في الوقت الذي كان بشار الأسد بصدد التخلي عن السلطة بعد انحصار سيطرته على اجزاء قليلة من الأراضي السورية وقلة مؤيديه بسوريا ذات الأغلبية السنية؛ دفعت أمريكا بالقوات الإيرانيةلمساعدة نظام بشار الأسد ودعمتها للقيام بهذا الغرض من خلال رفع الحصار والعقوبات الاقتصادية عنهاوموافقة الإدارة الأمريكية على استكمال إيران لمشروعها النووي و استثناء وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي اي ايه) كلا من ايران وحزب الله من قائمة الدول والتنظيمات "الإرهابية" التي تشكل مصدر الخطر على الولاياتالمتحدةالامريكية خلال عام 2015 ، بعد ان تربعتا عليها طوال السنوات الثلاثين الماضية (ايران) والعشرين الماضية (حزب الله) . ولكن لم تستطع إيران دعم النظام السوري وإنقاذه بالسرعة التي كانت تريدها أمريكا وكاد أن يسقط ولذا دخل الروس على الخط بعد موافقة أمريكا لإعادة التوازن للمعادلة السورية على أرض المعركة بين قواتنظام بشار الأسد وقوات المعارضة السورية التي كادت تطيح بنظام بشار الأسد وتسيطر على معظم الأراضي السورية. والدليل على أن قرار روسيا بالمشاركة في الحرب في سوريا بشن ضربات جوية؛ جاء بعد موافقة أمريكا : أولا : سماح الحكومة العراقية ( حليفة الولاياتالمتحدةالأمريكية ) بعبور الطائرات الروسية أجواءها وثانيا : موافقتها على افتتاح المخابرات الروسية مكتبا في المنطقة الخضراء في المبنى المقابل لمبنى وزارة الدفاع في قلب العاصمة العراقية لمحاربة ما اطلقت عليهم مسمى الإرهابيين في سوريا والعراق وهم بالطبع كل من يعارض نظام بشار الأسد . انسحاب بوتينجاء بعد استكمال مهمته في سوريا المكلف بها وهي إعادة توازن القوى بين قوات نظام بشار الأسد التي لم تكن تسيطر إلا على أجزاء قليلة من الأراضي السورية وقت دخول القوات الروسية سوريا وقوات المعارضة السورية التي كادت تطيح بنظام بشار الأسد . باختصار ، أمريكا لا تريد الإطاحة بنظام بشار الأسد كما يعتقد الكثيرون والدليل على ذلك دفعها ودعمها للإيرانيين لمساعدة نظام بشار الأسدوموافقتها على دخول القوات الروسية لإنقاذ نظام بشار الأسد من خلال سماح الحكومة العراقية "حليفة أمريكا " بعبور القوات الروسية اجواءها وافتتاح مكتبا للمخابرات الروسية في قلب العاصمة العراقية . لن يختلف الأمر كثيرا سواء تمت الإطاحة ببشار الأسد أم لا ؛ لسبب بسيط وهو أن الإبقاء على نظامه الدموي الطائفي ستحافظ عليه الإدارة الأمريكية والروسية على حد السواء في الحالتين، مع استمرار السيناريو المخطط له منذ مدة وهو الدفع بإيران لمزيد من التغولفي الأراضي العربية عن طريق إغواءها بتقوية نفوذها الشيعي في المنطقة العربية السنية؛ لتبقى نار الحرب مشتعلة وتمتد إلى كل الربوع العربية في إطار حرب سنية شيعية واسعة المدى قد لا تستثني أحدا في مقابل رواج اقتصادي لتجارة بيع الأسلحة الأمريكية والروسية وتقوية للكيان الصهيوني. أما تركيا ، فكانبوتين وراء إقامة فيدرالية كردية على الحدود السورية المتاخمة لها تهدد أمنها قبل انسحابه ورحبت واشنطن بدورها بها .... الشعوب العربية والإسلامية حلفاء وأصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم حتى بلغ التناحر والنزاع والصراع اشده في البلد الواحد في مقابل تفاهم وتعاون مشترك بين فرقاء وأعداء الأمس الأمريكان والروس [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي