الأنبا إكليمندس يشارك في ندوة مرور 60 عامًا على وثيقة "نوسترا إيتاتي"    خبير اقتصادي يكشف توقعات أسعار الذهب في 2026    مواجهات عنيفة بين فلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيم العروب بالضفة    نائبة أوكرانية: مقترحات السلام الحالية غير واقعية وروسيا تسعى للسيطرة    جيش الاحتلال الإسرائيلي يصيب فلسطينيين اثنين بالرصاص شمال القدس    إسرائيل ترد على طلب ترامب بالعفو عن نتنياهو: الديمقراطية فوق كل اعتبار    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 9 مسلحين في عمليتين استخباراتيتين بولاية خيبر باختونخوا    انطلاق مباراة ليفربول وليدز يونايتد.. محمد صلاح بديلا    قرار قضائى جديد فى محاكمة المتهمين ب "رشوة مصلحة الضرائب"    السجن 3 سنوات لشاب بتهمة سرقة أسلاك كهربائية من مقابر بقنا    بحضور قيادات المحافظة.. إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتين ببني سويف صور    أصالة تحسم الجدل حول انفصالها عن زوجها فائق حسن    سكرتير عام الجيزة يتابع جهود رفع الإشغالات وكفاءة النظاقة من داخل مركز السيطرة    كين يقود بايرن لاكتساح شتوتجارت في الدوري الألماني    سقوط إمبراطورية المال السياسي تحت فرمان الرئيس السيسي    ب 10 جنيهات، هشام الجخ يكشف بداياته من حفلات "الأندر جراوند" إلى القمة    خالد محمود يكتب: أفضل أفلام 2025    محافظ الأقصر والسفيرة الأمريكية يفتتحان «الركن الأمريكي» بمكتبة مصر العامة    صحة المنوفية تتفقد 3 مستشفيات بمنوف لضمان انضباط الخدمة الطبية    اسكواش – تأهل عسل ويوسف ونور لنهائي بطولة هونج كونج المفتوحة    عمر مرموش يشارك فى مباراة مان سيتي ضد سندرلاند قبل 20 دقيقة من النهاية    بدء فرز الأصوات على جدول أعمال عمومية المحامين لزيادة المعاشات    الفريق أحمد خليفة يلتقى رئيس أركان القوات المسلحة القطرية    بيطري الشرقية: استدعاء لجنة من إدارة المحميات الطبيعية بأسوان لاستخراج تماسيح قرية الزوامل    الإعدام لمتهم والمؤبد ل2 آخرين بقضية جبهة النصرة الثانية    هيئة الكتاب تهدي 1000 نسخة من إصداراتها لقصر ثقافة العريش دعمًا للثقافة في شمال سيناء    لليوم السادس التموين تواصل صرف مقررات ديسمبر حتى 8 مساء    عمرو عابد يكشف سر عدم تعاونه مع أبطال «أوقات فراغ»    "الشرع": سوريا تعيش حاليًا في أفضل ظروفها منذ سنوات.. وإسرائيل تصدّر الأزمات إلى الدول الأخرى    نظام «ACI».. آلية متطورة تُسهل التجارة ولا تُطبق على الطرود البريدية أقل من 50 كجم    إطلاق الشهادة المرورية الإلكترونية رسميًا.. خطوة جديدة نحو «مرور بلا أوراق»    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    هذا هو موعد عرض فيلم الملحد في دور العرض السينمائي    ضبط عاطل اعتدى على شقيقته بالمرج    الدوري الإنجليزي.. موقف مرموش من تشكيل السيتي أمام سندرلاند    لماذا يزداد جفاف العين في الشتاء؟ ونصائح للتعامل معه    مواعيد مباريات دوري كرة السلة على الكراسي المتحركة    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    احذر.. الإفراط في فيتامين C قد يصيبك بحصى الكلى    المرحلة النهائية للمبادرة الرئاسية «تحالف وتنمية»: قبول مبدئي ل9 تحالفات استعدادًا لتوقيع البروتوكولات التنفيذية    15 ديسمبر.. آخر موعد للتقدم لمسابقة "فنون ضد العنف" بجامعة بنها    الشرع: إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من ألف غارة ونفذت 400 توغل في أراضيها    وزير الصحة يشهد انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها ال32    الإعلان التشويقى لفيلم "القصص" قبل عرضه فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى    فيلم السلم والثعبان.. لعب عيال يحصد 65 مليون جنيه خلال 24 يوم عرض    الزراعة توزع أكثر من 400 "فراطة ذرة" مُعاد تأهيلها كمنح لصغار المزارعين    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    حارس بتروجت: تتويج بيراميدز بإفريقيا "مفاجأة كبيرة".. ودوري الموسم الحالي "الأقوى" تاريخيا    وزير الأوقاف يعلن عن أسماء 72 دولة مشاركة في مسابقة القرآن الكريم    تحليل فيروسات B وC وHIV لمتعاطي المخدرات بالحقن ضمن خدمات علاج الإدمان المجانية في السويس    السيسي: سنعمل على تذليل أي عقبات لضمان نجاح مشروع المدارس اليابانية بمصر    السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس    اندلاع حريق ضخم يلتهم محتويات مصنع مراتب بقرية العزيزية في البدرشين    وزير الأوقاف: مصر قبلة التلاوة والمسابقة العالمية للقرآن تعكس ريادتها الدولية    فليك يعلن قائمة برشلونة لمباراة ريال بيتيس في الليجا    الصحة: فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف الأنيميا والسمنة والتقزم    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواجه الإمارات اليوم بحثا عن الانتصار الأول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر والسعودية.. تاريخ من الحوار حول الحدود البحرية
خطابا الفيصل إلي عصمت عبد المجيد في سبتمبر1988 وأغسطس1989
نشر في الأهرام اليومي يوم 15 - 04 - 2016


1 -
معالي الأخ الدكتور/ أحمد عصمت عبد المجيد
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بجمهورية مصر العربية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسرني أن أبعث لمعاليكم بهذه الرسالة وأستهلها بتقديم خالص تحياتي وأطيب تمنياتي لكم بموفور الصحة والعافية ودوام التوفيق..
وإنها لفرصة طيبة أن أكتب لمعاليكم بعد زيارة فخامة الرئيس حسني مبارك لبلده الشقيق المملكة العربية السعودية وزيارة صاحب السمو الملكي ولي عهد المملكة العربية السعودية لجمهورية مصر الشقيقة الأمر الذي أكد عمق العلاقات القائمة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين, تلك العلاقات التي تحكمها علي الدوام مباديء الوئام والاحترام المتبادل والحرص المشترك علي صيانة المصالح العليا للأمة العربية والاسلامية وهي علاقات ترسخت علي مر العهود واتسمت بما تميزت به نتيجة الايمان الراسخ بوحدة الهدف والمصير المشترك.
وأود ابتداء أن أؤكد لمعاليكم حرص حكومة المملكة العربية السعودية الدائم علي القيام بكل ما من شأنه تدعيم علاقات بلدينا وخدمة مصالحهما والدفاع عن حقوقهما, واتخاذ جميع المواقف بعيدة النظر التي لا تكرس المصلحة الخاصة الضيقة بقدر تكريسها لأهداف بعيدة المدي تصب نتائجها دائما في وعاء المصلحة العربية المشتركة وخدمة أهدافها. كما أنني علي يقين راسخ بأن حكومة جمهورية مصر العربية تسعي أيضا في تعاملها ومواقفها إلي تحقيق الشيء ذاته انطلاقا من وحدة الهدف والمصير المشترك اللذين يربطان بين بلدينا الشقيقين.
