المنظمة الدولية للهجرة من المنظمات التى تردد اسمها كثيرا خلال السنوات الماضية نتيجة موجات الهجرة التى تجتاح مناطق كثيرة من العالم إما نتيجة البحث عن عمل أو بسبب الحروب والصراعات فى العديد من الدول. «الأهرام» حاور عمرو طه مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة فى مصر وناقش معه دور المنظمة الدولية وأهدافها ومهامها فى مصر وتعاونها مع الجهات المختلفة المعنية بملف الهجرة. فى البداية الكثيرون لا يعلمون دور المنظمة الدولية للهجرة فكيف تعمل على المستوى الدولي؟ من المعروف أن أعداد المواطنين الذين يتنقلون حول العالم حاليا تعتبر أكثر بكثير من أيّ وقت مضى حيث تصل أعدادهم الآن إلى نحو مليار شخص ويمثل هذا الرقم نحو سُبْع تعداد سكّان العالم.ونتيجة لهذا الحراك البشريّ واسع النّطاق تواصل المنظمة الدولية للهجرة نموها حيث وصل عدد الدّول الأعضاء فيها إلى 162 دولة مع وجود تسعة بلدانٍ أخرى تشغل صفة مُراقب، وكذلك الحال بالنّسبة للعديد من المنظمات الدولية وغير الحكوميّة وماذا عن مكتب المنظمة الدولية للهجرة فى مصر؟ الهدف الاستراتيجى العام لمكتب المنظمة الدولية للهجرة فى مصر هو دعم الحكومة المصرية والجهات الفاعلة المعنيَّة، فى إدارة الهجرة لتحقيق الاستفادة القصوى مع تقليص التكاليف المحتملة والتى قد يتكبدها المهاجرون والمجتمع على حدٍّ سواء. وذلك يتضمن دعم المنظمة الدولية للهجرة للحكومة لتنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة - مصر 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وعلى الصعيد الإقليمي، دعمت المنظمة الدولية للهجرة الحكومة المصرية فى الحوار السياسى والانخراط العملى مع الدول المجاورة للقضاء على استغلال المهاجرين، ومنع الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين ونحن نفتخر بعلاقات العمل الممتازة مع الوزارات ذات الصلة بالهجرة، فضلا عن شركاء الأممالمتحدة والجهات الفاعلة الوطنية الأخري. * ظاهرة الهجرة غير النظامية فى زيادة مستمرة فى الآونة الأخيرة. كيف تفسر هذه الزيادة من وجهة نظرك؟ مصر بلد عبور نظرا لموقعها الجغرافي. العديد من المهاجرين غير النظاميين يعبرون البحر المتوسط هرباً من اليأس بسبب نقص الفرص والدافع عادةً وراء الهجرة غالباً ما يكون نتيجة للاختلالات فى النمو الاقتصادى والعرض والطلب على اليد العاملة، وتدفع زيادة الرقابة على الحدود من دون تقديم بديل إيجابى المزيد من المهاجرين للهجرة غير النظامية معرضين حياتهم للخطر ودافعين بالمزيد من الأرباح فى أيدى المهربين. كيف تتغير أرقام المهاجرين المصريين؟ شهد الربع الأول من 2015 وصول 18 مصريا فقط بشكل غير نظامى إلى إيطاليا وشهدت نفس الفترة من عام 2016 وصول 80 مهاجرا مصريا بشكل غير نظامى أى بزيادة قدرها 344%، من بينهم 34 طفلاً مهاجراً غير مصحوب وهذه الزيادة توحى بأرقام أعلى من ذلك بكثير على مدار السنة. وتلاحظ المنظمة الدولية للهجرة تغيرات موسمية فى عدد المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون إيطاليا عن طريق البحر، وعادة ما يسجل الربع الثالث من العام أعلى نسب. أما بالنسبة لليونان، فالربع الأول من 2015 لم ير وصولا ملحوظا لمصريين (حالة واحدة فقط)؛ مقارنةً بنفس الفترة من عام 2016 حيث أفادت السلطات اليونانية عن وصول 250 مهاجرا مصريا.