سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السيسى يلتقى رئيس اليونان ورئيس الوزراء غدا فى أثينا قمة ثلاثية مصرية- يونانية - قبرصية بعد غد لبحث زيادة التعاون المشترك
تسيبراس: التكتل الثلاثى ليس ضد أحد بل لخدمة شعوب المنطقة
تشهد العاصمة اليونانية أثينا، غدا، قمة مصرية- يونانية هى الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسى مع رئيس الوزراء اليونانى ألكسيس تسيبراس. وسوف تسبق هذه القمة محادثات ثنائية بين الرئيس السيسى و الرئيس اليونانى بروكوبيس بافلوبلوس، تتناول سبل تعزيز التعاون الثنائى و خاصة فى مجالات السياحة والنقل والطاقة، فضلا عن التنسيق والتعاون فى المنظمات الدولية والإقليمية، وتطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط فى ظل التطورات الجارية فى المنطقة، والوضع فى سوريا والتهديدات الإرهابية. وسوف يعقب ذلك، بعد غد قمة مصرية - يونانية - قبرصية هى الثالثة بين الدول الثلاث، حيث عقدت الأولى فى نوفمبر من العام الماضى بالقاهرة و الثانية فى إبريل الماضى فى نيقوسيا و حاليا القمة الثالثة فى أثينا. و يشارك فى القمة الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس القبرصى نيكوس اناستاسياديس و رئيس الوزراء اليونانى الكسيس تسيبراس. و تناقش القمة تنسيق المواقف والتعاون فى إطار آلية التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص. وقد أكد رئيس الوزراء اليونانى الكسيس تسيبراس أن مبادرة التعاون الثلاثى تستهدف التعاون المشترك بين الدول الثلاث فى شتى المجالات مشيرا إلى أن الدول الثلاث تمثل نقطة الالتقاء بين ثلاث قارات، مما يؤكد أهمية استغلال إمكانات هذا الموقع المحورى فى مجالات الطاقة والتجارة والنقل بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، مؤكدا ان التكتل الثلاثى ليس موجها ضد أحد، وإنما يخدم شعوب الدول الثلاث و أيضا شعوب المنطقة بأكملها. ودعا تسيبراس إلى تكثيف التعاون على المستوى الدبلوماسى والفنى والمحافل الدولية من أجل زيادة القدرة على نقل وجهات النظر المشتركة إلى المجتمع الدولي، خاصة فيما يتعلق بمواجهة الأفكار الإرهابية، والدفاع عن المجتمعات المضطهدة، وإدارة التحديات الدولية مثل مشكلة اللاجئين. وشهدت الفترة الماضية زيارات هامة رفيعة المستوى بين مصر و اليونان، حيث شارك رئيس الوزراء اليونانى تسيبراس فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ، والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى على هامش الاحتفال ، بينما أجرى الرئيس اليونانى بروكوبيس بافلوبلوس أول زيارة رسمية له لمصر فى أبريل الماضي، و ذلك بعد مرور شهرين فقط من انتخابه. وذكر تقرير لسفارة اليونان بالقاهرة أمس أن اليونان ترتبط منذ القدم بعلاقات تاريخية وثقافية وثيقة مع جميع شعوب الشرق الأوسط ، التى تعد ركيزة أساسية وإحدى أولويات السياسة الخارجية لليونان ، مؤكدا على الأهمية التى توليها اليونان للتعاون مع مصر فى إطار المصلحة والمنفعة المتبادلة، فى ضوء رغبة أثينا فى أن تصبح جسرا لمرور شبكات الطاقة والنقل والتجارة بين أوروبا من جهة وبلدان الشرق الأوسط وآسيا من جهة أخري. يذكر أن مصر تحتل المرتبة الثامنة بين أكبر شركاء اليونان التجاريين على مستوى العالم، حيث بلغت نسبة الصادرات اليونانية لمصر 4٫1 فى المائة من يناير إلى يوليو عام 2015 ، مقابل نسبة 3٫8 فى المائة عن نفس الفترة من عام 2014 ، بينما تظهر الإحصاءات الرسمية الزيادة المطردة لحجم الصادرات اليونانية لمصر خلال السنوات الخمس من عام 2009 إلى عام 2013 ، والتى بلغت 273٫5 فى المائة بما يعنى تضاعفها أربع مرات خلال تلك الفترة. كما حقق التبادل التجارى بين مصر واليونان زيادة تقدر بنحو 185٫7 فى المائة خلال الفترة من عام 2009 إلى عام 2013. ووفقا للتقارير فإن العلاقات المصرية - اليونانية تمتاز بقوتها فى جميع المجالات لا سيما التعاون الاقتصادي، حيث تمثل مصر الشريك الاقتصادى الأهم بالنسبة لليونان فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. و كانت مشاركة اليونان إيجابية فى المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى شرم الشيخ بوفد رفيع المستوى برئاسة وزير الاقتصاد والسياحة والنقل الملاحى اليوناني، فضلا عن عدد من الشركات اليونانية الفاعلة على أرض مصر.