ومن هذه المنطلقات ورغبة في ايجاد الحلول المناسبة لأي أمور معلقة بين بلدينا أود أن أتطرق إلي موضوع جزيرتي صنافير وتيران التابعتين للمملكة العربية السعودية والواقعتين عند مدخل خليج العقبة حيث يعلم معاليكم أنه نتيجة للاتصالات التي جرت بين مسئولي البلدين عام1369 ه الموافق1950 م ورغبة من حكومتي البلدين في تعزيز الموقف العسكري العربي في مواجهة الكيان الصهيوني, ونظرا لموقعهما الاستراتيجي في مدخل خليج العقبة فقد وافقت حكومة المملكة العربية السعودية علي أن تكونا تحت الإدارة المصرية حينذاك لتقوية الدفاعات العسكرية المصرية في سيناء ومدخل خليج العقبة لاسيما بعد أن احتلت العصابات الصهيونية ميناء أم رشراش) إيلات( في9 مارس1949 م الأمر الذي خلف وجودا فعليا لإسرائيل في منطقة خليج العقبة وفي الوقت الذي بدأت جمهورية مصر العربية الشقيقة تستعيد الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام1962 م تلقي الملك خالد يرحمه الله رسالة من الرئيس السوداني السابق جعفر محمد نميري في عام1402 ه تتضمن رجاء فخامة الرئيس محمد حسني مبارك بعدم إثارة موضوع الجزيرتين حتي يتم الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المصرية ويبقي أمرهما مسألة عربية فيما بين المملكة وجمهورية مصر العربية.
وإنني علي يقين أن العلاقات الطيبة القائمة بين البلدين الشقيقين والتي تحرص حكومتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وأخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك علي تطويرها وتنميتها بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين سوف تهيء فرصة طيبة لحكومة جمهورية مصر العربية الشقيقة بإعادة الجزيرتين المذكورتين إلي المملكة العربية السعودية.
مؤكدا أن هذا الطلب لا يرمي إلا إلي تعزيز نهج التعاون المعهود بين بلدينا الشقيقين ومسعاهما الدائم للحفاظ علي الأمن والاستقرار في منطقتنا وتحقيق مزيد من المنعة والعزة لأمتنا العربية والإسلامية. وكل ما فيه المصلحة المشتركة للبلدين الشقيقين.
وإني لعلي ثقة تامة أن هذا الأمر سوف ينال من معاليكم ومن حكومة جمهورية مصر العربية كل الاهتمام... كما أن أي نظرة خاصة لهاتين الجزيرتين السعوديتين من جانب حكومة جمهورية مصر العربية وإلي أن تحتاج المملكة لهما سينال من جانب حكومة المملكة العربية السعودية ما هو جدير به من اهتمام وسننظر فيه بكل تبصر في الأمور.
والله أسأل أن يوفقنا جميعا لما فيه خير أمتنا وعزتها وبما يحقق مصالحها العليا.
وتفضلوا معاليكم بقبول وافر تقديري وامتناني.
...........
سعود الفيصل
وزير خارجية المملكة العربية السعودية
الموافق1988/9/14 م
******************************************************
2
معالي الأخ الدكتور/ أحمد عصمت عبد المجيد
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بجمهورية مصر العربية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إنه لمن دواعي سروري أن أبعث لمعاليكم بخطابي هذا مستهلا إياه بخالص التحيات وأطيب التمنيات لكم بموفور الصحة والعافية ودوام التوفيق, وإنها لفرصة طيبة أن أكتب لمعاليكم في أعقاب زيارة خادم الحرمين الشريفين لبلده الشقيق جمهورية مصر العربية, وما حفلت به هذه الزيارة من مظاهر عظيمة تدل علي عمق الروابط والصلات بين بلدينا وشعبينا الشقيقين بما يؤكد من جديد خصوصية العلاقات التي تجمع بين البلدين علي نحو يدفعها لآفاق أوسع وميادين أرحب من التعاون البناء بما يخدم أهدافنا وغاياتنا المشتركة.
وأود أن أشير إلي الاتصالات التي جرت بيني وبين معاليكم وآخرها اجتماعي بكم في نيويورك بتاريخ1409/2/16 ه والذي تطرق إلي بحث موضوع جزيرتي صنافير وتيران التابعتين للمملكة العربية السعودية حين أبديتم عدم وجود أي اعتراض أو تحفظ لديكم فيما يخص سيادة المملكة علي هاتين الجزيرتين سوي ما قد يتعارض مع التزامات مصر الإقليمية والدولية التي تقتضي بعدم تواجد أية قوات عسكرية بهما.
