كشفت المملكة العربية السعودية عن شجاعة سياسية عندما لم تتردد فى تنفيذ أحكام الإعدام بحق 47 شخصا أدينوا بالتورط فى جرائم إرهابية تهدد أمن واستقرار وسلامة المملكة وشعبها. إن تنفيذ حكم القصاص فى هؤلاء الإرهابيين دفعة واحدة عنوان لثقة المملكة فى سلامة إجراءاتها انطلاقا من أن سيادة الدولة أمر مقدس لا ينبغى أن يخضع لأى ابتزاز إقليمى أو دولى تحت أى مسمى من المسميات. والحقيقة أن السعودية تحصنت فى خطوتها الجريئة بتنفيذ أحكام الإعدام بأن جميع هؤلاء الإرهابيين استنفذوا جميع درجات التقاضى ومارسوا كل حقوقهم المشروعة فى الدفاع عن النفس لكن جرائمهم كانت ثابتة ودامغة ويصعب القول بإمكانية التسامح معها خصوصا بعض المتهمين الذين هيئ لهم أن صبر الدولة السعودية معهم لسنوات يعنى ضعف الدولة وعجزها عن القصاص منهم من خلال التستر الكاذب بلافتات سياسية مزيفة لتمرير دعواتهم البغيضة التى لا تغذى فقط التقسيم المذهبى وإنما تدعو صراحة للانفصال والتجزئة. ومن العجيب والغريب أن إيران المشهود لها بأكبر سجل من أحكام الإعدامات والقهر فى الشرق الأوسط تقف متبجحة بنقد لاذع لهذه الأحكام والادعاء كذبا بأنها جزء من صراع سياسى بين السعودية وإيران لمجرد أن أحد المتهمين واسمه نمر النمر ينتمى للطائفة الشيعية. إن هذا التصرف الأخرق من جانب إيران والذى صاحبه إحراق مبنى السفارة السعودية فى طهران وتعبئة شباب الحرس الثورى بأكاذيب وصلت إلى حد تهديد المملكة بأنها ستدفع ثمنا باهظا لإعدام نمر النمر هو عنوان فاضح للسياسة الإيرانية التى تريد أن تنصب من نفسها محاميا عن أى مواطن عربى ينتمى للمذهب الشيعى. وفى اعتقادى أن هذا الموقف الإيرانى المستفز للعالم العربى يستوجب ما هو أكثر من بيانات الإدانة التى صدرت عن الجامعة العربية وبعض العواصم العربية ويحتاج الأمر إلى اجتماع عربى عاجل على مستوى رفيع من أجل إيصال رسالة واضحة لطهران مفادها أن تصريحاتهم التى تبدو وكأنها بمثابة إعلان حرب على السعودية لن تخيف أحدا وإن العرب قادرون على ردع وإجهاض كل هذه النوايا الشريرة من جانب طهران! خير الكلام: الغضب مدمر ولا يقتل سوى صاحبه فى نهاية المطاف! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله