علي مدي ستة أشهر كاملة تطلب سناء من زوجها أن يساعدها في تركيب دولاب المطبخ الذي يحتاج الي إعادة تثبيت وزوجها يرد بهدوء خليها بعدين.. إنت زنانة كدة ليه الزن هو التهمة الجاهزة والصفة المشتركة لدي جميع بنات حواء في نظر جميع الرجال.. ست يعني زنانة.. بالرغم من أن كثرة الزن في حد ذاتها قد لا تعني أكثر من أن الرجل لا يستجيب أو أنه كما تقول سناء ما بيجيش إلا كده. هل من المعقول أن تعشق حواء الزن كنوع من الهواية بمعني أن الرجل يستجيب لطلباتها وهي تواصل هواية الزن من باب الاستمتاع.. بالطبع لا. هل هي صفة حقيقية لدي المرأة أم أنها فروق التوقيت بين الرجل والمرأة. لماذا تزن النساء؟ لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال إلا إذا سأل كل رجل نفسه قبل أن يتهم زوجته عن السبب الذي يضطرها للزن فهي دائما وأبدا ما تريد شيئا للمنزل او للأولاد أو تطالبه بتنفيذ وعد قطعه علي نفسه, الآن في حين أن عليها هي أن تراعي ظروفه وتتقبل اعذاره التي لا تنتهي وحججه الجاهزة دائما.. الأكيد أن هناك فروق توقيت بين الرجل والمرأة تجعل أحدهما لا يقدر حجم أهمية ما يطلبه الآخر, فيضطر للزن ولأنها عادة مغلوبة علي أمرها ومضطرة لتوفيق أوضاعها فهي الأكثر اضطرارا للزن, وفروق التوقيت بين الاثنين في الحب, كما في الحياة وطريقة التفكير. فالرجل يري أنه موضوعي دائما, لذلك تتهمه المرأة بالا مبالاة, بينما تري النساء أنهن أكثر عاطفية, وأكثر رومانسية, لذلك يتهمهن الرجل بكثيرة الزن والإلحاح. فروق التوقيت بين الاثنين كما يقول د. عمرو يسري إستشاري الطب النفسي أساس الصراع الأزلي بينهما.. مع اتهامات حاضرة دائما, تتراوح من وصف النساء للرجال بالأنانية بينما يصر الرجال علي وصف النساء بكثيرات المطالب قليلات التحسب للظروف.. في الحب, كما في إدارة مصروف البيت, وتربية العيال. لذلك فالأزمة مستمرة نظرا لاختلافات التكوين النفسي والشخصي بين الاثنين. الكلام عن الفروقات النفسية بين الرجل والمرأة يرجع الي حقائق علمية تم التوصل إليها عن طريق البحث العلمي, وليست مجرد اجتهادات او آراء. مثلا بالنسبة للمقارنة بين دماغ الرجل والمرأة, تقول الدراسات أن الرجل متفوق في الأعمال الذهنية والجسدية, مثل القوة البدنية والعمليات الحسابية المعقدة وقراءة الخرائط, بسبب الفروق الواضحة بين دماغ كل منهما. وقد أثبت العلماء أن الإنسان يولد وفي دماغه برنامج خاص يختلف حسب جنسه. وبالتالي فإن دماغ الرجل يعالج المعلومات والمشاعر بطريقة مختلفة جدا عن دماغ المرأة. فالمرأة تمتلك قدرة كبيرة علي التواصل بين الناس والتفكير بمنطقية في حل المشاكل والتحكم بالانفعالات أكثر من الرجل. وتقول النظريات العلمية, أن الفص الجبهي في دماغ المرأة, المسؤول عن حل المشاكل والتفكير بمنطقية, أكبر من حيث الحجم من نظيره في دماغ الرجل. الغريب, رغم ذلك, كما تقول مدارس الطب النفسي, أنه يمكن تشبيه حديث الرجل وحديث المرأة بحديث العقل وحديث العاطفة. فالعقل والمنطق من نصيب الرجل, بينما الحديث المشحون بالعواطف يكون من نصيب المرأة. وربما هذا أيضا سر من أسرار الخلافات الدائمة, بين الإثنين. فالمرأة دائما ما تتحدث من منظور عاطفي قد يؤدي بها الي البكاء علنا في بعض الأحيان, بينما لا تغالب الرجل عاطفته أغلب الأوقات, لذلك لا تغالبه الدموع.. غالبا. و المرأة تعشق الحديث والتواصل مع الآخرين, إلا أنها حين تتكلم لا تقصد بالضرورة تقديم معلومة, كما أن الحديث الأنثوي رقيق وحساس يراعي مشاعر الآخر ويقوم علي العلاقة التي تنشئها المرأة مع من تتعامل معهم. أما الرجل, فيعتقد أغلب الأوقات أنه موضوعي, وأنه دوما يروي الحقائق, لذلك يجب أن يتكلم وأن يسمعه الآخرون, وهو يشعر بالسعادة حين يطلب منه الكلام أمام مجموعة من الأشخاص, فذلك يؤهله لفرض وجوده علي الناس والاستيلاء علي السلطة, لذلك فهو يقدس الاجتماعات ويهتم بعشاء العمل وغير ذلك من المناسبات التي تحقق له هذه الرؤية, بينما تميل المرأة الي الرومانسية, والي الاختلاء بحبيبها أغلب الوقت.. والنتيجة أنها تتهمه بغير الرومانسية, وهو يتهمها بالرغبة الدائمة في الاستحواذ عليه. علميا, ينظر الرجل الي الأمور او إلي الصورة او الي الأحداث بشكل كامل, أما المرأة فتنظر إلي تفاصيلها. فالمرأه نظرتها تفصيلية, أما الرجل فالنظرة العامة تكفيه. وهو ما يخلق المشاكل في العلاقة. إذ أن طبيعة الرجل( الإجمال) بينما طبيعة المرأه( التفاصيل), الحل لضبط التوقيت بين الطرفين او علي الاقل تقريب الفروقات كما يقول د.عمرو يسري ان يبدي الرجل اهتماما اكبر بطلبات زوجته ولا يضطرها للزن ويتوقف عن اتهامها بالزن اساسا وان تحاول الزوجة ترك مسافات بين كل مرة واخري تجد نفسها فيها مضطرة للتذكير بطلباتها او عليها تغيير الطريقة بحيث لا تبدو نوعا من الزن بالنسبة للرجل.