وهنا أود أن أبدي لمعاليكم أن حكومة المملكة العربية السعودية لا تنوي خلق ظروف قد تؤثر علي النهج الذي رسمته مصر الشقيقة لسياستها الخارجية, وكل ما في الأمر هو عودة الجزيرتين بعد أن انتهت أسباب الإعارة.
وكما سبق وأشرت في كتابي السابق لمعاليكم بتاريخ1409/2/3 ه في هذا الصدد فإن أي نظرة خاصة لهاتين الجزيرتين السعوديتين من جانب حكومة جمهورية مصر العربية تفرضها طبيعة وضع معين يستدعي أن يبقيا تحت إدارة جمهورية مصر العربية وإلي أن تحتاج المملكة لها سينال من جانب حكومة المملكة العربية السعودية ما هو جدير به من اهتمام وسننظر فيه بكل تبصر في الأمور.
لذا فإذا وافق معاليكم فإنني أود اعتبار خطابي هذا وجواب معاليكم علي ما ورد به يشكل اتفاقا بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية في هذا الشأن.
والله أسأل أن يوفقنا لما فيه خير أمتنا وعزتها, وأن يعيننا علي تحقيق ما نصبو إليه من قوة ومنعة.
وتفضلوا معاليكم بقبول تحياتي ووافر تقديري
سعود الفيصل
وزير خارجية المملكة العربية السعودية
1409/12/29ه
**********************************************
عبد المجيد يطلب تفويض الحكومة للرد علي خطاب الفيصل
اجتماع مجلس الوزراء1990/3/4
مسألة جزيرتي تيران وصنافير
أولا:
1 تلقيت خلال العام ونصف الأخيرين خطابين من الأمير سعود الفيصل يتناول فيهما مسألة طلب إقرار مصر بسيادة السعودية علي جزيرتي تيران وصنافير, السابق لمصر احتلالهما في عام1950 بمباركة من السعودية في أثناء المواجهة مع إسرائيل.
2 تحدثت الرسالتان أيضا عن:
أ إن أي نظرة خاصة لهاتين الجزيرتين السعوديتين من جانب حكومة مصر تفرضها طبيعة وضع معين يستدعي أن تبقيا تحت إدارة مصر وإلي أن تحتاج المملكة لهما سينال من جانب حكومة المملكة ما هو جدير به من اهتمام وستنظرون فيه بكل تبصر في الأمور.
ب إن حكومة السعودية لا تنوي خلق ظروف قد تؤثر علي النهج الذي رسمته مصر الشقيقة لسياستها الخارجية.
3 وكان الأمير سعود الفيصل قد أثار هذه المسألة معي في نيويورك في سبتمبر1988 علي هامش أعمال دورة الجمعية العامة, وقد علقت عندئذ, بأننا لا نعترض علي سيادة المملكة علي هاتين الجزيرتين سوي ما قد يتعارض مع التزامات مصر الإقليمية والدولية التي تقتضي عدم وجود أية قوات عسكرية بهما.
4 وأود في هذا السياق أن أشرح لحضراتكم الآتي:
أ إن جزيرتي تيران وصنافير تدخلان في المنطقة( ج) من بروتوكول تنفيذ اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية والتي تنص علي عدم تواجد أية قوات عسكرية بالجزيرتين, وحيث تتولي الشرطة المدنية المصرية المجهزة بزوارق خفيفة مسلحة تسليحا خفيفا مهامها داخل المياه الإقليمية للمنطقة, فضلا عن تمركز القوة متعددة الجنسيات في هذه المنطقة.
من هنا فإن للجزيرتين وضعا ذا حساسية خاصة وينبغي التزام السعودية به, وهو ما أكدته في حديثي المشار إليه مع الأمير سعود الفيصل.
