بدأ جهاز الكسب غير المشروع تحقيقات سرية موسعة حول مصادر ثروات رجل الأعمال الهارب في إسبانيا حسين سالم وإقرارات الذمة المالية له,والتي كان قد تقدم بها للجهاز بهدف الكشف عن جميع مصادر ثروته . وتطورها منذ عام2000 إلي عام2008 وتعديلاته, حيث قدم إقرار الذمة المالية تنفيذا للقانون رقم62 لسنة1975 بشأن الكسب غير المشروع, وقد تناولت التحقيقات العلاقات المالية الخفية بين الرئيس السابق حسني مبارك ورجل الأعمال والمتعلقة بجرائم الفساد المالي والتربح والرشوة, وذلك من خلال فحص حصول سالم علي عمولات ومنافع من صفقات السلاح في القضية الشهيرة التي فجرها النائب الوفدي الكبير علوي حافظ في مجلس الشعب, وكشفت عن اسماء المتربحين من تلك التجارة وعلي رأسهم حسين سالم ورئيس وزراء مصري أسبق ووزير آخر ومنير ثابت شقيق زوجة الرئيس المخلوع. أوراق القضية التي تحمل رقم43 لسنة2011 بدأت أولي خيوط التحقيق فيها من خلال رصد تفاصيل العلاقة المالية المشبوهة بين مبارك وحسين سالم وقد علمت الأهرام أن القضية الجديدة شملت تورط رجل الأعمال في فضيحة شركةEATSCO أو الشركة المصرية الأمريكية للنقل عام1983 والتي سبق وأن تم ذكرها في كتاب الحجاب للكاتب الأمريكي المشهور بوب وودوارد الذي كشف فيه عن الأعمال المشبوهه للشركة التي كان يشارك فيها سالم بنسبة51% وشريكه كلاينس عميل المخابرات الأمريكية بنسبة49% وارتكب حسين سالم فيها تجاوزات مادية كبيرة من خلال التلاعب في فواتير الشحن الصادرة من الشركة والخاصة بعمليات الشحن والنقل البحري لشحنات أسلحة أمريكية ضمن برنامج المعونات الأمريكية إلي مصر, وكشفت الجهات الأمريكية المبالغة في تقدير قيمة الفواتير الخاصة بأعمال شركةEATSCO ليبدأ مراجعة أعمال الشركة بالكامل ويكتشف تلاعبها في مبالغ وصلت إلي8 ملايين دولار أمريكي في ذلك الوقت, وطبقا لمستندات القضية الأمريكية التي تضمنها ملف التحقيق فإن سالم اعترف بارتكابه التزوير في فواتير الشحن الخاصة بالشركة فيما يتعلق بتكلفة شحن البضائع العسكرية لمصر, وذلك خلال الفترة من نوفمبر عام1979 حتي فبراير1982, قدم خلالها سالم فواتير مزورة في34 شحنة وفي21 يوليو1983, وافق حسين سالم علي دفع مبلغ3 ملايين دولار لتسوية كل الخلافات وإغلاق أي قضايا, ودفع غرامة20 ألف دولار لتسوية الموضوع, أما كلاينس فقام بدفع غرامات مقدارها130 ألف دولار لتسوية كل الدعاوي المدنية. هكذا تورط رجل الأعمال في فضيحة صفقة السلاح والتي فجرها لأول مرة في مصر النائب الوفدي الكبير علوي حافظ في جلسة مجلس الشعب بتاريخ5 مارس1990 وحصلت الأهرام علي نسخة من مضبطة الجلسة التي قال فيها حافظ بالحرف الواحد: لقد تجمعت لدي وثائق عن فضائح ارتكبها بعض الكبار, كلهم لصوص, كلهم نهبوا مصر, وقال النائب الوفدي الراحل: الوثائق التي أمامي كثيرة وسأودعها أمام مجلسكم الموقر وهي كلها إدانة لشخصيات كبيرة, محاضر رسمية موثقة, أفلام فيديو ممكن تشوفوها حضراتكم, وخطابات رسمية بتوقيعات مسئولين مصريين وأجانب, ومضابط رسمية لمجلس الشيوخ الأمريكي وتقارير رسمية للجان الكونجرس الأمريكي ووزارة العدل الأمريكية, كشف بأسماء شخصيات مصرية وعالمية أبدت استعدادها للشهادة أمام أي لجنة استماع أو تحقيق برلمانية يحددها مجلسكم الموقر وشهود عيان مصريين وأجانب, وكان من بين هذه الوثائق فحوي جلسات المحكمة الأمريكية التي كانت تحاكم حسين سالم في القضية رقم147 لسنة1983, وباعتباره رئيسا لشركة وهمية تسمي أتسكو يشارك فيها بعض كبار المسئولين في مصر وعناصر ملوثة ومشبوهة من عملاءc.i.a, لقد كان اعتراف هذا اللص يا نواب الشعب المطحون والكلام علي لسان النائب علوي حافظ- هو بداية رفع الأقنعة عن فضيحة كبري في عالم القروض العسكرية لمصر, وكانت المفاجأة عندما قدم ممثل النيابة للمحكمة الأمريكية مظروفا أصفر مغلقا بالشمع الأحمر, وطلب من هيئة المحكمة أن تفتحه سرا لأنه يضم أسماء متهمين مصريين, ولكن نظرا لحساسية أسمائهم ومواقعهم في الحكومة المصرية رأت النيابة عدم إعلان أسمائهم في الجلسة. ومن بينهم رئيس وزراء ووزير أسبقين ومنير ثابت شقيق زوجة الرئيس المخلوع, ولكن كيف تورط الأخير. المعلومات تقول إن منير ثابت كان يعمل في الملحقية العسكرية في السفارة المصرية بواشنطن وكان يسهل الإجراءات الإدارية المتعلقة بنقل وشحن المعدات العسكرية إلي مصر من خلال شركة حسين سالم.. لكن هل كان للرئيس المخلوع نصيب من الفضيحة.. المعلومات تؤكد أيضا طبقا للتحقيقات أن تورط الشركة في عمليات مخالفة للقانون وذلك خلال عام1981, وصل بالفعل إلي الرئيس الراحل أنور السادات الذي أمر بفتح تحقيق في العمليات المشبوهة التي تقوم بها شركةEATSCO, ولكن لم يكتمل التحقيق و تم إغلاق الملف نهائيا بعد اغتيال السادات وتولي مبارك السلطة, الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية خلال العمليات المشبوهة للشركة, وكانت صداقة قوية قد جمعت الرئيس السابق بحسين سالم, فالعلاقة بينهما منذ أن كان سالم طيارا في فترة طويلة من حياته, وقد تعرفا علي بعضهما البعض في هذا المجال, واستمرت العلاقة بينهما حتي بعد تولي الرئيس مبارك الحكم في عام1981, وتوطدت العلاقة ليصبح سالم أقرب صديق للرئيس السابق. ضمت أوراق القضية الأخيرة كل هذه التفاصيل السابقة من خلال حرص جهاز الكسب غير المشروع علي تتبع ثروات وأنشطة رجل الأعمال الهارب, وقد استدعت جهات التحقيق عددا من الشهود في جرائم التربح والفساد المالي لحسين سالم في قضية شركةEATSCO. وأخيرا.. من المقرر أن تعلن جهات التحقيق عن القضية الجديدة عقب الانتهاء من التحقيقات فيها والمتعلقة بجرائم الفساد المالي لرجل الأعمال الهارب حسين سالم.