وسط حملات التشويه والمزاعم الكاذبة التي تواجهها مصر الآن، وتحديدا بعد حادث الطائرة الروسية واستباق التحقيقات ، نري قصورا في الرد من جانب وسائل الإعلام الموجهة للخارج كعادتها في كل مرة يتعرض فيها البلد لمؤامرات وتشويه،فالإعلام المصري يخاطب نفسه ولا يخاطب الآخر وحول ذلك يقول د.عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام: إن إعلامنا يركز علي الداخل فقط ويجب أن يقوم بدور أكبر في الخارج فالإعلام للإسف يعمل بنصف ذراع مبتورة والنصف الآخر غير فاعل موضحاً أننا لدينا خلل رئيسيي في توجيه قناة قوية للخارج بالرغم من أن لدينا صحفيين ومراسلين في كل أنحاء العالم يمكن الإستعانة بهم وبكاميراتهم علي الشاشات لتقديم خدمة إخبارية مميزة عن مصر ويكون لها كود مهنى وأخلاقي يعتمد علي القواعد العصرية في الإعلام. وأضاف د.عادل عبد الغفار: للأسف نعمل بذراع مبتورة في الإعلام فمخاطبة الرأي العام الداخلي وحده لايصلح ولابد أن نوجه رسائلنا للرأي العام الخارجي، وبالطبع فإن كل برامج التوك شو التي تعرضها الشاشات المصرية فهي لا تصلح لمخاطبة الغرب ولا تروج للسياحة مع الإحترام لكل المجهودات فهي لا تستطيع مخاطبة الرأي العام العالمي ولابد من وجود قنوات فاعلة فالإعلام المصري كان أحد العناصر التي اعتمد عليها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الستينيات. وأشار عبد الغفار إلي ضرورة توجيه قناة ناطقة بالإنجليزية والفرنسية تخاطب العقل وليس العاطفة فمن غير المنطقي ان يتم تداول نتائج التحقيقات حول حادث الطائرة الروسية قبل أن تنته فلابد أن يكون لمصر قناة تقنع بها الرأي العام بقضيتها. بينما اختلف د.فاروق أبو زيد أستاذ الإعلام عن الرأي السابق قائلا: من الصعب أن تكون لدينا قناة مسموعة في الخارج لأنه من الصعب أن يترك الأجنبي سواء الأمريكي أو الفرنسي مثلا محطته الفضائية ليشاهد محطتنا المصرية ولذلك فهناك بديل وهو أن نستخدم الإعلام الدولي بكفاءة ونمده بأكبر معلومات وأحدثها بشكل دوري وبكل اللغات خاصة أننا لدينا مكاتب عالمية بكل السفارات ويمكنها أن تلعب دورا مهما في هذه القضية، وأضاف: لابد أن يكون لشبكة الإنترنت دور في ذلك بأن يكون لدينا جهاز يخاطب العالم من خلال النت ويكشف الأكاذيب التي تتعرض لها مصر ويستخدم حق الرد والتصويب والمساءلة القانونية، وأري أن وزارة الخارجية من بين وظائفها الإعلام والإتصال ولابد من متابعة ما ينشر وملاحقته بالتصحيح للرد علي الإعتداءات والشائعات. فيما طالب د.حسين أمين أستاذ الإعلام بضرورة تفعيل قناة النيل الدولية وأن يشرف عليها وزارة الخارجية مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون فلابد من وجود مجموعة عمل مشتركة لإعادة تلك القناة لمكانتها التي بدأت بها منذ أكثر من 20 عاما وأن يكون دور الدبلوماسية العامة في إدارتها وإعادتها باللغة الإنجليزية فقط وأري أنه عند تفعيل تلك المنظومة فستكون نافذة للخارج. وطالب د.حسين بأن يكون لمصر ذراع إعلامية قوية متاحة علي أقمار صناعية ونافذة يذهب إليها المتلقي الغربي ويكون لها صفحة علي الفيس بوك ومدونيون علي تويتر حتي لا نكلم أنفسنا فقط فالأدوات موجودة والعناصر البشرية موجودة ولكن ينقصنا العمل الجاد وخلق التأثير في محيط الخارج. وأضاف: يمكننا إحداث تأثير بقناة النيل الدولية فقد كشفتنا الأزمات الأخيرة ووضحت ضعفنا في الإعلام الخارجي والعبرة لدينا في قناة النيل الدولية التي يمكن أن نستثمرها بشكل أفضل بالإستعانة بوزارة الخارجية ووزارة الهجرة.