ب وكنت قد كلفت أجهزة الوزارة بدراسة الجانب القانوني للمسألة, كما تشاورت مع الدكتور مفيد شهاب, حيث وصلنا إلي نتيجة مفادها:
إن مصر قامت باحتلال الجزيرتين في عام1950 لحمايتهما من إسرائيل وللسيطرة علي مدخل خليج العقبة.
إن الجزيرتين تتبعان فعلا المملكة السعودية, إذ إن من الأمور الثابتة تاريخيا أن السيادة كانت للسعودية, حتي قامت مصر باحتلالهما بمباركة من السعودية.
إن عدم ممارسة السعودية لمظاهر السيادة عليهما طوال الفترة الأخيرة لا ينال بأي حال من الأحوال من تبعيتهما للسعودية, إذ إن السيادة علي الإقليم لا تتأثر بإدارة دولة أخري له, ولم تتنازل السعودية لمصر عن السيادة علي الجزيرتين.
لم تحاول مصر في أي وقت أن تدعي السيادة علي هاتين الجزيرتين, وقد أكدت فقط أنها تتولي الدفاع عنهما.
أحالت المادة الثانية من معاهدة السلام مع إسرائيل بشأن تحديد الحدود إلي خريطة تقع الجزيرتان خارج إطار الإقليم المصري, وأن لهما لونا مختلفا عن لون الأراضي المصرية ويتفق مع اللون المستخدم بالنسبة للأراضي السعودية.
5 وأري أن هناك حاجة, في ضوء رغبتنا في تنمية العلاقات مع السعودية, ومع اقتراب موعد اللجنة المشتركة المصرية السعودية أن نرد علي جوابي سعود الفيصل بموقف إيجابي, خاصة وأن لنا رغبة أيضا في إقامة جسر يربط بين البلدين.
رجاء صدور قرار مجلس الوزراء بتفويضي بتوقيع الخطاب إلي الأمير سعود الفيصل ردا علي خطابيه.
عصمت عبد المجيد
1990/3/4

رد عصمت عبد المجيد علي سعود الفيصل
الصديق العزيز سمو الأمير سعود الفيصل
وزير خارجية المملكة العربية السعودية
تحية عربية خالصة وبعد,,
...........
يسرني أن أكتب إلي سموكم, بشأن رسالتيكم السابق إرسالهما إلينا في14 سبتمبر1988 وفي6 أغسطس1989 اللتين تضمنت أولاهما موقف المملكة العربية السعودية من جزيرتي تيران وصنافير في مدخل خليج العقبة, وحيث أشرتم سموكم إلي رغبة المملكة في استعادة الجزيرتين, وأن أي نظرة خاصة لهاتين الجزيرتين السعوديتين من جانب حكومة جمهورية مصر العربية, تفرضها طبيعة وضع معين يستدعي أن تبقيا تحت إدارة مصر وإلي أن تحتاج المملكة لهما سينال من جانب حكومة المملكة ما هو جدير به من اهتمام وستنظرون فيه بكل تبصر في الأمور.
وتضمنت رسالتكم الثانية إشارة إلي الحديث الذي دار بيننا في نيويورك بتاريخ سبتمبر1988 وحيث عبرت لكم عدم وجود اعتراض أو تحفظ لدينا في مصر فيما يخص سيادة المملكة علي هاتين الجزيرتين سوي ما قد يتعارض مع التزامات مصر الإقليمية والدولية التي تقتضي بعدم تواجد أية قوات عسكرية بهما.. ثم تأكيد سموكم في رسالتكم هذه أن حكومة المملكة السعودية لا تنوي خلق ظروف قد تؤثر علي النهج الذي رسمته مصر الشقيقة لسياستها الخارجية, فإنني أود أن أؤكد لسموكم العناصر الآتية:
1 أن حكومة جمهورية مصر العربية تقر بسيادة جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية, وأن مصر قامت في الحقيقة بالوجود فيهما في عام1950 من أجل حمايتهما وتوفير الأمن لهما, وأن ذلك قد تم بمباركة من المملكة العربية السعودية.
