بدأت البعثات الدولية للاتحاد الأفريقى والكوميسا وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى والبعثة الدولية المحلية المشتركة استعداداتها لمراقبة جولة الإعادة ، لضيق المدة الزمنية المتبقية ، وتقوم حاليا بوضع خطة المتابعة الميدانية فى الدوائر التى تجرى بها الانتخابات ، وتعديل انتشار وتوزيع المراقبين التى نفذت بالجولة الأولى للانتخابات . وأرجع التقرير الذى أعلنته المنظمة العربية لحقوق الانسان عن الجولة الاولى للانتخابات البرلمانية أسباب ضعف المشاركة السياسية الى غياب المبادرات الرسمية للتفاعل مع الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية و إجراء حوارات جادة لمعالجة التحديات السياسية المتنوعة ،وتراجع قدرة الأحزاب السياسية عن المساهمة فى صناعة المشهد السياسى العام أو التأثير فى اتجاهات الرأى العام، مما عمق فجوة الثقة بينها وبين الناخبين ، لاسيما بعد تجربة الفترتين الأولى والثانية فى المرحلة الانتقالية بعد الثورتين فى 25 يناير و30يونيو. وأضاف التقرير أن تراجع نسب المشاركة يعود لقلة وضعف البرامج الانتخابية الهادفة لتلبية الاستحقاقات الاجتماعية فى ظل استمرار المعاناة الاقتصادية للمواطنين ، بالإضافة إلى استمرار ظاهرة الأداء الاعلامى السلبى ، على وجه الخصوص من قبل وسائل الاعلام الخاصة التى سعت لفرض رؤية أحادية على المجتمع، جنباً إلى جنب مع التشكيك وكيل الاتهامات لمؤسسات الحزبية والمدنية، مستفيدة من حيز الفراغ الذى لم تشغله الدولة وعزوف السلطات عن تحديد موقفها من الجدل الاعلامى حول القضايا المثارة ،فضلا عن تعقيدات النظام الانتخابى المتبع، وصعوبة الاختيار بين المرشحين ،وضيق المدة الزمنية المخصصة للدعاية الانتخابية والتعارف بين المرشحين والناخبين ،وشيوع قناعة بين نسبة من الناخبين باتجاه الاهتمام العام للدوله لمواجهة التحديات الأمنية ومكافحة الارهاب. بينما تعلن البعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات البرلمانية تقريرها النهائى حول المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية يوم 30 أكتوبر بعد انتهاء جولة الإعادة بدوائر المرحلة الأولي. وقال أيمن عقيل المنسق الوطنى للبعثة إن التقرير سيتضمن أبرز ملاحظات البعثة وأهم التجاوزات التى رصدتها البعثة فى المرحلة الأولى والمناخ السياسى والبيئة القانونية والتشريعية و الوضع الأمنى وتأمين اللجان ودور اللجنة العليا للانتخابات، ، وأهم التحديات التى واجهت الدولة فى إجراء الانتخابات وأهم ماواجهته البعثة خلال متابعتها للانتخابات، والتوصيات النهائية للبعثة لإصلاح النظام الانتخابي. وقال دونكن ميك نير مستشار الشبكة الدولية للحقوق والتنمية وعضو البعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات البرلمانية إن الانتخابات البرلمانية المصرية خطوة مهمة فى مصر تجاه تحقيق الديمقراطية. وأضاف أنه لاحظ وجود بعض الشوائب فى الجولة الاولى بالانتخابات،، كما لاحظ عدم معرفة عدد من الناخبين بالمرشحين وبرامج الأحزاب، وأنه لاحظ أن المرأة فوق سن الأربعين والرجال فوق الستين هم أكثر فى المشاركة الانتخابية، والشباب كانت أعدادهم قليلة ، و صعوبة تصويت الأشخاص الأميين بالانتخابات، بينما قدمت تسهيلات للمعاقين وكبار السن لمساعدتهم للإدلاء بأصواتهم. فى حين قال الدكتور ضياء رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية -خلال الندوة التى نظمها مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عن تقييم المرحلة الاولى للانتخابات البرلمانية إن الانتخابات التى تجرى حاليا، لا يوجد بها أية دعوات لمقاطعة الانتخابات لأى حزب سياسى سوى حزب مصر القوية، وجميع القوى السياسية والحزبية يشاركون فى الانتخابات بمن فيهم المعارضون للنظام الحالى ، وهى أقل مرة تحدث فيها دعوات لمقاطعة الانتخابات البرلمانية منذ عام 2010. وأضاف الدكتور يسرى العزباوى الباحث بالنظم الانتخابية ومنسق الندوة أن التصويت العائلى لم يؤثر فى جولة المرحلة الأولى بسبب قاعدة القيد ، وأن نسبة المشاركة فى الانتخابات جاءت أقل من المتوقع كثيرا، وأن أبرز الأخطاء التى وقع فيها الإعلام محاولاته وصف نسبة المشاركة وعدم اهتمامه الكافى بالتوعية بالعملية الانتخابية لتعزيز نسبة المشاركة .