ثورة علمية جديدة وخطوة مهمة ل»الاستثمار فى المواطن المصري»، هكذا تفاعل مجتمع البحث العلمى والباحثون مع مشروع بنك المعرفة المصرى ، أكبر مكتبة رقمية فى العالم، والذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم السبت الماضى تحت مسمى «المحتوى العلمى فى كل بيت مصري». بهدف تثقيف وتعليم كل المصريين بالمجان ، وإتاحة المحتوى العلمى للعديد من الموسوعات العلمية والمواد والمناهج التعليمية لكل فئات المجتمع المصرى من المواطنين والباحثين والطلاب على اختلاف فئاتهم العمرية. حيث يجد الباحث الأكاديمى فيها كل ما يفيده للارتقاء بالبحث العلمى، كما يجد فيها الشاب المتطلع للمعرفة أحدث ألوان المعرفة الإنسانية فى جميع المجالات. وتشير الأرقام إلى اقتراب عدد المسجلين بالموقع الإلكترونى بنك المعرفة المصرى من مليونى مسجل خلال الساعات الأولى، من اطلاق البث التجريبى ، ويتوقع أن يستفيد ما يزيد على 2.5 مليون شخص فى مجالى التعليم العالى والبحث العلمى إضافة إلى الدارسين بالتعليم الأساسى مع دخول الموقع للعمل الفعلي. يقول د. أسامة النحراوى عضو مجلس ادارة مجلس علماء مصر واستاذ وجراح العيون بكلية الطب جامعة قناة السويس ورئيس الجمعية المصرية لجراحات العيون بالفيمتو ليزر ، إن تدشين بنك المعرفة جاء كخطوة رائدة على طريق بناء الوطن، فحتما سيتغير الإنسان اذا غمرت العقول بالعلوم والمعارف ، وإذ يهدف إنشاء هذا البنك الافتراضى لجعل العلم والعلوم والمعارف متاحة لأهل مصر كلهم صغيرهم وكبيرهم وجميع تخصصاتهم كما يتاح الماء والهواء، ومعتبرا ذلك انجازا قياسيا للمجالس التخصصية الرئاسية ، وتحديدا المسئولة عن التعليم والبحث العلمى فى إطار تطبيق وتنفيذ توجيهات الرئيس السيسي. مصادر علمية ويشير الى ان مجتمع الباحثين والعلماء والأطباء والطلاب وغيرهم من كل من أراد ان يقوم ببحث علمى يحتاجون جميعا الى مصادر علمية مثل الكتب والدوريات العلمية الدولية التى تصدر من كل بلاد العالم فى كل تخصصات الحياة من الطب والصيدلة والهندسة والتعليم والزراعة وخلافه. حيث تعتبر هذه الدوريات العلمية الشهرية والسنوية انما هى وعاء يحمل بداخله كل ما اراد الله ان تكتشفه البشرية من علوم ومعارف، كذلك فإن كل المؤتمرات الدولية والمحلية التى تعقد فى كل مكان تنشر مقرراتها وتوصياتها وما ألقى فيها من أبحاث فى هذه الدوريات. ويعد الوصول الى هذه الدوريات بالنسبة للباحثين الشباب بمثابة العمل الشاق والمكلف والعسير على العديد منهم. ولذا كلما كان الوصول الى هذه المصادر سهلا وميسرا ومتاحا كما أدى ذلك إلى تطور البحث العلمى محليا. وليس كذلك فقط إذ انه يساعد بشكل كبير فى رفعة الانسان المصرى عموما بداية من الاطفال فى عمر المدراس ليغرس فيهم حب التعلم والبحث عن المعرفة. ويوضح أن هذه المكتبة الرقمية والتى تعد الأكبر فى العالم قد سبقها إعدادات منذ شهر نوفمبر الماضى خلال زيارة وفد المجالس المتخصصة لمعرض فرانكفورت الدولى للكتاب فى المانيا. وذلك لشراء محتوى علمى متنوع ورائع وجعله متاحا ليس فقط لاساتذة الجامعات ولكن لكل أفراد الشعب المصرى ممن يبحثون عن العلم والمعلومات. ثورة علمية جديدة ويرى النحراوى أن إتاحة هذه المادة العلمية الثرية المتاحة للجميع مع بداية التشغيل الفعلى للموقع، هو بمثابة ثورة علمية جديدة سوف تسهم فى تطوير جميع المناهج التعليمية لكل مراحل التعليم، وستجعل الانسان المصرى يفكر كما يفكر العالم، وسيشارك عما قريب فى صناعة العلم والعلوم والمعارف بدلا من كونه مستهلكا لها، وسيتحول الى استاذ فاعل ومعلم للملايين من البشر فى بلاد الدنيا بدلا من كونه تلميذا يتتلمذ على أيادى الآخرين. ويتضمن بنك المعرفة توجيها للمستخدمين وفقا للسن والتخصص للاستفادة من المحتوى المطلوب لكل فئة، وينتظر ومع وضع اللمسات الأخيرة لإتاحة الموقع الاكترونى كاملا ان يوجد به جزء باللغة العربية ولكن الجزء الكبير سيكون بالانجليزية وفقا لطبيعة المادة المنشورة وتتضمن دوريات علمية فى جميع مجالات المعرفة، كتب إلكترونية، مجلات، مناهج دراسية للتعليم الأساسى والجامعى، قواعد بيانات، محركات بحث، مكتبات رقمية للفيديو والصور وكذلك برامج للحاسبات فى مجالات الرياضيات وغيرها. إصلاح التعليم ويضيف الدكتور أشرف نبهان مدير المركز المصرى للطب القائم على الدليل العلمى واستاذ امراض النساء والتوليد بطب عين شمس، أن المشروع يسهم فى إصلاح التعليم والبحث العلمى من المحتوى العلمى المتاح عبر الانترنت، مشيرا الى أنه يجب الاستفادة من هذا المحتوى فى تطوير البحث العلمى والنشر فى الدوريات العلمية وزيادة براءات الاختراع ، لإحداث نهضة للمواطن المصرى والاستثمار فى أبنائنا وجعل الطفل المصرى شغوفا بالعلم وحل مشكلات مجتمعه. ويأمل نبهان ان يتبع هذه المشروع ترجمة المحتوى العلمى المصرى للانجليزية لزيادة انتشار هذا المحتوى بما يساعد فى رفع تقييم المؤسسات التعليمية والبحثية المصرية عالميا. ويرى أنه باكتمال المشروع فنحن أمام ثورة حقيقية تسبق بها مصر غيرها من دول المنطقة والعالم، فالمتعارف عليه هو ان تتعاقد الجامعات والمراكز البحثية والعلمية كلا على حدة مع دور النشر العالمية للوصول الى محتواها المعرفى نظير اشتراك مادي. أما المشروع الجديد فيتيح هذا المحتوى ليس لأساتذة الجامعة فقط وانما لكل المصريين. كما انه انه سيوفر نفقات باهظة اذ تم توظيفه بشكل صحيح. نظرا للكم الهائل من المعلومات من عشرات الناشرين المعلن عنهم امثال سبرنجر-نيتشر- ناشونال جيوجرافيك- دسيكفرى- إيلسفير- كامبريدج- أكسفورد- بريتانيكا- أميرالد- ثومسون رويترز. 4 بوابات رئيسية وهو ما يفسر تصميم الموقع ليضم أربع بوابات رئيسية، الأولى للباحثين تتضمن الاكتشافات العلمية وآلاف الدوريات العلمية والموسوعات، و الثانية فهى مخصصة للطلبة وتعرض آلاف المقررات بالجامعات والتعليم قبل الجامعى ومئات الآلاف من الفيديوهات العلمية، والثالثة الخاصة بعموم القراء مصادر المعرفة باللغتين العربية والإنجليزية لتتكامل مع مكتبة الإسكندرية، أما البوابة الرابعة إلى صغار السن وفتعرض العديد من القصص والألعاب التعليمية والبصرية والسمعية. بنك الأفكار ويقول على محمد الباحث بالمركز القومى للبحوث، إن تصميم الموقع الإلكترونى قد راعى ان يستفيد منه مختلف فئات المجتمع من مختلف التخصصات والاهتمامات ومختلف الأعمار. سواء كانت معلومات ومصادر تتعلق بالمواد العلمية والرياضة والفلسفة وتاريخ مصر والفنون والثقافة. ويرى ان يكون هناك تنسيق بين الجامعات والمراكز البحثية لتعميم الاستفادة ونشر الوعى باستخدامات بنك الافكار الجديد من خلال الندوات وورش العمل. أما سلمى مطر طالبة بالسنة الاخيرة بكلية الهندسة فقد أعجبت بفكرة اتاحة كم هائل من المعلومات من خلال موقع إلكترونى واحد يمكن تصفحه من الحاسب الشخصى أو المحمول، وتقول إن عددا من زملائها قد دخل بالفعل للموقع ومنهم من استطاع التسجيل ولكن بعضهم لم ينجح فى التسجيل نظرا لعدم وجود اسم كليته وبالرغم من ادخالهم لجميع البيانات المطلوبة مثل اسم الشخص والبريد الإلكترونى الخاص به ورقم الموبايل وتاريخ الميلاد والرقم القومى، وتأمل ان تغطى مثل هذه المشكلات مع التشغيل الفعلى للموقع. حجر الأساس وتبقى الإشارة الى تأكيد الدكتور طارق شوقى أمين عام المجالس التخصصية التابعة لرئيس الجمهورية ورئيس المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى أن هذه الباقة الإلكترونية تعتبر حجر الأساس لإطلاق العديد من المشروعات والمبادرات المعتمدة على توافر هذه المواد والأدوات المعرفية.وما سوف تشهده السنوات الأربع للبرنامج من مشروعات لتطوير مناهج التعليم الأساسى ولاسيما تدريس العلوم والرياضيات ، وتطورا كبيرا فى جودة مقررات التعليم العالى وأنشطة كبرى على مستوى الجمهورية فى مجالات زيادة الوعى والثقافة والتعليم المستمر. وهو ما أعلن عنه رئيس الجمهورية فى عيد العلم فى ديسمبر 2014 ضمن مبادرة نحو مجتمع مصرى يتعلم ويفكر ويبتكر، والتى يندرج تحتها العشرات من المشروعات القصيرة، المتوسطة، وطويلة المدى لخدمة 90 مليون مصرى.