هوامش حرة

فريد الأطرش فى ذكراه

أربعون عاما مضت على رحيل فريد الأطرش الفنان الذى بهر الناس زمانا طويلا وهو يغنى ويعزف العود ويقيم الحفلات حتى آخر يوم فى حياته..كثيرون أحبوا فريد الأطرش ومازال يتمتع حتى الآن بملايين المعجبين فى العالم العربى.. التقينا مرة واحدة فى رفقة الأستاذ كمال الملاخ رحمة الله عليه ويومها جلست اسمع لفريد الأطرش وهو يتحدث عن حياته وقد تقدمت به سنوات العمر ويومها قال لقد عشت ستمائة عام طولا وعرضا وغنيت وأحببت ومرضت وعشت السعادة بكل ألوانها وعانيت الألم بكل أشكاله..كان فريد الأطرش فنانا بسيطا مجاملا محبا للناس وقد قدم للأغنية العربية مجموعة من أجمل الأغانى ابتداءً بالربيع وأول همسة وحكاية غرامى ولديه الحان كثيرة متميزة وكنت تعرف جملته الموسيقية من بين آلاف الألحان وقد نجح كثيرا فى غناء ألحانه..كان يتمنى حتى آخر لحظة فى حياته ان تغنى ام كلثوم من ألحانه رغم انه لحن لعشرات المطربات والمطربين وبقيت ام كلثوم حلمه الذى لم يتحقق..كان المفروض ان تغنى أم كلثوم أغنية الربيع ولكنها تأجلت أكثر من مرة ليغنيها فريد الأطرش وتصبح واحدة من أشهر أغانيه وكثيرا ما تغنى بها الناس فى عيد الربيع..كانت هناك منافسة راقية بين عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وكان أجمل ما فيها إنها صراع بين قطبين لتقديم الأجمل والأفضل وإن كان فريد الأطرش قد استولى على أعياد شم النسيم بأغنيته الشهيرة الربيع..فى آخر أيامه عاد إلى مصر بعد فترة غياب طالت وغنى لها أغنيات جميلة..كان صديقا لمعظم الملوك والرؤساء العرب وشارك الشعوب العربية الكثير من احتفالاتها ورغم انه كان سورياً فإنه عاش فى مصر معظم سنوات عمره وانطلق منها مع شقيقته أسمهان وكانت القاهرة فى هذا الزمن حلم كل مطرب وفنان عربى فقد احتضنت كل المواهب فى الموسيقى والغناء والسينما والمسرح وكان فريد الأطرش نموذجا للوحدة العربية فى أعلى وأغلى مراحلها حين كان الفن يجمع الملايين على صوت ام كلثوم وعبد الوهاب ووديع الصافى وفيروز وعبد الحليم حافظ ومع هؤلاء كان فريد الأطرش الصوت الذى أمتعنا وإشجانا ومازال يعيش بيننا .
fgoweda@ahram.org.eg
لمزيد من مقالات فاروق جويدة