وفقا لهذا الاتجاه، تتوقع المنظمة الدولية للهجرة زيادة فى عدد المهاجرين المصريين غير النظاميين فى هذا العام مقارنة بالعام السابق. ومما يثير القلق بشكل خاص هو هجرة الأطفال غير النظامية والتى ليس لها مثيل، فأكثر من 20% من المهاجرين الذين يصلون أوروبا هم من الأطفال. فمصر نفسها بلد منشأ للأطفال المهاجرين غير المصحوبين الراغبين فى الوصول إلى أوروبا، فضلا عن كونها بلد مقصد للأطفال الأجانب المهاجرين غير المصحوبين أو الذين انفصلوا عن والديهم. كيف ترى تغير أعداد الأطفال المصريين المهاجرين بشكل غير نظامى؟ وفقاً لتقارير وزارة الداخلية الإيطالية، أعداد الأطفال المهاجرين غير المصحوبين المصريين الذين يصلون إيطاليا فى زيادة ملحوظة. فى عام 2015، حسبما ذكرت وزارة الداخلية أن 12.346من الأطفال المهاجرين غير المصحوبين وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية، الغالبية العظمى منهم من الإريتريين (3092) والمصريين (1711)، والجامبيين (1303)، والصوماليين (1296)، والنيجيريين (1022). وعلى الرغم من أن مصر ليست أعلى بلد مرسلة للأطفال المهاجرين غير المصحوبين فى الأعداد المطلقة، يمثل الأطفال المهاجرون غير المصحوبين المصريون أكثر من 65% من مجموع المهاجرين المصريين غير النظاميين وهى أعلى نسبة بين جميع الجنسيات. وكيف يمكن حماية الأطفال المصريين المهاجرين؟ فى سياق الهجرة غير النظامية من قبل الأطفال المصريين المهاجرين غير المصحوبين، لدى الدول الأطراف التزامات قانونية تتطلب إنشاء آليات لتحديد وإجراء تقييم أولى للأطفال غير المصحوبين، وتعيين وصى وممثل قانوني، وتوفير الرعاية والإقامة كبديل للحرمان من الحرية، والحصول على الخدمات الأساسية وإجراءات اللجوء، وتطوير الإطار المؤسسى لتوفير حلول دائمة وفى ضوء ذلك تعمل المنظمة الدولية للهجرة مع وزارة الخارجية المصرية والمجلس القومى للطفولة والأمومة بشكل وثيق لضمان العودة السريعة والآمنة للأطفال المصريين الذين يريدون العودة الى الوطن. كذلك تعمل المنظمة مع الحكومة لتقديم الدعم لإعادة إدماج الطفل وأسرته فى محاولة لتحسين فرصه فى مجتمعه. وتناقش حاليا المنظمة الدولية للهجرة إنشاء آلية إحالة وطنية بالتعاون مع الحكومة المصرية. وتوضح آلية الإحالة الوطنية الخطوط العريضة فى مراحل المساعدة لتوفير الحماية وتحديد مقدمى الخدمات للاستجابة للاحتياجات المحددة للطفل فى كل مرحلة وتتضمن الآلية العديد من العناصر منها المقابلة الأولية مع الأطفال المعرضين للخطر وتحديد مصلحة الطفل المثلى والإحالة لتلقى الخدمات ومعالجة الاحتياجات العاجلة ومعالجة الاحتياجات المتوسطة والطويلة المدى والعودة وإعادة الإدماج. ما الهدف الأساسى لآلية الإحالة الوطنية؟ إن احتياجات الأطفال تتطلب تدخلات من قبل مقدمى خدمات مختلفين، وتمكن آلية الإحالة الوطنية الجهات الفاعلة الوطنية من التعاون وتنشئ إجراءات ونظما بهدف الاستجابة بفعالية لاحتياجات الحماية للأطفال المعرضين للخطر. كما أنها أيضاً تضمن أن المسئولين الذين يتعاملون مباشرة مع الأطفال قادرون وملتزمون بتفعيل الإطار القانونى الوطنى وأفضل الممارسات الدولية التى تضمن أن يتم تحقيق مصلحة الطفل على وجه السرعة.