وسط الزحام الفضائي المصري سواء من القنوات الرسمية أو الخاصة لا يوجد بين كل هذه القنوات قناة واحدة تخاطب الغرب وتوضح الحقائق ؟ الكل يخاطب الداخل ويبدو الأمر وكأننا يكلم بعضنا بعضا ويظل العالم بعيدا عن وصول قضايانا بشكل حقيقي وتقع مصر فريسة للأكاذيب التي يرددها إعلام خصومها رغم إنشاء بعض القنوات التابعة للتليفزيون التي أنشئت من اجل ذلك مثل الفضائية الموجهة لأمريكا وقناة النيل الدولية إلا أن الجميع فشل في مخاطبة الغرب وكان أقصي دور له هو مخاطبة المصريين في الخارج. وعن أسباب ذلك وكيفية مخاطبة الآخر كان هذا التحقيق مع خبراء الإعلام في البداية يقول د. سامي عبد العزيز أستاذ الإعلام جامعة القاهرة إن فرصة نجاح أي قناة مصرية بأي لغة في مخاطبة الغرب ضعيفة جدا جدا والدليل علي ذلك عندما أنشأت أمريكا قناة الحرة فشلت لأنه كان معروفا أنها قناة ذات توجهات أمريكية وهذا النوع من القنوات ليس له قبول لدي الجمهور الغربي لأنه جمهور محلي والدليل علي ذلك أن في كل ولاية أمريكية الجريدة والقناة الخاصة بها، ولمخاطبة الغرب يمكننا ذلك من خلال إنشاء موقع الكتروني قوي بشكل احترافي بلغتهم علي أن يستقطب كبار الكتاب أصحاب الأقلام المستنيرة والمؤثرة والاستفادة من الجاليات المصرية مثل العلماء وأساتذة الجامعات والاستفادة أيضا واستثمار مكاتبنا الثقافية في الخارج إلي جانب التسويق السياحي والأهم من ذلك التسويق الإبداعي، فالشعوب الغربية والأمريكي بالتحديد عاشق الفن والترفيه ومن خلال الفن المصري يمكن أن تخاطب الآخر بشكل قوي ومؤثر وذلك من خلال شركات إنتاج كبيرة تقوم بإنتاج أعمال درامية ضخمة وتسوق إلي العالم فلقد عرفنا الشعب الأمريكي والهندي والتركي والكوري وغيرهم من أعمالهم الفنية. إعلامنا انفعالي أشار د. صفوت العالم أستاذ الإعلام إلي أن جميع القنوات المصرية والعربية فشلت في مخاطبة الآخر باستثناء قناة «سكاي نيوز والعربية والجزيرة « رغم أن إرسالهم لا يصل إلي كل دول العالم ورغم ذلك فشلنا في إظهار الحق العربي لأن إعلامنا انفعالي أحادي الجانب وإذا تحدثنا عن إعلام الدولة الممثل في اتحاد الإذاعة والتليفزيون نجد كارثة كبيرة فقناة النيل الدولية التي أنشئت لمخاطبة الغرب بكل اللغات لا تصل إلي دول أفريقيا وأوروبا وأمريكا وكذلك الفضائية الموجهة لأمريكا لا يشاهدها أحد وأضاف كنت في لجنة البرامج الإخبارية بالتليفزيون وأردنا أن يصل إرسالنا إلي معظم دول العالم واكتشفت بعد مناقشة المهندسين قي قطاع الهندسة الإذاعية بأن هناك مشاكل كثيرة في الأجهزة وضعف الإرسال ونحتاج إلي ملايين الدولارات لكي يصل إرسالنا إلي العالم هذا إلي جانب الإذاعة الموجة أكتشفت أنها بتتأخر لأكثر من يومين في ترجمة الأحداث التي تذاع في الكثير من الدولة وخصوصا في المنطقة الناطقة باللغة الأمهرية والسواحلية وهي لغات منتشرة في أفريقيا وذلك لأنها تتعامل مع مترجمين من الخارج الخلاصة أننا نخاطب أنفسنا فقط. وأضافت د. ليلي عبد المجيد أستاذ الإعلام جامعة القاهرة أن قنوات التليفزيون والفضائيات الخاصة فشلت في مخاطبة الغرب وإذا سافرت إلي أي دولة عربية لا تشاهد الفضائية إلا نادرا أما في دول أوربا فلا يعرفون شيئا عنها كما أن القنوات التي أنشأها اتحاد الإذاعة والتليفزيون لكي تخاطب الغرب تقدم برامج محلية مترجمة وبالمنطق المصري وهذا خطأ كبير ولهذا لا يبحث عنها أحد في الخارج فمع الأسف الإعلام المصري غير قادر علي مخاطبة الغرب ونحن في أمس الحاجة لقناة مصرية قوية تصحح المفاهيم المغلوطة عن مصر والحل الوحيد لتحقيق هذا هو اتحاد الفضائيات الخاصة لإنتاج قناة مصرية قوية تصل إلي أنحاء العالم ويتم الاستعانة بخبراء إعلام مصريين وأجانب لعمل دراسة لها وترجمة برامجها إلي كل اللغات وهذا يحتاج ميزانية ضخمة قناة لكل دولة أكد د. حسن عماد مكاوي عميد وكيل المجلس الأعلي للصحافة أنه ضد إنشاء أي قناة فضائية داخل مصر لمخاطبة الغرب لأن الموطن الغربي غير مهتم بالقنوات العربية ويهتم أكثر بمشاهدة الإعلام المحلي الخاص به كما أننا في مصر والوطن العربي لا نجيد مخاطبة الآخر بطريقتهم لأنهم يعتمدون علي لغة الأرقام والمنطق أما نحن فنعتمد علي سياسة الصوت العالي والعبارات الإنشائية والمبالغة والحل لكي ننجح في مخاطبة الغرب ونتواصل معه بشكل جيد هو إنشاء قناة مصرية داخل كل دولة أجنبية ويديرها ويعمل بها أبناء الجاليات المصرية المقيمون هناك ولديهم خبرة في طرق التعامل معهم علي أن يتم هذا بالتنسيق مع مصر لتمدهم بكل الأخبار الصحيحة وهذه القنوات ستكون بتكلفة أقل من إنشاء قناة إرسالها يصل إلي كل أنحاء العالم وستكون أكثر تأثيرا.