الحرب بين الجندي والسياسي.. فرق كبير فالجندي يهمه سبب الحرب التي يخوضها أما السياسي فلا يبغي إلا الانتصار مهما كان الثمن أو كانت الاسباب فلماذا احتلت أمريكا العراق؟ وهل كانت هناك اسلحة دمار شامل بالفعل. هي الذريعة الكاذبة لسطو امريكا علي العراق.. ومدي محاولة الادارة الامريكية اقناع العالم بحسن نواياها. فيلم المنطقة الآمنة تدور احداثه عن مدي خداع الادارة الامريكية حتي داخل هيئاتها واعطائها معلومات كاذبة فقط لتكون ذريعة لاحتلال العراق حتي بعد اكتشاف كذب هذه المعلومات ومعرفة الحقيقة.. لنجد ان الادارة الامريكية كانت تريد تصديق الكذب.. في سبيل الاستمرار في عملية الاحتلال. القصة كتبها راجيف سندر عن احداث تدور عام2003 داخل العراق من خلال الجندي الامريكي ميلر الذي يبحث عن اسلحة الدمار الشامل داخل المنشآت العراقية فلا يجد شيئا!.. مع كل اخبارية وكل معلومات قامت عليها ذريعة الاحتلال.. حتي يتعثر في شخصية اللواء الراوي الذي كان يحمل لقب الولد البستواني في اوراق الكوتشينة المطلوب القبض عليهم من افراد السلطة العراقية السابقة لتقود ميلر الي حقيقة الادارة الامريكية التي يعمل تحت لوائها. القصة كتب لها السيناريو بريان هيلجلاند وهو كاتب العديد من افلام الاثارة مثل رجل علي خط النار والنهر الغامض فقد استطاع ان يصيغ السيناريو بتصاعد احداث مثيرة ومتلاحقة وسريعة فعلي الرغم من ان الفيلم تدور احداثه في العراق بعد سقوطها الا انه صاغها بحرفية عالية لتجعل المشاهد يعيش هذه الاحداث. التمثيل: مات ديمون في شخصية الضابط ميلر الذي يخوض الحرب لاعتقاده انه يخوضها لانقاذ الشعب العراقي نفسه ولكنه يكتشف مدي كذب القيادة السياسية الامريكية.. ممثل حصل علي الاوسكار كمؤلف عن فيلمه الصيد الثمين كما انه في السنوات الاخيرة كممثل متخصص في افلام الاثارة فهو الجندي الذي يصدق ما يفعله حتي يصطدم بالواقع.. جريج كيز في شخصيه كلارك بوند ستون السياسي الذي يعرف ما يريده وكيف يكذب ليصل لاهداف الادارة التي يعمل لديها.. ممثل برع في الكوميديا كما في فيلم مدينة الاشباح وهنا في المنطقة الآمنة كان هو السياسي البارد في كل الاحوال حتي في مشهد النهاية. خالد عبدالله في شخصية فريدي العراقي الذي فقد احدي قدميه في حرب ايران ولكنه ناقم علي حكومته السابقة ويريد الانتقام منها حتي بتحالفه مع العدو ممثل مصري انجليزي استطاع اداء الشخصية بتفهم كبير فكان العراقي حتي مفاجأته في آخر الاحداث. التصوير( باري اكرويد) استخدامه للون الاصفر كبطل للصورة مع اهتزاز الكاميرا جعل الفيلم باحداثه اقرب الي الجو التسجيلي منه للدرامي فكان ابطال الفيلم هم في الواقع ذاته. المونتاج: كريستوفر حاصل علي الاوسكار عن فيلم بورن فهو مونتير يستطيع التعامل مع افلام الاثارة بحرفية عالية وهنا في فيلم المنطقة الآمنة تعامل مع المشاهد بما يفيد احساسنا بالحقيقة فيما يعرض أمامنا كما في الافلام التسجيلية ولكن بايقاع سريع خصوصا بعد ملاحقة ميلر للواء الراوي وحتي وصوله للحقائق السياسية او لعبتها. الموسيقي: جون بويل ايضا هو موسيقي افلام بورن.. فيستخدم الموسيقي كي يسرع بالايقاع ليجعل الاحداث اكثر قوة وهنا يشعر المشاهد بالموسيقي وكأنها مزيج بين التصفيق لاعطاء التوتر مع دخول الآلات الايقاعية والحادة كما في مشاهد المطاردات. الاخراج: بول جرين جراس صاحب الجزءين الاخيرين من بورن مع مات ديمون فهو بارع في افلام الاثارة وتصديه لاخراج فيلم المنطقة الآمنة لفضح الادارة الأمريكية بتكنيك اقرب للتسجيلي جعل المصداقية في الاحداث حتي حركة الكاميرا واهتزازها في خدمة الدراما فهو يستطيع أن يأخذ المشاهد لما يريده وهو ما انصب علي فضح القيادة الامريكية التي تنسج حولها جوا من السرية ففي سلسلة بورن فضح المخابرات الامريكية وهنا يتجه مباشرة لفضح القيادة الامريكية وقراراتها في حرب العراق.. فيلم المنطقة الآمنة يعتبر صفعة علي وجه ادارة بوش الابن وقراراته المبنية علي الكذب.