رحب مجلس الأمن الدولى بإعلان الفصائل الليبية عن توقيع اتفاق نهائى لتشكيل حكومة وفاق وطنى الأربعاء القادم. وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور - التى تترأس بلادها الدورة الحالية لمجلس الأمن - أن أعضاء المجلس أكدوا دعمهم لجهود مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر للتوصل إلى اتفاق سريع بشأن تشكيل حكومة وفاق وطنى تضم جميع الأطراف. وأوضحت باور - فى تصريحات صحفية - أن أعضاء مجلس الأمن أعربوا خلال اجتماعهم الليلة قبل الماضية عن قلقهم إزاء الوضع السياسى والأمنى والإنسانى والمؤسسى الراهن فى ليبيا ، وحثوا جميع الأطراف الليبية على توحيد صفوفهم حول حكومة وفاق وطنى ، لتتولى مسئولية استعادة الاستقرار وتمكين ليبيا من أن تتبوأ مكانتها الملائمة فى المجتمع الدولى . كما أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم البالغ إزاء توسع نفوذ تنظيم «داعش» فى ليبيا وتصعيد تهديداته للبلاد والمنطقة ، مؤكدين ضرورة تشكيل حكومة وحدة سريعا للتصدى لهذه التهديدات وتوحيد جهودهم لتحقيق هذا الهدف ، كما أكدت السفيرة الأمريكية أن المؤتمر الوزارى الذى سيُعقَد فى روما ، يعد فرصة لتأكيد الدعم الدولى للاتفاق السياسى الليبى وتشكيل حكومة وفاق وطنى ، مؤكدة أن مجلس الأمن لايزال مستعدا لفرض عقوبات على هؤلاء الذين يهددون أمن وسلام واستقرار ليبيا وتقويض استكمال عملية الانتقال السياسى بنجاح ، كما شدد أعضاء مجلس الأمن على التزام دولهم التام بسيادة واستقلال ووحدة ليبيا. وكان كوبلر قد أبلغ مجلس الامن فى وقت سابق أمس الأول، بان ممثلين عن طرفى النزاع فى ليبيا «يهدفون للتوقيع فى 16 ديسمبر على خطة تسوية رعتها المنظمة الدولية لانهاء النزاع. واكد كوبلر انه «لن يتم الخوض مجددا» فى نص الاتفاق الذى ينص خصوصا على تشكيل حكومة وحدة وطنية تنتشل البلاد من الحرب التى تمزقها. وسيتوجه سامح شكرى وزير الخارجية خلال ساعات إلى العاصمة الإيطالية روما للمشاركة فى الاجتماع الدولى الذى دعت إليه إيطاليا حول ليبيا المقرر اليوم. وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن مصر ستشارك فى الاجتماع إلى جانب العديد من الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بمتابعة الملف الليبي، وبحضور مبعوث الأممالمتحدة لليبيا «مارتن كوبلر» وممثلى الأطراف الليبية. وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، بأن الاجتماع يستهدف دعم وتشجيع الأشقاء الليبيين للتوصل إلى التوافق المطلوب حول الاتفاق السياسى وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، بالإضافة إلى الخطوات المطلوب اتخاذها من جانب المجتمع الدولى لدعم حكومة الوفاق الليبية بعد تشكيلها، وكيفية مواجهة الإرهاب فى ليبيا. جاء ذلك فى حين قال وزير الخارجية الإيطالى باولو جينتيلوني، إن الطريق إلى تحقيق اتفاق بين أطراف الأزمة فى ليبيا «ليس سهلا»، واصفا توافق الأطراف الليبية خلال اجتماعها فى تونس برعاية بعثة الأممالمتحدة للدعم على توقيع الاتفاق السياسى خلال الأيام القليلة المقبلة بالمقدمة الجيدة». وأضاف جينتيلوني، فى تصريحات نشرت الليلة قبل الماضية فى طرابلس، إن رسالة مؤتمر روما بسيطة، وهى أن أى اتفاقية يجب أن تخرج من تفاهم بين الليبيين، شاملة بما فيه الكفاية لكى تبقى. وفى لندن، أشارت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية - نقلا عن مصادر حكومية بريطانية - إلى احتمال أن تشن بريطانيا عملا عسكريا فى ليبيا فى الفترة المقبلة، وذلك وسط مخاوف من استغلال عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى لمعقلهم الجديد والذى يمتد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لاستهداف أوروبا. وقالت الصحيفة - فى سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى أمس- إن وزارتى الخارجية والدفاع فى بريطانيا تعربان عن «قلقهما البالغ» إزاء البزوغ السريع لنجم «داعش» وغيرها من الجماعات المتطرفة فى ليبيا، وأنهما تدرسان خططا للتدخل العسكرى فى ليبيا لمواجهة هذا التهديد.