون بلهجة الأعراب حتي استقر بهم الحال في باطن الجبال ووضعوه داخل حجرة خشبية لا تزيد مساحتها علي 4 أمتار، ثم طلبوا منه الاتصال بأسرته لدفع 5 ملايين جنيه فدية، وكانوا يجلبون له الأطعمة والعصائر بشكل يومي وبعد أيام قاموا بنقله إلي مكان آخر مستقلين سيارة دفع رباعي، ووضعوه داخل حجرة مظلمة ولم يقم بها سوي يوم واحد وبعد أن شعروا أن الأجهزة الأمنية تلاحقهم، قاموا بتركه بالقرب من أحد الطرق الصحراوية التي تصل الإسماعيليةبالسويس. وأضاف أنه يعاني من بعض الأمراض إضافة إلي الحالة النفسية التي لحقت به من جراء الأيام العشرة التي قضاها في باطن الجبل، إلا أنه أكد للأجهزة الأمنية أنه يحمد الله علي نعمة سلامته وتخليصه من أيدي اللصوص، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها بإشراف اللواء السيد جاد الحق مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام لضبط المتهمين بعد أن تم تحديد مكانهم. وأكدت الأجهزة الأمنية أنها قامت بتضييق الخناق علي المتهمين لمدة 10 أيام وحاصرت المنطقة الجبلية، وكان كل هدفها هو تحرير رجل الأعمال من قبضة اللصوص حتي يعود سليما لأسرته، وبعد ذلك يتم القبض علي المتهمين ، وأنها بالفعل نجحت في تحديد أماكنهم وأنها في سباق مع الزمن للقبض عليهم خلال الساعات القليلة القادمة. وبدوره قدم السفير أحمد القطان سفير المملكة العربية السعودية الشكر لأجهزة الأمن المصري لقيامهم بعملهم الدءوب لإعادة رجل الأعمال السعودي إلي أسرته. وأكد اللواء علي العزازي مدير أمن الأسماعيلية في تصريحات خاصة «للأهرام« أن الفريق الأمني والذي ضم نحو 20 ضابطا يعمل بكامل قوته وبصورة أكبر من ذي قبل لسرعة القبض علي جميع الجناة بعد تحرير رجل الأعمال المختطف، وأن هناك معلومات ستقود الي القبض علي الجناة خلال أيام بعد أن توافرت لدي أجهزة الأمن معلومات عنهم. وأضاف أنه لايمكن الجزم بقيام أسرة رجل الأعمال بدفع فدية مقابل اطلاق سراحه لأن هذه الأمور عادة ما تتم بعيدا عن أعين أجهزة الأمن وبالاتفاق بين الخاطفين واسرة المجني عليهم ، لافتا الي ان الأمن تعامل بحذر شديد مع الواقعة حرصا علي سلامة رجل الأعمال السعودي وحتي لايتعرض الي أي مكروه في مواجهات محتملة مع الجناة. وأضاف ان التضييق علي الجناة الخاطفين من جميع الاتجاهات هو الذي أجبرهم علي ترك رجل الأعمال في أحد الطرق الفرعية بطريق الاسماعيليةالسويس وأن الموضوع يحظي باهتمام كبير من قبل أجهزة وزارة الداخلية.