هذا كنز من المعلومات والحكايات والروايات التي جمعها الدكتور عمرو عبد السميع في كتاب شيق تحت عنوان «بعض من ذكريات» يسجل فيه خلاصة لقاءات مع كتاب وأدباء وفنانين وسياسيين كشفوا له عن كثير من الأسرار والخبايا الشخصية. ويدهشك أن يتمكن عمرو عبد السميع من بناء هذه الشبكة الواسعة من العلاقات والاتصالات مع هذا الكم الهائل من المشاهير ونجوم المجتمع والتي يصعب إيجاد خيط رفيع يربط بينها سوي مهارة الصحفي المدقق الباحث عن الحقيقة ليس بمنطق الاستجواب وإنما بروح المودة التي يملك أدواتها وراثة عن الأب الذي كان يصافح المصريين صباح كل يوم بابتسامة ساخرة من خلال رسومه الكاريكاتورية بتوقيع عبد السميع وهي رسوم كان جيلي كله يتعامل معها ومع رسومات المبدعين الآخرين مثل رخا وطوغان وبهجت وحاكم وجاهين باعتبارها مقالات سياسية واجتماعية شديدة السخونة! ولأن حيز المقال لا يتسع لإيجاز ما يزيد عن 400 صفحة من القطع المتوسط فإنني سوف أكتفي بملخص اللقاء الأخير بين مؤلف الكتاب والراحل العظيم الأستاذ أحمد بهاء الدين: «كان آخر ما جمعني بالأستاذ بهاء مكالمة تليفون إذ اتصل بي ووجدت صوته متعبا وحزينا فلما سألته عما به أجابني أن «الأهرام» رفضت نشر إعلان من صفحة كاملة تقدم به وبتمويل عربي ضد هجرة اليهود السوفيت إلي فلسطين وكان ما آلمه أيضا - امتناع بعض كبار المثقفين من أصدقائه عن التوقيع علي بيان كتبه حول القضية ومنهم كاتب صحفي كبير وأديب عالمي وممثلة من أصدق صديقاته... ويومها عند العصر أصيب الأستاذ بهاء بالجلطة التي غيبته عنا لسنوات أمضي جزءا منها في بيته الساحلي في العجمي وقد دعاني زياد بهاء أن أراه لكنني لم أقو علي مواجهة تلك اللحظة فاعتذرت محتفظا للرجل في ذاكرتي بصورته التي عرفته عليها لسنوات». وكثير وكثير من الروايات والحكايات مع محمد حسنين هيكل وصلاح جاهين وفاروق حسني وفاتن حمامة وسعاد حسني وعادل إمام ... إلخ. الكتاب رحلة ممتعة مع عمالقة في زمن جميل يستحق أن نستعيد بعض أنسامه الرطبة! خير الكلام: أفاضل الناس لهذا الزمان.. يخلو من الهم أخلاهم من الفتن! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله