وصفت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ، الحرب التي يخوضها الجيش الروسي في سوريا ودوره في حماية المسيحيين في الشرق الأوسط الذين يتعرضون لحملة إبادة على حد قولها في المنطقة ، ب"الحرب المقدسة ؛ رسالة موجهة للشعب الروسي ، تعده لقبول فكرة ان ابناءه من الجنود الروس في حالة مقتل احدهم او البعض منهم بسوريا ؛ فإن ذلك سيعد خدمة للمسيحية وللمسيحيين بالشرق الأوسط ، كما زعم جورج بوش من قبل عند غزوه للعراق . ولكن الحقيقة أن كل حروب الغرب تسعى لسلب موارد الدول العربية بالشرق الأوسط وتقسيم غنائمها فيما بين الدول الغربية ولا يفرق الغرب وهو يضرب جوا وبرا دولة عربية بين بيت مسلم أو مسيحي جارا له . قرار روسيا بالمشاركة في الحرب بسوريا ، جاء بعد التفاوض مع إسرائيل ( المعروفة عالميا بالولاية 51 لأمريكا )؛ حيث اصطحب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو فى موسكو وفدا عسكريا كبيرا، وكان الملف السورى على طاولة مفاوضات الطرفين وجاء الأجتماع الثنائي عقب قرار القيادة الروسية بناء قاعدة جوية أمامية بحذاء ميناءى طرطوس واللاذقية وما يسمى بالإقليم العلوى وحسب وصف الصحافة الإسرائيلية فإن نتنياهو أراد أن يضمن لبلاده مساحة للتحرك الحر فى سماء سوريا ولبنان وألا تجازف الطائرات الإسرائيلية بالاحتكاك مع الطيران الحربى الروسى، فضلا عن الإبقاء على جنوبسوريا المتاخم لإسرائيل خاليا من أية قوة خارجية . كما جاء قرار روسيا بالمشاركة في الحرب في سوريا بشن ضربات جوية ، إضافةً إلى زيادة المشاركة العسكرية من جانب إيران ؛ بعد موافقة أمريكا وكذلك بعد موافقة الحكومة العراقية (حليفة الولاياتالمتحدةالأمريكية ) على مشاركة روسيا في الحرب بسوريا ، حيث سمحت الحكومة العراقية بعبور الطائرات الروسية أجواءها ؛ ووافقت على افتتاح المخابرات الروسية مكتبا في المنطقة الخضراء في المبنى المقابل لمبنى وزارة الدفاع في قلب العاصمة العراقية لمحاربة داعش وما اطلقت عليهم مسمى الإرهابيين في سورياوالعراق ... والسؤال الذي يفرض نفسه من هم الإرهابيين من وجهة نظر نظام بشار الأسد الذي قتل المعارضين له من شعبه بالبراميل المتفجرة وبالطيران والصواريخ والسفن الحربية والمدرعات (قتل بشار الأسد 300 ألف سوري واصاب مئات الآلوف من السوريين وشرد ملايين السوريين من شعبه ) ؟! ، ومن هم الإرهابيين من وجهة نظر حكومة نوري المالكي العراقية الشيعية التي اضطهدت العراقيين السنة في العشر سنوات الآخيرة ؟! هل المقصود بالإرهابيين" داعش ؟ ...علما بأن بداية تعارف أعضاء داعش البارزين طبقا لتقاريرهم وتصريحاتهم كانت في السجون الأمريكيةبالعراق وبعد خروجهم من تلك السجون ، قام النظام السوري بتسهيل دخولهم لسوريا من العراق وذلك بالطبع لإتخاذهم ذريعة لضرب المعارضين له من السنة ، اذا هل السنة السوريين والسنة العراقيين " المعارضين لحكم هذه الأنظمة الشيعية التي تضطهدهم هم الهدف الحقيقي المنشود ؟ الحرب لا تقتصر فقط على سورياوالعراق ولكن اكتشاف السلطات البحرينية مخزونا من الأسلحة والمتفجرات بدعم من إيرانبالبحرين وطرد السفير الإيراني من البحرين يؤكد امتداد أيادي الإيرانيين إلى الخليج من خلال استغلال اطماعهم من قبل الغرب ... ويتضح ذلك ايضا من تصريح العميد مرتضى قرباني الإيراني ، بأن ألفي صاروخ جاهزة لضرب السعودية إذا أصدر مرشد الثورة أوامره وأشار «قرباني»، إلى أن «الحكومة الإسلامية في إيران ببركة الخميني وببركة دماء وتضحيات الإيرانيين أصبحت صامدة»، مؤكدًا: أن «خطوط دفاع الثورة الإيرانية باتت اليوم في اليمن وسورياوالعراق ولبنان ، على أهبة الاستعداد لتطبيق أوامر المرشد الإيراني خامنئي، للتحرك في أي مكان لأنه هو من يقود هذه البلاد وثورتها !! بشار الأسد كان بصدد التخلي عن عناده وبطشه وقتله لمعارضيه من شعبه الذين يمثلون الأغلبية بسوريا وذلك لهروب جزء كبير من جنوده وضباطه ولقلة مؤيديه بسوريا ذات الأغلبية السنية ...ودخول الروس والغرب بوجه عام في المعادلة السورية أو في أى دولة عربية بزعم "محاربة الإرهاب وحماية الأقليات " سيدفع بمزيد من العنف من قبل الأفراد والجماعات الإسلامية التي سترى أنها تجاهد ضد العدوان الغربي و الروسي على المسلمين في سورياوالعراق واليمن وليبيا وغيرها من الدول العربية ودخول المنطقة العربية في صراع سني شيعي لا يعرف مداه ونهايته إلا الله . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي