كان يفخر دائما بأنه يحمل اسم الرئيس الراحل وبطل الحرب والسلام محمد أنور السادات تيمنا وتفاؤلا به حيث يصادف ميلاده بداية حكمه والتحضير لانتصارات أكتوبر العظيم. ويعتبر أن كنيته سبب في أن يكون محظوظا طوال حياته ، لكنه لم يكن يعلم أنه سيحصل أيضا علي لقب شهيد الواجب في نفس ذكري الأيام التي استشهد فيها الزعيم الوطني الكبير في أكتوبر عام 1981 ، ولم يكن يدري أن القدر يخبئ له جائزة كبيرة في خاتمة حسنة بالدنيا قبل جائزة الآخرة عندما يكون رفيقا للنبيين والصديقين ، وان كان ذلك تسبب في لوعة الألم ومرارة الفراق لأهله وأقاربه ومحبيه . السادات محمد حسنين عبد الله 43 سنة خفير نظامي من قرية الحدادة مركز بني عبيد محافظة الدقهلية معروف في وسط العاملين بمركز الشرطة بالالتزام والانضباط وحسن السير والسلوك ، وهو بين جيرانه الأخ والسند لمن يحتاجه في أي خدمة أو حل أي مشكلة، أما بالنسبة لأهله وزوجته وبناته الثلاث فهو كل شيء، الأب والزوج والعمود الفقري للحياة ، كان كل شاغله الاهتمام بتعليم البنات وايصالهن الي بر الأمان بالزواج والستر واكمال رسالته في اعداد أجهزتهن كاملة كبقية البنات . في تلك الليلة الموعودة ودع السادات بناته وزوجته بنظرات حائرة وكلمات مخنوقة بالحزن والترقب ، قائلا : لن أتأخر لا تقلقوا . ذهب السادات الي حيث يقوم مع زملائه بمهامه في حراسة كمين أمني علي كوبري يقع بين محافظتي الشرقيةوالدقهلية ، ورغم المخاطر الكبيرة علي هذا الكمين الذي شهد اطلاق رصاص أكثر من مرة ، الا أن السادات لم يكترث بأية قلق طالما يقوم بأداء واجبه لحفظ الأمن والاستقرار وحماية الوطن من الارهابيين والخارجين علي القانون . وأثناء حراسته لمدخل كوبري الحدادة تلقي السادات اتصالا هاتفيا من قيادته باعتراض سيارة علي متنها مسلحون قاموا بخطف محام ويدعي عطية علام 43 سنة، مقيم في بني عبيد، استغاث بالخفراء، من مجهولين يحاولون اختطافه، أثناء تواجده علي الكوبري، وفور توجههم لانقاذه، قابلهم المجهولون بالرصاص الحي بشكل عشوائي علي الخفراء وفروا هاربين ، فسكنت عدة رصاصات جسد السادات النحيل واستقر بعضها في رأسه حيث لم تفلح محاولات الأطباء في مستشفي بني عبيد أن تبقيه علي قيد الحياة وتبين من تقرير مفتش الصحة بالمركز بعد توقيع الكشف الطبي علي جثمان الشهيد، وجود كسور مضاعفة بعظام الرأس مع تهتك شديد ونزيف بالمخ . وعندما شعر الجناة بخطورة الاستمرار في خطف المحامي ألقوه في الطريق، وتحفظت القوات عليه داخل مركز الشرطة، لكشف ملابسات الحادث ودوافع الخطف . وانتقل الي مكان الحادث قيادات الشرطة لمعاينة مسرح الجريمة، وتم تشكيل فريق بحث بقيادة الرائد حسام عبدالمنعم، رئيس مباحث بني عبيد، للوصول الي مرتكبي الحادث في أسرع وقت، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 6637 جنايات بني عبيد، لسنة 2015 وأمرت النيابة العامة بسرعة ضبط واحضار المتهمين. وفي قرية الحدادة سادت حالة من الحزن الشديد وشيع الآلاف من الأهالي جثمان الشهيد السادات وخرجت الجنازة من المسجد الكبير بالقرية وسط حالة من الصدمة والبكاء . وقالت سامية صالح زوجة الشهيد: «زوجي يخرج كل ليلة لعمله في هذا الكمين علي الطريق في منطقة مقطوعة وتم اطلاق النار عليهم أكثر من مرة لكن ربنا ستر». وأضافت: «آخر مرة شعرت أن قلبي مقبوض، وفوجئت باتصال أنه أصيب، وبعدها شقيقي أخبرني أنه مات ففقدت الوعي ولا أصدق ما حدث حتي الآن». ويؤكد الشربيني العطار من أبناء قرية اليوسفية المجاورة أن الحدادة عاشت ليلة مكفهرة ان لم تكن سوداوية المشهد تعتصر النفوس وتدمع العيون لها ، الجميع جزع قلبه لشهيد الواجب الذي قُتل غيلةً وغدرًا من الفجرة ممن باعوا الآخرة بالدنيا ، لكن الشهيد فرح بلقاء ربه وهو يحرس الديار ويحفظ الأمن . ويطالب أهالي القرية حسام الدين امام محافظ الدقهلية، باطلاق اسم الشهيد علي مدرسة القرية تكريما له وتقديرا لعطاء رجال الأمن .