بعد ليلة من الرعب عاشتها مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، أعلنت الشرطة أمس مقتل منفذى المذبحة، والتى وصفتها بأسوأ عملية إطلاق نار تشهدها الولاياتالمتحدة منذ ثلاث سنوات تقريبا، حيث أسفر الهجوم المسلح على مبنى اجتماعى للمعاقين فى المدينة عن مصرع 14 شخصا وإصابة 17 آخرين. وسيطرت حالة من الذعر على سكان المدينة، وهو ما دفع جيمس راموس رئيس المجلس المحلى بالمدينة إلى إصدار قرار بإغلاق أغلب المصالح الحكومية فى المدينة خلال الأيام المقبلة، وحتى الإثنين المقبل، حيث أشار إلى أن المكاتب الحكومية الأكثر حيوية فقط هى التى ستواصل أنشطتها اليومية اليوم الجمعة. وفى الوقت الذى لم يستبعد فيه مكتب التحقيقات الفيدرالية شبهة "العمل الإرهابي"، أكدت مصادر فى الشرطة الأمريكية منفذ العملية هو رجل يدعى سيد فاروق - 28 عاما - أمريكى الجنسية ويعمل فى الإدارة الصحية فى المدينة، وأن شريكته هى زوجته - 27 عاما - وتدعى تشفين مالك، ولم يتم التعرف على جنسيتها، ولا دوافعهما. وأوضح باتريك باكارى صديق فاروق أنهما كانا يجلسان على مائدة واحدة، عندما قام الأخير بشكل مفاجئ ليعود هو وزوجته مدججين بالسلاح ويفتحا النار على الاحتفال بنهاية الذى كان جميع زملائه فى الإدارة الصحية يشاركون به فى مركز "إنلاند ريجونال سنتر" الاجتماعى للمعاقين. وأوضح باكارى أن صديقه فاروق كان قد سافر إلى السعودية فى بداية العام الحالى لمدة شهر كامل، حيث عاد بعد فترة ليكشف عن زواجه من صيدلانية لحقت به فيما بعد، حيث رزقا بطفل قبل أشهر قليلة، ومن الغريب أنهما تركاها مع عائلة أخرى صباح يوم الحادث ولم يحضرا لأخذها. وأكد باكارى أنه لم يبد على فاروق أى تغيرات سلوكية، بخلاف طبيعة شخصيته المحافظة، سوى أنه أطلق لحيته. وأشار بكارى إلى أنه هو شخصيا كان فى دورة المياه لدى وقوع الهجوم، إلا أنه أصيب بشظايا لدى عودته. وأكد زوج شقيقة فاروق ويدعى "فرحان خان" أن الصور المنتشرة على الفيسبوك ليست صور المتهم ولكنها صور شقيقه الذى كان فى عمله لحظة وقوع المذبحة الدامية. ونقلت التقارير الصحفية عن حسام عليوش المدير التنفيذى لمركز العلاقات الأمريكية- الإسلامية أن الزوجين تركا طفلهما مع أحد أفراد العائلة صباح الأربعاء الدامي، إلا أنهما لم يعودا لتسلمه إطلاقا. ومن ناحيته، قدم الرئيس الأمريكى باراك اوباما تعازيه لعائلات ضحايا اطلاق النار فى سان برناردينو بكاليفورنيا منددا بعمليات تتكرر عبر الولاياتالمتحدة "ولا يوجد مثلها فى العالم". وأوضح "لا نعرف حتى الآن دوافع مطلقى النار ولكن ما نعرفه هو أن هناك إجراءات بإمكاننا اتخاذها لتأمين الأمريكيين".