خدعونا فقالوا : «ان أمريكا تحارب الإرهاب» ! فادعاءات أمريكا بمحاربة الإرهاب لم تعد تنطلي علينا نحن العرب ، إذ ليس من العقل والمنطق أن دولة تأسست وقامت على الإرهاب يمكن لها أن تحاربه ويكفي أن نعلم أنه بالإرهاب أباد الأمريكيون أكثر من 100 مليون من الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة الأمريكية في أبشع جريمة تطهير عرقي عرفتها البشرية. ويروي جون سميث في كتابه « أفعال الأمريكان في الهنود الحمر « عن الإرهاب الذي ارتكبه الإرهابيون الأمريكيون ضد الهنود في مجزرة « ساند كريك « ، حيث فصلوا رؤوسهم عن أجسادهم – كما تفعل داعش- وهشموا جماجمهم وسلخوا جلودهم وبقروا بطون الحوامل حتى أن الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون الذي توجد صورته على ورقة ال 20 دولار كانت هوايته التمثيل بجثامين الهنود الحمر بينما أثنى الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت على بسالة جنوده معتبراً أن القضاء على هؤلاء الهنود كان ضرورة ملحة ، فأكد بذلك أن الإرهاب وفصل الرؤوس عن الأجساد صناعة وثقافة أمريكية بامتياز . وقد اتجه الأمريكيون بإرهابهم إلى قارة أفريقيا السوداء وارتكبوا أفظع جريمة تهجير وإبادة وقتل وتجارة الرقيق ضد الأفارقة وذلك باصطيادهم كالحيوانات من الغابات والسواحل الإفريقية حيث طالت هذه الجريمة الإرهابية 50 مليوناً من الأفارقة مات معظمهم قبل أن يصلوا إلى العالم الجديد ولهذا تصدت أمريكا لمطالب الأفارقة في مؤتمر «دوربان « عام 2001 بالتعويض أو حتى بالاعتذار عن تلك الجريمة الإرهابية النكراء . وقد تواصل الإرهاب الأمريكي بإلقاء القنبلة الذرية على مدينتي ناجازاكي وهيروشيما في اليابان في الحرب العالمية الثانية بالرغم من تأكيد بعض مراكز الدراسات الإستراتيجية العالمية أن اليابان كانت قد وافقت على شرط الاستسلام قبل ضرب المدينتين وحصد عشرات الآلاف من الأرواح ، كما قتلت أمريكا أكثر من مليون فيتنامي في حربها على فيتنام وشنت حرباً على أفغانستان إضافة إلى حربها على العراق فدمرته ومزقته ، كما أن احتفاظ واشنطن بسجون سرية في أنحاء العالم تديرها المخابرات ألأمريكية خارج أي نطاق قانوني وإصرارها على إعفاء جنودها ومرتزقيها من المثول أمام المحاكم الدولية لمحاكمتهم عن جرائم قتل المدنيين يعدان يقينا من الإرهاب ، ولم تكتف أمريكا بممارسة الإرهاب بل صدرته وتصدره إلى العالم حيث قال الكاتب البريطاني مونبيوت في مقال له بصحيفة الجارديان : « أن لدى أمريكا مراكز ومعاهد لتدريب الإرهابيين الذين ارتكبوا ويرتكبون جرائم إرهابية وحشية في العديد من دول العالم, وذكر منهم معهداً بولاية جورجياالأمريكية تموله حكومة بوش. فقد أصبحت أمريكا بعد إنشائها تنظيم القاعدة الإرهابي وما انشقت عنه من حركات ارهابية وتكفيرية متطرفة على غرار داعش تحت عينها وبصرها ، بمثابة الأم التي تلد تلك التنظيمات والحركات وأخواتها في الشرق الأوسط وترعاها وتمدها بالسلاح والمال والدعم المخابراتي واللوجستي والتدريب لتنفيذ مخطط واشنطن وإسرائيل في المنطقة بإعادة رسم الخريطة الإقليمية على أسس عرقية وطائفية وإثنية وإثارة الفتن والحروب في العراق وسوريا وليبيا واليمن لضمان سيطرة أمريكا وهيمنة إسرائيل ويخطئ من يظن أن أمريكا جادة في القضاء على داعش في فترة زمنية قصيرة لأنها تنفذ الأجندة الأمريكية والإسرائيلية والغربية في المنطقة بل إن واشنطن تعوق جهود المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب ، فقد قال الرئيس أوباما غير مرة بالحرف الواحد : « أن أمريكا ليس لديها استراتيجية للقضاء على داعش في فترة زمنية محددة وإن الهدف من التحالف الدولي هو الحد من قوتها وليس القضاء عليها « ! . لمزيد من مقالات فرحات حسام الدين