دعت اليونان أمس الاتحاد الأوروبى إلى تقديم حزمة مساعدات إلى البلاد بقيمة 470 مليون يورو بسبب تفاقم أزمة المهاجرين لديها بعدما أغلقت مقدونيا الحدود المشتركة بين البلدين. وأعلنت حكومة أثينا توقعاتها بأن يصل عدد العالقين بها من المهاجرين خلال الأيام القليلة القادمة إلى 100 ألف شخص بعد الخطوة المقدونية،مما يستدعى مساعدة عاجلة وبهذا الحجم من الاتحاد الأوروبي. وذكرت محطة «إيه إن تي1» التليفزيونية اليونانية أن خطة الحكومة لمواجهة الأزمة تنص على إيواء نحو 50 ألف شخص فى مخيمات، واستقبال ال 50 ألفا الآخرين فى فنادق بسيطة. وتصاعدت أزمة المهاجرين فى أوروبا حتى وصلت إلى حد إطلاق الغازات المسيلة للدموع عليهم وإصابة 30 شخصا،معظمهم من الأطفال،على الحدود المقدونية منذ إعلان النمسا فى 19 فبراير الماضى فرضها حصصا تحد دخول المهاجرين إلى أراضيها، الأمر الذى أشعل حربا كلامية بين دول البلقان، التى تعد مقدونيا بوابتهم الرئيسية، وألمانيا لترك أثينا تغرق فى الفوضي.وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال برنامج تليفزيونى على شبكة «إيه آر دي»:»لأن النمسا حددت سقفا بدخول 80 مهاجرا يوميا وليس أكثر، وصلنا إلى الوضع الحالي..ليست هذه أوروبا التى أعرفها». فى المقابل، رفضت النمسا انتقادات برلينوأثينا.وصرحت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل ليتنر بأن فيينا لا تتلقى درسا من أحد، مذكرة بأن بلادها، بعد السويد،كانت الدولة التى استقبلت أكبر عدد من المهاجرين نسبة لعدد السكان ضمن دول الاتحاد الأوروبي.واتهمت ألمانيا بأنها هى التى بدأت فرز المهاجرين على الحدود النمساوية منذ ديسمبر الماضى لكن دون إعلان ذلك. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أن أزمة اللاجئين أزمة عالمية وليست قاصرة على منطقة أوروبا والشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الأردن ولبنان وتركيا هم أول من شعروا بوطأة أزمة اللاجئين السوريين. فى حين قال فرانك شتاينماير وزير الخارجية الألمانى إن الصور التى تصل من الحدود المقدونية - اليونانية صادمة ، وتدل على أنه لايمكن اتخاذ إجراءات قومية منفردة لمواجهة أزمة اللاجئين، مؤكدا ضرورة البحث الآن بمزيد من الطموح عن حلول أوروبية مشتركة. ومن المقرر عقد قمة طارئة فى بروكسل الإثنين المقبل لبحث أزمة اللاجئين بين الاتحاد الأوروبى وتركيا.