أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للمرة الأولى الجمعة الماضية إمكانية إشراك قوات النظام السوري من أجل التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" ثم تراجع وأوضح في بيان لاحق باليوم نفسه أن هذا الأمر ليس ممكنا إلا في إطار انتقال سياسي. وأكد فابيوس " ان الرئيس بشار الأسد لا يمكن أن يمثل مستقبل شعبه ولكن لابد من تشكيل حكومة وحدة وطنية ليس بها الأسد" وجاءت تصريحات فابيوس بعد لقاء جمع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار سعيه لإقامة تحالف كبير لقتال داعش .
مكافحة داعش في سوريا لا يمكن ان تتحقق الا من خلال الاتجاه من الضربات الجوية والقصف الى العمليات البرية القتالية ومن الواضح أن فابيوس يريد مشاركة واتحاد جميع الجبهات : قوات الجيش السوري الحر المعارض وقوات المعارضة السورية السنية وقوات النظام السوري لمحاربة داعش وان لا يتدخل بقوات فرنسية برية على الأراضي السورية ويكتفي بالمشاركة الفرنسية في الضربات الجوية .
لا شك أن نظام بشار الأسد تسبب في مقتل 300 الف مواطن سوري بالبراميل المتفجرة والسفن الحربية والطائرات والمدفعية ولكن هناك العديد من الأسئلة التي تفرض نفسها في هذا الإطار :
أولا : "هل سيوافق بوتين على الإطاحة ببشار الأسد ورحيله من المشهد السياسي" ؟! ثانيا : هل من الممكن إقامة مصالحة بين جميع الجبهات في سوريا وان تحارب قوات النظام السوري جنبا إلى جنب مع المعارضة السنية والجيش السوري الحر المعارض ؟ ثالثا : هل الغرب بتدخلهم العسكري في سوريا يريدون ان تبقى الحرب مشتعلة بسوريا رواجا لبيع أسلحتهم للمتناحرين العرب وإضعافا للمنطقة العربية لإعادة تقسيم الغنائم بها ام انهم يبغون الاستقرار لسوريا للخلاص من مشكلة اللاجئين الذين يتدفقون على أوروبا ولوقف تمدد داعش الذي يستثمر ازمة السنة الذين يتعرضون إلى اضطهاد وقتل لضمهم إلى صفوفه وخاصة بعد أن بدأ تنظيم داعش بتخطي الدور المرسوم له بالقيام بعمليات إرهابية بفرنسا خارج الأراضي العربية ؟
اود من كل قلبي ان تتشكل حكومة وطنية بسوريا تضم جميع الفرقاء وان يعود السوريون لوطنهم قريبا وينعمون بنظام ديمقراطي يحد من الفساد والاضطهاد الديني بكل اشكاله ولكنني اشك ان يتحقق ذلك على يد الغرب .
كنت اتمنى ان لا يتدخل الغرب عسكريا وان لا تتدخل كذلك إيران بتقديم الدعم العسكري للأنظمة العربية وبخاصة الشيعية بسوريا والعراق وللحوثيين باليمن والشيعة المتمردين بالبحرين وان يتركون الحل والإصلاح السياسي ان يأتي من الداخل العربي وارى ان تدخل الغرب وإيران بالشئون السياسية العربية وبخاصة تدخلهم العسكري يزيد الأمور تعقيدا ويدفع بمزيد من الإرهاب من قبل الجهاديين الذين يرون في التدخل الغربي والإيراني بالأراضي العربية تهديدا للمسلمين وبخاصة السنة وتسويغا للجهاد ضد الغرب سواء داخل الأراضي العربية او خارجها كما حدث مؤخرا بفرنسا . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي