تعد ظاهرة عمالة الأطفال بالبحيرة واحدة من المشكلات الخطيرة التى تضرب المجتمع البحراوىحيث باتت تمثل مصدر قلق وتحد كبير أمام المسئولين والأهالى على حد سواء. و ذلك بسبب العمالة الثقيلة والحرف القاتلة وبيئات العمل القاسية التى تغتال براءة هؤلاء الأطفال فى ظل حالة الفقر الذى يجبر الآباء على الدفع بأكثر من 270 ألف من أبنائهم الى أعمال خطيرة رغم صغر سنهم من أجل لقمة العيش . يقول الدكتور السيد شحاته أستاذ علم الاجتماع بجامعة دمنهور أن الكثير من عمالة الأطفال فى البحيرة تدور حول المهن اليدوية مثل اصلاح السيارات وفى مجال المعمار أو أعمال الحقل الشاقة أو المحاجر والمخاطر البدنية التى يتعرضون لها خاصة بين الذين تتراوح أعمارهم من 7 الى 17 عاما مشيرا الى إن هناك أعدادا كبيرة من الأطفال يعملون فى سن مبكرة جدا وفى مهن تؤثر على صحتهم ومستقبلهم فى الحياة وحقهم فى معيشة كريمة وهذا الطفل يحصل على أجر زهيد ويتعرض لسوء المعاملة من أصحاب العمل وللخطر احيانا كثيرة وأغلب الأطفال العاملين من أسر فقيرة يساعدونهم فى تدبير معيشتهم ويذهب نشاطهم الى اتجاه مضاد لأنه يصبح ناقماعلى معيشته حيث لا يسلك المسار الطبيعى للحياة والعمل والتعليم.. وكشف الدكتور ياسر زايد أستشارى طب الأطفال المشرف على معهد دمنهور الطبى أن نحو 20 % من أطفال العمالة فى البحيرة مصابون بمرض التهاب الكبد الوبائى و17 % بالربو والحساسية بسبب أعمالهم فى سن مبكرة فى أعمال خطيرة جدا حيث نجد أكثر من 10 آلاف طفل يعملون فى نحو 600 مكمورة للفحم فى الوقت الذى تحذر فيه منظمة الصحة العالمية من أخطار الفحم على الانسان فالأضرار مضاعفة على الأطفال الذين يعملون فى هذه المهنة لسنوات ثم تمتلىء المستشفيات فى رحلة البحث عن علاج بعد أن تقتل طفولتهم ويشيخون قبل أن يصلوا للعقد الثانى من العمر، لافتا بأن المكمورة الواحدة يعمل به 30 طفلا ويحصل كل منهم على 20 جنيها نظير 9 ساعات عمل فى ظل ظروف حرجة.. ويضيف الدكتور ياسر أن الاحصائيات تشير الى وجود نحو 260 ألف طفل آخرين لاتتخطى أعمارهم 17 عاما يعملون فى الزراعة وورش السيارات والمصانع والحدادة وورش الخراطة وجمع القمامة من الشوارع ( النبيشة ) وبيع المناديل والشحاذة وغيرها، منهم من يجوب شوارع مدينة دمنهور فجرا بحثا عن زجاجات البلاستيك والورق والكرتون فى أكوام القمامة ويخشون من شرطة المرافق التى تطاردهم وتحرر لهم المحاضر.