2 أن حكومة جمهورية مصر العربية في موقفها من الجزيرتين, تركز اهتمامها علي ضرورة مراعاة عدم الإخلال بالتزامات مصر الإقليمية والدولية طبقا للاتفاقيات الدولية التي أبرمتها بشأن إقرار السلام في المنطقة والتي تقضي بعدم تواجد أية قوات عسكرية بالجزيرتين وحيث تتولي الشرطة المدنية المصرية المجهزة بزوارق خفيفة مسلحة تسليحا خفيفا مهامها داخل المياه الإقليمية للمنطقة, فضلا عن تمركز القوة متعددة الجنسيات في هذه المنطقة.
3 أن جمهورية مصر العربية في ضوء الظروف المحيطة بالجزيرتين, تطلب من شقيقتها المملكة العربية السعودية أن يستمر بقاء الجزيرتين تحت الإدارة المصرية وذلك بصفة مؤقتة إلي حين استقرار الأوضاع في المنطقة.
الأخ الصديق
أود أن أؤكد لسموكم, إننا ننظر هنا في مصر إلي تدعيم علاقات بلدينا الشقيقين بكل الاهتمام, كما أننا نسعي إلي توفير كل السبل التي تكفل تحقيق دفعة قوية في هذا الاتجاه, وإني علي ثقة من أن المستقبل سيحمل لهذه العلاقات التاريخية بين الشعبين السعودي والمصري كل الخير, وسوف يبقي مصير الشعبين والبلدين مرتبطا برباط وثيق من الأخوة الوطيدة والاحترام المتبادل, والسعي الدءوب إلي خدمة مصالح الأمة العربية وعزتها.
وإني إذ أنتهز هذه الفرصة لكي أعبر لكم عن عظيم التقدير والاحترام, أتمني لكم موفور الصحة والسعادة, وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لما فيه خير أمتنا وتقدمها.
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام.
د. أحمد عصمت عبد المجيد
نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية
جمهورية مصر العربية
القاهرة في6 من شهر شعبان1410 ه الموافق3 مارس1990 م
**************************************************************
القرار الجمهوري بشأن خطوط الأساس
في الجريدة الرسمية
العدد3 في18 يناير سنة1990 م
قرار رئيس جمهورية مصر العربية
رقم27 لسنة1990
بشأن خطوط الأساس التي تقاس منها المناطق البحرية لجمهورية مصر العربية
............
رئيس الجمهورية
بعد الاطلاع علي الدستور;
وعلي المرسوم الصادر في15 يناير سنة1951 بشأن المياه الإقليمية لجمهورية مصر العربية والقرارات المعدلة له;
وعلي قرار رئيس الجمهورية رقم145 لسنة1983 بشأن الموافقة علي اتفاقية قانون البحار التي وقعت عليها مصر في منتيجوبي بجمايكا بتاريخ1982/12/10..
وبناء علي ما عرضه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية..
قرر:
المادة الأولي
يبدأ قياس المناطق البحرية الخاضعة لسيادة وولاية جمهورية مصر العربية بما فيها بحرها الإقليمي من خطوط الأساس المستقيمة التي تصل بين مجموعة النقاط المحددة بالإحداثيات الواردة في المادة الثانية.
المادة الثانية
الإحداثيات المشار إليها بالمادة الأولي وفقا للمسند الجيوديسي( مسقط ماركيتور) هي:
1 في البحر المتوسط وفقا للمرفق رقم1 الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من هذا القرار.
2 في البحر الأحمر وفقا للمرفق رقم2 الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من هذا القرار.
المادة الثالثة
تعلن قوائم الإحداثيات الواردة بالمادة الثانية من هذا القرار وفقا للقواعد المعمول بها في هذا الصدد, ويخطر بها الأمين العام للأمم المتحدة.
المادة الرابعة
ينشر هذا القرار في الجريدة الرسمية
صدر برئاسة الجمهورية في12 جمادي الآخرة سنة1410 ه9- يناير سنة1990 م
............
محمد حسني مبارك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.