آفاق واسعة للتعاون بين مصر واليونان.. ومواقف مشتركة للدولتين دينا كمال تكتسب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أثينا غدا وبعد غد، أهمية خاصة ، حيث تأتى لقاءاته فى أثينا مع رئيس وزراء اليونان اليكسيس تسيبراس ورئيس قبرص نيكوس انستاسياديس ، فى إطار التنسيق الدائم والتشاور المستمر بين الدول الثلاث، ضمن آلية التعاون الثلاثى التى بدأت قبل نحو عامين ، وتمثل استكمالا لقمة قبرص واجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المتوقع ان تناقش القمة الثلاثية مجمل القضايا الإقليمية، وقضية قبرص، وطرق مواجهة الإرهاب، والتطورات فى الشرق الأوسط. وسوف يبحث زعماء الدول الثلاث سبل تعزيز التعاون فى المحافل والمنظمات الدولية والإقليمية، مثل الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى ومنظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى تعميق التعاون الثلاثى فى مجالات محددة ، مثل النقل والسياحة والطاقة وغيرها. وتسهم لقاءات القمة الدورية التى تتم فى إطار الشراكة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص ، فى تعزيز البعد المؤسسى لهذه الشراكة ، وفى تعميق التعاون وتعدد جوانبه مع مرور الزمن، أما اللقاءات الثنائية بين قيادات مصر واليونان، فتصب فى اتجاه تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، وتمثل امتداداً للروابط التاريخية والعلاقات الممتازة بين الشعبين المصرى واليوناني. وفى تصريحات سابقة، أكد رئيس الوزراء اليونانى »أليكسيس تسيبراس« على أهمية التعاون الثنائى والثلاثى بين مصر واليونان وقبرص، باعتباره ركيزة للسلام والاستقرار فى منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط ، مشيراً إلى اتفاق الدول الثلاث على تكثيف هذا التعاون على المستوى الدبلوماسى والفني، وكذلك على مستوى المحافل الدولية ، من أجل زيادة القدرة على نقل وجهات النظر المشتركة إلى المجتمع الدولى ، وخاصة فى مجالات مواجهة الأفكار الجهادية ، والدفاع عن كل المجتمعات المضطهدة فى المنطقة ، وإدارة التحديات الدولية، مثل مشاكل اللاجئين وتدفقات الهجرة، ومن أجل دفع السلام والاستقرار فى المنطقة. وأشار رئيس وزراء اليونان إلى أن الدول الثلاث تمثل نقطة الالتقاء بين ثلاث قارات ، مشدداً على أهمية استغلال امكانات هذا الموقع المحورى فى مجالات الطاقة والتجارة والنقل بين أوروبا وآسيا وأفريقيا. وأعرب رئيس الوزراء اليونانى عن اعتقاده بأن مبادرة التعاون الثلاثى لن تستفيد منها الدول الثلاث فحسب ، ولكنها تمثل تحدياً لجميع دول شرق المتوسط ، من أجل التعاون. وترتبط اليونان منذ القدم بعلاقات تاريخية وثقافية وثيقة مع جميع شعوب الشرق الأوسط ، وتعتبر هذه المنطقة - بما لها من أهمية - إحدى أولويات السياسة الخارجية لليونان، ولذلك تولى الحكومة اليونانية أهمية خاصة للتعاون مع جميع بلدان شرق المتوسط، وعلى رأسها مصر، فى إطار من الندية والمنفعة المتبادلة، حيث ترغب اليونان فى أن تصبح جسراً لمرور شبكات الطاقة والنقل والتجارة بين أوروبا من جهة، وبلدان شرق المتوسط وآسيا من جهة أخري. إن اليونان تمثل بوابة أوروبا فى شرق البحر المتوسط ، بوصفها عضوا فى الاتحاد الأوروبي، والجانب المصرى لديه تأثير كبير فى العالم العربى والشرق الأوسط ، ولذا فإن التعاون بين البلدين يمكن أن يخلق جسراً للتعاون الدائم بين أوروبا ودول جنوب شرق المتوسط. أما فيما يخص قضايا السياسة الخارجية ومشاكل الإرهاب واللاجئين ، فقد دعا وزير الخارجية اليونانى نيكوس كوتزياس مجلس الأمن الدولى إلى مواجهة التهديدات الإرهابية، وإلى إيجاد حل طويل الأمد للأزمة السورية، مشيراً إلى ارتباط قضايا الإرهاب واللاجئين بعضها ببعض إلى حد كبير، حيث أجبر مئات الآلاف من البشر على الفرار من ويلات الحرب ، مما أوجد ضغوطاً كبيرة. وأضاف وزير الخارجية اليونانى أن أحد العناصر الرئيسية فى المشروع المشترك لمحاربة داعش يتمثل فى هذا الموقف الحاسم من جانب جميع الأطراف ، وأن »داعش« لا يمكن هزيمته بالوسائل العسكرية وحدها ، بل يجب أيضا معالجة القضايا المتعلقة بتمويل المنظمات الجهادية ووسائل تجنيد المقاتلين ، ومن ضمنها استخدام شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وتمتاز العلاقات المصرية اليونانية بقوتها فى جميع المجالات ، ولا سيما فى المجال الاقتصادى ، حيث تمثل مصر الشريك الاقتصادى الأهم بالنسبة لليونان فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن هذا المنطلق ، شاركت اليونان فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ بوفد رفيع المستوي، برئاسة وزير الاقتصاد والسياحة والنقل الملاحى اليوناني. وتكتسب السوق المصرية جاذبية متزايدة لدى رجال الأعمال والتجارة اليونانيين ، حيث يعتبرون مصر بوابة الوصول لدول المنطقة وخاصة أفريقيا، وينعكس ذلك على التجارة بين البلدين ، فضلاً عن تنامى الاستثمارات اليونانية فى مختلف قطاعات الاستثمار المصرية. وحول موقف اليونان إزاء ما تواجهه مصر من تحديات بعد سقوط الطائرة الروسية، وقرارات بعض الدول إجلاء رعاياها من شرم الشيخ ، أشار وزير النقل اليونانى إلى أن موقف اليونان يتضح بجلاء من خلال زيارته على رأس وفد اقتصادى يونانى رفيع المستوى مصر ، بعد حادث سقوط الطائرة بأيام ، معرباً عن اعتقاده بأن هذا الحادث يجب ألا أن يؤثر على مصر ولا على السياحة فيها ، لأن مثل هذه الحوادث واردة الحدوث فى أى دولة .