يستعد البنك العربى الأفريقى الدولى، للسير فى إجراءات تأسيس شركته المتخصصة فى التمويل متناهى الصغر " سندة " وقالت الدكتورة داليا عبد القادر، رئيس قطاع التسويق والإعلام بالبنك، إن إطلاق شركة لتقديم تمويلات متناهية الصغر يأتى فى إطار جهود البنك لدعم الاستدامة المالية، وتعزيز المسئولية المجتمعية، وشددت على اهمية التنمية المستدامة بغرض تحسين مستوى معيشة فئات المجتمع ، مع تأمين احتياجات الأجيال المقبلة ، ويرتبط بثلاثة مبادئ رئيسية، هى المساواة والعدل فى توزيع الدخل، والحفاظ على البيئة، وأخيراً الحوكمة والشفافية . وأضافت د. داليا عبد القادر، خلال كلمتها بمؤتمر توقيع اتفاقية تعاون بين الشبكة العربية للمسئولية الاجتماعية، ومؤسسة تروس مصر للتنمية، أن دورة رأس المال أسرع للفئات الأقل دخلاً، وهى ملتزمة بسداد الأقساط، وتتمتع بمخاطر أقل فى السداد، وتتيح فرصة لتقليل التركز الإئتمانى من خلال تمويل عدد كبير من أصحاب المشروعات متناهية الصغر، قائلة أن الثروة الحقيقة كامنة فى قاع المجتمع، وليس على رأسه فقط. وأكدت أن مصرفها يولى اهتماماً كبيراً بالتعاون الإقليمى بمجال الاستدامة والمسئولية الاجتماعية، معربة عن أمالها فى تعزيز التعاون الإقليمى وتنامى دور المؤسسات المجتمعية، فى دعم المسئولية الاجتماعية خارج الحدود. وأشارت إلى أن المنطقة العربية فى أشد الإحتياج لتفعيل مفهوم الاستدامة، لاسيما فى ظل تنامى حالات عدم الإستقرار فى العديد من بلدانها، قائلة إن أسباب الثورات العربية ليس فشل النظم السياسية فقط، لكن غياب نظم الاستدامة هو فحوى تلك الثورات، التى نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية. وأوضحت أن مفهوم الاستدامة يقوم على معادلة بسيطة، إذا اختلت توزانها فى أى وقت فإن الدولة معرضة للثورات، متابعة أن المعادلة تتمثل فى العلاقة التبادلية بين عالم الإقتصاد والأعمال، وبين المجتمع والبيئة والحوكمة. ولفتت إلى أن مفهوم الاستدامة يعتبر «Megatrend» أى أن العالم بعد تطبيقه سيختلف جذرياً، وذلك على غرار ما قامت به الثورة الصناعية فى تغيير قواعد اللعبة عالمياً. وأكدت أن مصر حالياً فى مفترق طرق، خاصة أنها غير ملتزمة بعد بمؤشرات الإستدامة، لافتة إلى أنه رغم عدم وجود قانون ملزم بتطبيق معايير الاستدامة، إلا أنها لم تعد اختياراً للشركات والبنوك التى تتعامل مع مؤسسات خارجية. وتوقعت أن تصبح تقارير الاستدامة ملزمة على غرار التقارير المالية السنوية فى غضون السنوات القليلة المقبلة، خاصة فى ظل اشتراط بعض المؤسسات العالمية الإلتزام بمعايير بيئية ومجتمعية سليمة. واستعرضت تجربة البنك العربى الأفريقى الدولى، الذى كان له السبق بين وحدات القطاع المصرفى، فى تأسيس مؤسسة متخصصة للمسئولية الاجتماعية «الوفاء لمصر»، كما قام بتأسيس أول منصة إلكترونية platform لتدريب القطاع المصرفى ككل على مجال الاستدامة، وبالفعل تم تدريب 11 بنكاً العام الماضى، ويوجد خطة لمواصلة طرح أحدث المعايير فى هذا القطاع.