أكد ديمترى ميدفيديف رئيس وزراء روسيا أن موسكو لا تعتزم استمرار وجودها العسكرى فى سوريا لأجل غير مسمى، مشيرا إلى أن أى عملية برية فى سوريا ستقود إلى حرب شاملة وطويلة. وقال ميدفيديف فى تصريحات خاصة لمجلة «تايم» الأمريكية إنه «حالما ينتقل الصراع إلى نقطة العمليات البرية، يصبح لا نهاية له»، وأضاف أنه لا يرى أى داع لإخافة الجميع بعملية برية فى سوريا. وقال : «لا تخوفوا أحدا بالعملية البرية .. وموسكو لا تعتزم أن يستمر وجودها العسكرى فى سوريا لأجل غير مسمى». وردا على سؤال حول مستقبل العملية السياسية لحل الأزمة، قال ميدفيديف إنه «ما زالت لدينا دائرة من الناس يتعين علينا تحديدها أولا، وهى عقبة فى طريق المفاوضات». وأضاف أنه «فى حالة جلوس الرئيس السورى بشار الأسد وأولئك الذين يعارضونه لأسباب أيديولوجية إلى مائدة الحوار بوساطة دولية، ودون مشاركة متطرفين، ستظهر هناك فرصة التوصل إلى اتفاق حول المستقبل السياسى لسوريا». جاء هذا فى الوقت الذى اتهمت فيه روسياتركيا بمساعدة «جماعات تكفيرية جديدة ومرتزقة مسلحين» على التسلل إلى سوريا لتقديم العون لتنظيم «داعش» وغيره من الجماعات الإرهابية. وذكرت وزارة الخارجية الروسية فى بيان أن «موسكو تعرب عن بالغ قلقها من الأعمال العدائية التى تقوم بها السلطات التركية فيما يخص الدولة المجاورة». على جانب آخر، وفى مزيج من التصريحات التركية المتضاربة، نفى عصمت يلمظ وزير الدفاع التركى التقارير عن أن بعض الجنود الأتراك دخلوا سوريا فى مطلع الأسبوع، وقال إن أنقرة لا تفكر فى إرسال قوات إلى سوريا. وردا على استجواب برلمانى حول ما ورد فى خطاب بعثت به وزارة الخارجية السورية لمجلس الأمن الدولى بخصوص هذا الشأن، قال يلمظ : «ليس صحيحا .. وليس هناك تفكير فى دخول جنود أتراك سوريا». كما نفى يلمظ التقارير عن وصول طائرات سعودية إلى قاعدة إنجرليك التركية لقتال تنظيم داعش، وقال إن السعودية اتخذت بالفعل قرارا بإرسال أربع طائرات من طراز «إف 16» ستصل قريبا، لكنها لم تصل بعد. كانت السعودية قد أكدت فى ساعة متأخرة من مساء - السبت - أنها أرسلت طائرات إلى قاعدة إنجرليك الجوية فى تركيا. جاء هذا فى الوقت الذى أكد فيه أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركى أن بلاده لن تسمح بسقوط بلدة أعزاز بشمال سوريا فى أيدى وحدات الشعب الكردية وستواجه «رد الفعل الأقصى» إذا اقتربت مجددا. وطالب رئيس الوزراء التركى المقاتلين الأكراد فى سوريا بالانسحاب من مطار منغ الذى سيطروا عليه الأسبوع الماضى خلال تقدمهم نحو أعزاز، و«إلا سنجعله غير صالح للاستخدام»، بحسب تعبيره. فى غضون هذا، أعلنت هيئة أركان الجيش التركى فى بيان لها أن قوات الأمن استهدفت مواقع لمقاتلين أكراد فى سوريا لليوم الثالث على التوالى بعد هجوم على موقع أمنى حدودى صباح أمس، مما أسفر عن مقتل جندي. وذكر البيان أن الاشتباك وقع فى منطقة يايلاداجى بإقليم هاتاى على الحدود مع اللاذقية فى شمال غرب سوريا فى ساعة مبكرة من صباح أمس، عندما ضبطت دورية للجيش التركى مجموعة من الأشخاص وهم يتسلقون الجدار الفاصل بين البلدين. وفى ميونيخ، قالت فيديريكا موجيرينى مفوضة الاتحاد الأوروبى لشئون السياسة الخارجية والأمن، إنه يجب على تركيا أن تطبق اتفاق ميونيخ لخفض حدة التوتر فى سوريا.