مما لاشك فيه أن من الأسباب الرئيسية التي أدت إلي نجاح ثورة52 يناير هي قدرة الشباب علي التواصل الاجتماعي اللحظي الالكتروني باستخدام أدوات وآليات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطويعها لتحقيق ثورة شعبية ناضجة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني . مثل الفيس بوك واليوتيوب وتويتر والمدونات والبريد الإلكتروني وغيرها من مواقع بث ونشر المعلومات علي الانترنت, بالإضافة إلي استخدام الرسائل القصيرة عبر المحمولSMS كأداة للتواصل الإلكتروني أيضا, والمعروف أنه كلما كانت درجة التواصل بين أعضاء فريق أي عمل عميقة وصادقة ومتناغمة زادت فرص نجاح هذا العمل بإتقان وتحقيق الأهداف والغايات والمقاصد التي انطلق من أجلها هذا العمل. من هنا نحسب أن هذه الأدوات كانت بمثابة وسيلة فعالة ومؤثرة وسريعة جدا لنقل المعرفة والمعلومات, كما أنها نجحت في الدور المطلوب منها في دفع عدد كبير من الشباب للتفاعل الإيجابي مع أصحاب الدعوة والالتفاف حولهم بكل طوائفهم السياسية والاجتماعية حتي يكونوا عصبة لتحقيق المستهدف. وعلي نفس السياق يمكن أن تمر الدعاية الانتخابية البرلمانية وفقا لهذه التطورات التكنولوجية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني, حيث يمكن للمرشح تدشين صفحة خاصة به علي الفيس بوك وباقي مواقع التواصل الاجتماعي للترويج الانتخابي له بحيث تتضمن هذه الصفحة صورة المرشح والسيرة الذاتية له والبرنامج الانتخابي الذي أعده وإذا كان ينتمي إلي حزب ما يمكن توضيح بيانات هذا الحزب علي الصفحة وإنجازاته وأعضائه, كما يمكن تدعيم وتوثيق الصفحة بالصور ومقاطع الفيديو للقاءات الصحفية للمرشح والمؤتمرات والاجتماعات التي قام بها, مع التفاعل الإيجابي مع الناخبين من حيث الرد المباشر علي أسئلتهم واستفساراتهم حول القضايا والمشكلات ذات الصلة بدائرتهم, معني ذلك أن شبكة الانترنت ستكون بمنزلة ساحة يقدم فيها كل مرشح برنامجه وأفكاره ورؤيته من أجل جذب أكبر عدد ممكن من الناخبين وحثهم علي التصويت لمصلحته خاصة الشباب الذين يشكلون الشريحة الأكبر من الناخبين والذين يجيدون التعامل مع الأدوات التكنولوجية المتعددة والخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني بدليل أن ثورة52 يناير قامت علي كفاءة الشباب في التوظيف السياسي الأمثل لهذه الأدوات. والجدير بالذكر أن من مزايا هذا النهج توفير الكثير من الجهد والوقت فضلا عن أن تكلفة هذا النوع من التسويق الانتخابي بالوسائل التكنولوجية زهيدة جدا وتتسم بالسرعة الفائقة في التفاعل والتنسيق اللحظي مع الناخبين, بالإضافة إلي إمكان استقطاب الملايين من مستخدمي الانترنت من كل الفئات وفي كل المجالات. د. حسن علي عتمان رئيس جامعة المنصورة السابق